ضرب شباب بلوزداد بالأرقام المدوّنة في لائحة أبطال الجزائر عرض الحائط، من خلال احتفاظه باللقب للموسم الثالث تواليا، كون هذا الانجاز غير مسبوق في سجلات البطولة الوطنية، سواء في مرحلة ما قبل الاحتراف، أو في عهد الرابطة المحترفة، لأنها المرة الأولى في تاريخ الدوري الجزائري، التي ينجح فيها فريق في احتكار التاج على مدار 3 سنوات متتالية، ليكتب أبناء "العقيبة" صفحة جديدة في سجل المنافسة، في فترة يمكن وصفها ب"الذهبية" لشباب بلوزداد، رغم أن أمجاد هذا الفريق تعود إلى ستينيات القرن الماضي، بفضل جيل كالام، عبروق ولالماس، وغيرهم من الأبطال الذين ساهموا في إحراز لقب البطولة 4 مرات، مع مراعاة قاعدة "الشباب زوج"، من خلال النجاح في المحافظة على اللقب لموسمين متتاليين. قراءة: صالح فرطاس هذه القاعدة كسرتها طبعة شباب بلوزداد التي رسم معالمها عقد مجمع "مدار" لرعاية الفريق في سنة 2018، لأن الشباب كان حينها على عتبة الانهيار، والسقوط إلى القسم الثاني، لكن تطبيق مخطط الانقاذ في مرحلة الإياب جنّب الشباب "كارثة" التدحرج إلى الرابطة الثانية، بتفادي شبح السقوط في آخر جولة من البطولة، مع تألقه في منافسة كأس الجمهورية، بخطفه اللقب بطريقة فاجأت كل المتتبعين، إلا أن ذلك التتويج، كان بمثابة نقطة الانطلاق لعهد جديد. واعتاد أبناء "العقيبة" في تتويجاتهم بلقب البطولة الوطنية على مراعاة قاعدة "الشباب زوج"، وهي القاعدة التي ظلت سارية المفعول مع هذا الفريق في 3 مناسبات سابقة، انطلاقا من التربع على العرش لموسمين متتاليين سنتي 1965 و1966، ثم تنازل الشباب عن لقبه 3 مواسم، ليعود مجددا إلى المنصة، ونجح مرة أخرى في الاحتفاظ بالتاج لموسمين على التوالي، وكان ذلك خلال سنتي 1969 و1970، قبل أن يطول الغياب عن لائحة الأبطال لفترة دامت 3 عقود من الزمن، لكن العودة كانت بالوفاء للتقاليد، وذلك بإحراز لقب البطولة لسنتين متتاليتين في افتتاح الألفية الجارية 2000 و2001، الأمر الذي جعل كل المتتبعين يفتحون باب الاحتمالات، بخصوص هوية بطل جديد للرابطة المحترفة للموسم الجاري، لأن شباب بلوزداد كان قد توج باللقب في آخر نسختين من البطولة، الأول بقرار من المكتب الفيدرالي، عند التوقف الاضطراري للمنافسة في منتصف مارس 2020 بسبب جائحة كورونا، وكان حينها الشباب متربعا على عرش الريادة، والثاني في جويلية 2021، لما كسب الرهان في صراع ساخن مع كل من شبيبة الساورة ووفاق سطيف، إلا أن كل الحسابات الأولية سقطت في الماء، لأن الشباب كسر قاعدة الوفاء لتقاليده في التتويجات، وكتب صفحة جديدة في تاريخ البطولة الوطنية، باحتكار التاج لثلاثة مواسم متتالية، في انجاز غير مسبوق. 5 فرق جانبت صنيع بلوزداد يضم سجل أبطال الجزائر على امتداد 60 نسخة للبطولة الوطنية، باحتساب الطبعة الأولى للاستقلال، لائحة فرعية لأندية كانت قد نجحت في التتويج باللقب لموسمين متتاليين، ويتقاسم صدارة هذه اللائحة فريقا شباب بلوزداد وشبيبة القبائل بتكرار هذا الانجاز 3 مرات، في حين أن مولودية الجزائر كانت قد حققت هذا "السيناريو" في مناسبتين، رغم أنها كانت على بعد خطوة من انجاز غير مسبوق، لأنها كانت قد تنازلت عن اللقب سنة 1977، في "نكسة" قطعت الطريق أمام "الشناوة" للاحتفاظ بالتاج 5 سنوات متتالية، لأن الفترة بين التتويج المتتالي كانت سنة واحدة، بينما بصمت أندية وفاق سطيف، اتحاد الجزائر ومولودية وهران على التتويج المتتالي في مناسبة واحدة لكل فريق، لتكون 6 فرق فقط قد تمكنت من التربع على العرش لموسمين متتاليين في تاريخ البطولة الجزائرية، وهذا السداسي