كشف الرئيس المدير العام لميناء جن جن بجيجل، عبد السلام بواب، في حوار للنصر، عن معالجة 2.4 مليون طن من السلع والبضائع خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية، ما سمح للمؤسسة بتحقيق رقم قياسي مقارنة بالفترة نفسها من السنوات الفارطة، كما أكد الشروع في استقبال السفن التجارية الضخمة بفضل الإستراتيجية الموضوعة من قبل القائمين على المؤسسة المينائية، فيما ينتظر أن يصل حجم النشاط نهاية السنة، إلى حدود 8 ملايين طن من السلع المعالَجة وبداية انفراج أزمة "نهائي الحاويات"، إذ سيتم وضع رصيف بطول 320 مترا حيز الخدمة والتسليم النهائي للمشروع سنة 2024 كأقصى تقدير. حاوره: ك.طويل في البداية، هلا أطلعتنا على حجم التبادلات التجارية حاليا على مستوى ميناء جن جن؟ بعد تنصيبنا على رأس المؤسسة المينائية سنة 2018، تم وضع إستراتيجية عمل والاعتماد على عدة محاور، تتمثل في الانتهاء من البنى التحتية والفوقية وتوفير المعدات وتأهيل الإمكانيات البشرية، بتطوير المهارات وتدريبها وتطوير أنظمة المعلوماتية وتنظيم إجراءات العمل بالميناء، حيث ساهمت العملية في تحقيق نتائج إيجابية والوصول إلى معالجة حجم كبير من السلع قدر ب 7 ,3 ملايين طن سنة 2021، بارتفاع يقارب 53 بالمائة عن السنة التي قبلها، منها 50 بالمائة سلع موجهة للتصدير. نتوقع معالجة 8 ملايين طن من البضائع في 2022 واستمر النشاط بنفس النمط لنحقق خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية، حجم معالجة للسلع فاق 2.4 مليون طن، بارتفاع قدره 64 بالمائة مقارنة بذات الفترة من السنة الفارطة، إذ تقارب نفس النتيجة المسجلة طوال سنة 2017 ومن المتوقع الوصول إلى 8 ملايين طن من السلع مع نهاية السنة الحالية. ما هي أهم أنواع السلع التي تمت معالجتها؟ التطور مس مختلف السلع المعالجة وتنوعها، من إسمنت، حديد، ومواد أولية موجهة لمصنع بلارة، مع العلم أن نسبة 80 بالمائة من الأنابيب الموجهة لشركة سوناطراك، تمر عبر ميناء جن جن والمواد نصف المصنعة الموجهة لصناعة الورق والكارتون تمر عبر مؤسستنا أيضا و كذلك الأسطوانات الحديدية. تقليص فاتورة النقل البحري و 3 أيام مدة المعالجة أما في عملية التصدير، فقد تنوعت البضائع، فخلال 2021 تم تصدير ما يقارب 5 آلاف حاوية لسلع متنوعة، أبسطها كميات من زيت الزيتون، بالإضافة إلى مواد البناء. وخلال الثلاثي الأول من السنة الجارية، مرت كميات معتبرة من المواد في الاتجاهين، إما عبر التصدير والاستيراد، وتقريبا نسبة كبيرة من السلع الموجودة في السوق الجزائرية، مرت عبر مؤسستنا. ما هي العوامل التي جعلت ميناء جن جن قبلة للمتعاملين؟ سبب إقبال المتعاملين على خدمات ميناء جن جن، هو غلاء النقل البحري وارتفاع الأسعار عالميا، ما جعل جميع المتعاملين يعملون على تقليص فاتورة النقل البحري و لتقليصها لابد من المرور للنقل عبر السفن الكبيرة. المؤسسة المينائية جن جن تضمن استقبال السفن كبيرة الحجم وهو ما يمكن المتعاملين من الاستفادة من أرباح كبيرة وتقليص فاتورة السلع. قرب انفراج أزمة "نهائي الحاويات" بعض المؤسسات المينائية تُستورَد عبرها مادة القمح على متن سفن ذات حمولة 30 ألف طن، وبميناء جن جن يتم استيراد القمح بسفن ذات حمولة 60 طنا، ما يمكن الديوان الوطني للحبوب من تقليص الفاتورة، بالإضافة إلى أن جل السفن القادمة المحملة بمواد مستوردة، تعود محملة بمواد أخرى يتم تصديرها من الميناء، مع وجود عامل آخر يتمثل في وجود التجهيزات في عملية التفريغ أو ملء السفن. بعد الاستلام والدخول النهائي للحديد بمركب الحديد والصلب، شرعنا في استقبال السفن الكبيرة، ومنذ فترة غير بعيدة، كنا نقوم بتفريغ ما يقارب 12 ألف طن يوميا واليوم يتم تفريغ ما قيمته من 30 إلى 35 ألف طن في اليوم الواحد. بوجود معدات متطورة في عملية التفريغ، نعمل على تطوير نفس العملية في التصدير، وخلال الأيام القادمة، سيتم القيام بعملية تجريبية لآلة شحن مادة الكلينكر، ما سيسمح برفع وتيرة الشحن من 10 آلاف طن يوميا إلى حوالي 20 ألف طن. في نهاية شهر أوت، سنقوم باقتناء آليتين ستسمحان بزيادة وتيرة معالجة ورفع مادة الكلينكر عبر المؤسسة المينائية. وضع رصيف جديد حيز الخدمة نهاية السنة إضافة إلى ذلك، فإن مختلف التجهيزات الموجودة والمستحدثة، تعمل من جهة أخرى على تخفيض