ينشط حاليا في الرابطة المحترفة، لكن "النسر الأسود" السطايفي يعد أول من صنع هذا الانجاز في عهد الاحتراف، وذلك بتتويجه باللقب في سنتي 2012 و2013، قبل أن يحطّم شباب بلوزداد هذه القاعدة، ويكتب صفحة جديدة في سجل أبطال الجزائر. من جهة أخرى، فإن تحطيم شباب بلوزداد للقاعدة التي ظل يتغنى بها أنصاره فتح بابا جديدا للتحديات في لائحة أبطال البطولة الوطنية، لأن رحلة احتفاظ أي فريق باللقب 3 سنوات متتالية لا بد أن تنطلق من الصفر، سعيا لمعادلة الرقم الذي حطمه أبناء "العقيبة"، الذين كانوا يتقاسمون الصدارة من حيث التتويجات المتتالية مع شبيبة القبائل، على اعتبار أن "الكناري" والذي يعد أكبر فريق تربع على العرش برصيد 14 لقبا غاب عن المنصة منذ سنة 2008، وسجله الثري يبقى فيه التتويج المتتالي بلقب البطولة الوطنية في 4 مناسبات، حيث كانت الأولى سنتي 1973 و 1974، ثم تكرر نفس "السيناريو" في الفترة "الذهبية" خلال ثمانينيات القرن الماضي، خلال سنوات 1982 و1983، مع التنازل عن اللقب سنة واحدة، قبل العودة إلى المنصة سنتي 1985 و1986، ليتكرر نفس "السيناريو" بعد ذلك بثلاثة مواسم، خلال سنتي 1989 و 1990، ولو أن التشكيلة القبائلية التي كانت قاب قوسين أو أدنى من احتكار التاج طيلة تلك الفترة كانت قد بصمت على انجاز تاريخي على الصعيد القاري، بتتويجها بكأس الاتحاد الإفريقي 3 سنوات متتالية، في بداية الألفية الجارية، إلا أنها فشلت في استنساخ انجازها في "الكاف" محليا. 15 ناديا اقتسمت 60 لقبا حسم شباب بلوزداد في أمر اللقب للموسم الجاري أبقى قائمة الأبطال الذين تداولوا على المنصة "مغلقة"، في لائحة تضم 15 فريقا من مجموع 56 ناديا سبق لها تنشيط فعاليات بطولة الوطني الأول بصيغتها الهاوية أو الاحترافية، لكن مع انحصار لائحة أبطال الرابطة المحترفة في 5 فرق فقط، لأن جمعية الشلف كانت قد افتتحت تجربة الاحتراف بلقب هو الوحيد في سجلها، وكان ذلك سنة 2011، بينما تربع وفاق سطيف على عرش الرابطة المحترفة في 4 مناسبات، وهي الحصة الأكبر، متقدما بلقب وحيد على شباب بلوزداد واتحاد الجزائر، في الوقت الذي صنع فيه شباب قسنطينة الاستثناء، بتتويجه باللقب سنة 2018. والملفت للانتباه أن شبيبة القبائل، والتي تتصدر لائحة الأبطال الأكثر تتويجا بلقب البطولة الوطنية باعتلائها المنصة في 14 مناسبة، لم تحرز أي لقب في عهد الاحتراف، وغيابها عن التتويجات يبقى متواصلا منذ 2008، والأمر ذاته ينطبق على مولودية الجزائر، التي لم تتوج بلقب البطولة منذ دخول مشروع الاحتراف حيز التطبيق، بينما اكتفت مولودية وهران بأربعة ألقاب في تاريخها، مع تتويج متتال خلال سنتي 1992 و1993، رغم أن "الحمراوة" سجلوا حضورهم في الوطني الأول طيلة 50 موسما، وهو رقم قياسي يتقاسمونه مع شباب بلوزداد. إلى ذلك، فإن جمعية الشلف تصنع الاستثناء باعتبارها الفريق الوحيد الذي تربع على عرش البطولة في عهد الاحتراف من قائمة النوادي التي أحرزت اللقب مرة واحدة في تاريخها، لأن هذه اللائحة تضم 8 أندية، انطلاقا من فريق حمراء عنابة، الذي كان بطل ثاني نسخة مباشرة بعد الاستقلال، والتي كانت "بيضاء"، مرورا بنصر حسين داي، الذي تجرع مرارة السقوط هذا الموسم، وصولا إلى مولودية قسنطينة، اتحاد الشاوية، رائد القبة، اتحاد الحراش وغالي معسكر، وهو الخماسي الذي ينشط حاليا في الرابطة الثانية، الأمر الذي سيقلص من قائمة الأبطال الذين سينشطون الموسم القادم في الرابطة المحترفة إلى 8، باعتماد سقوط "النهد"، وعودة اتحاد خنشلة إلى حظيرة "النخبة"، مع الصعود التاريخي لمولودية البيض.