سعر السلعة، بفضل السرعة في معالجتها وعدم ترك السفن تنتظر في الرصيف لفترة أطول، ما يسمح لأصحابها بعدم تسديد غرامات التأخير، حيث يتم إنزال السلع أو وضعها في السفن خلال ثلاثة أيام كأقصى حد. دراسة لتوسعة ثانية للمنشأة كما عمل الميناء على توفير وسائل الجر المتمثلة في الساحبات، حيث تم استقبال سفينتين ساحبتين سنة 2019، ما جعل عدد السفن الساحبة يرتفع إلى خمس وهذا من بين المخططات التي وضعتها الإدارة سابقا بالاستعداد لاستقبال السفن الضخمة، فتوفر الساحبات بهذا العدد يمكننا من إدخال و وضع السفن بأريحية وبسرعة في الرصيف، كما عملنا على تكوين ربان الساحبات خلال السنوات الفارطة. كل متعامل يبحث عن فعالية في عملية تفريغ السفن بأقل الأثمان، وفي الوقت الحالي، يتم جلب السلع مباشرة إلى الجزائر عبر ميناء جن جن، بدل تفريغها في مؤسسات مينائية في دول أخرى، وذلك بفضل ما توفره مؤسستنا من تخفيض للتكلفة و ربح للوقت. كيف تحول جن جن إلى قبلة للسفن التجارية الضخمة؟ السبب هو بداية تجسيد الإستراتيجية التي ذكرتُها في بداية الحوار، ونحن على أتم الاستعداد لاستقبال السفن الضخمة مهما كان حجمها، حيث تم استقبال سفينتين حمولتهما تفوق 96 ألف طن والعملية تمت بتفريغهما في وقت قياسي وإدخالهما من دون مشاكل تقنية، في تجربة نعتبرها ناجحة، بالإضافة إلى وجود البنى التحتية المؤهلة لاستقبال السفن الضخمة مهما كان نوعها. عتاد متطور لتسريع عمليات الشحن والتفريغ استقبال هذا النوع من السفن يساهم في تخفيض فاتورة النقل بنسبة كبيرة، ما يجعل المؤسسة المينائية تساهم بشكل مباشر في تقليص التكلفة بالنسبة للسلع و البضائع. هناك أيضا العديد من الامتيازات ومن بينها الرواق الأخضر بالتنسيق مع مصالح الجمارك وكذا الخدمات المقدمة التي تحدثنا عنها. ما هي المشاريع المنتظر تسليمها بالمؤسسة المينائية؟ أهم مشروع طال انتظاره هو نهائي الحاويات، إذ تم السماح لشركة موانئ دبي العالمية في جن جن، بالانطلاق في الأشغال دون انتظار فض الخلاف السابق بين وزارة النقل والشركة المنجزة، ومن المرتقب أن تكون هناك زيارة لوفد من موانئ دبي بعد شهر رمضان، لإعطاء تفاصيل حول العملية. الهدف هو وضع رصيف بطول 320 مترا حيز الخدمة نهاية السنة، وبعد تجسيد الحلول المقدمة، نستطيع القول بأنه سيرتقب دخول نهائي الحاويات الخدمة في 2024 حيث سوف يسمح بتخفيض فاتورة الحاويات والمرور إلى مرحلة تخزين وإنزال الحاويات وإعادة توجيهها للدول الإفريقية عن طريق البحر أو البر. مشروع منصة لوجستيكية بدل الميناء الجاف في ظل هذه الديناميكية، هل من آفاق لفتح باب التوظيف؟ كل سنة هناك فرص للتشغيل ولكن في السنوات الفارطة حدث تشبع، حيث فاق عدد العمال الإنتاج المسجل، إذ وصل إلى 1300 عامل مقابل معالجة ثلاثة ملايين طن. فرص التوظيف في الوقت الراهن موجودة في الشركات التي منح لها حق الامتياز بالميناء، على غرار موانئ دبي، ديوان الحبوب، الشركة الجزائرية القطرية للحديد والصلب والمؤسسة المينائية، وفي حالة زيادة حجم السلع سنمر للتوظيف. ما نستطيع قوله، هو أنه وخلال المرحلة الفارطة، قمنا بتنصيب ما يقارب ألف عامل في مناصب قارة. كيف هي وضعية مشاريع الموانئ الجافة؟ تم اقتراح ثلاثة مشاريع لموانئ جافة بولاية جيجل تابعة للقطاع الخاص والعام على مستوى منطقة شادية، ومن بينها مشروع متعلق بمؤسسة جن جن لم تنطلق الأشغال به، كون المنطقة غير مربوطة بالطريق المنفذ جن جن، كما أنها لا تتوفر على طرقات مؤهلة، ما جعلنا نتريث قبل تجسيد المشروع. حوالي ألف عامل وُظفوا في مناصب قارة في الوقت الراهن، نعمل على تحويل المشروع إلى منصة لوجستيكية، يتم عن طريقها توضيب المنتجات الموجهة للتصدير أو القادمة من الخارج في إطار عملية الاستيراد الموجهة للسوق الداخلية، ما سيسمح بإعطاء قيمة مضافة، كما انطلقنا في العمل ضمن نظرة إستراتيجية بعيدة المدى والشروع في دراسة الجدوى لتوسعة ثانية للميناء من الجهة الشرقية على مساحة تفوق 350 هكتارا و بأرصفة يفوق طولها 3.5 كيلومتر. هل لديك كلمة أخيرة قد ترغب في قولها؟ أشكر الشريك الاجتماعي وأثمن الاستقرار الذي عمل الموظفون على تحقيقه في السنوات الفارطة والذي يسير بخطوات إيجابية. نأمل في مواصلة الاستقرار الحاصل، وأشكر جريدة النصر على مرافقتها للمؤسسة المينائية وتنوير القارئ.