الرئيس تبون يواصل سلسلة المشاورات مع الطبقة السياسية * بن خلاف : موضوع لم الشمل لا يمكن أن يرفضه عاقل * بلهادي : على النخب مرافقة الرئيس في تجسيد الطموح الجماعي للإرادة الشعبية
استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الأربعاء، في إطار سلسلة المشاورات التي باشرها قبل فترة مع الطبقة السياسية، كلا من رئيس مجلس الشورى الوطني لحزب جبهة العدالة والتنمية، السيد لخضر بن خلاف، و رئيس حزب جبهة الحكم الراشد، السيد عيسى بلهادي. وقد حضر الاستقبال الذي جرى بمقر رئاسة الجمهورية، مدير ديوان رئاسة الجمهورية، السيد عبد العزيز خلف. و في تصريح أدلى به، عقب الاستقبال، قال رئيس مجلس الشورى الوطني لحزب جبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف: "تشرفت اليوم باستقبال رئيس الجمهورية في إطار المشاورات التي بدأها مع الأحزاب السياسية والمجتمع المدني والشخصيات السياسية والاقتصادية، تكلمنا عل كل ما يهم المواطن الجزائري، خصوصا في هذه الظروف التي تمر بها البلاد". و أضاف "من بين النقاط التي تكلمنا عنها بكل تفصيل هو موضوع لم الشمل الذي دعا إليه رئيس الجمهورية وقلنا بأن هذا الأمر لا يمكن أن يرفضه عاقل محبا لدينه ووطنه، ولكن اقترحنا على الرئيس اتخاذ إجراءات تهدئة، ويوضح طبيعة هذا المسعى المتعلق بلم الشمل، كإجراءات التهدئة المتعلقة بفتح المجال السياسي والمجال الإعلامي وإطلاق سراح سجناء الرأي والسجناء السياسيين، وكذلك معالجة مخلفات الأزمة التي عشناها في العشرية السوداء". و كشف بن خلاف، أنه "تكلمنا بالموضوع المتعلق بالجانب الاقتصادي، وكذلك في جانب الدعم، وتم الاتفاق على الابقاء على اجتماعية الدولة الجزائرية ومن ثم الدعم يبقى، وأكد الرئيس على أن اجتماعية الدولة أنها تبقى كدولة اجتماعية تقدم الدعم ولكن يذهب مستقبلا إلى مستحقيه، وهو ما جرنا للحديث عن الجانب الاقتصادي الذي نعيشه ونتمنى أن يصححه قانون الاستثمار الذي جاء اليوم، كي يعالج الخلل الموجود بسبب السياسات الخاطئة التي اعتمدت من قبل، كي ننطلق من جديد في استثمار حقيقي يعيد للبلاد سيادتها". و اختتم بن خلاف تصريحه بالقول "كما تكلمنا في الأخير عن أهم القضايا الدولية والقومية التي تعيشها البلاد، وهناك تطابق لوجهات النظر في هذا الموضوع خاصة ما تعلق بالمواقف الأخيرة التي اتخذت من طرف الدولة الجزائرية التي استرجعت سيادتها". من جانبه، قال رئيس حزب جبهة الحكم الراشد، عيسى بلهادي، في تصريح عقب اللقاء: "هي فرصة طيبة أن تشرفنا بدعوة رئيس الجمهورية و باللقاء به في سياق التفاعل الإيجابي مع مبادرة لم الشمل وما يتخللها من معطيات و مسائل أخرى ذات صلة بالراهن السياسي ببعده الاجتماعي والاقتصادي الوطني المحلي الإقليمي والدولي". و أكد في ذات السياق "رئيس الجمهورية نحسبه ابن مدرسة الواقع بامتياز لأن مشروعه و رؤيته بإنقاذ الواقع و إصلاحه و إرساء سفينة الجزائر إلى بر الأمان منطلقها هو الواقع مع جبهة وطنية قوية داخليا من أبناء الوطن داخل الوطن و خارجه بالمهجر و نكون على قدر من الكلمة السواء و أن نكون على قلب رجل واحد". و أضاف "الجزائر بعد حراك شعبي مبارك أصيل، و خاصة بعد انتخابات 12 ديسمبر 2019 التي توجت بانتخاب السيد عبد المجيد تبون رئيسا للجمهورية، خرجت من وسط الأزمة السياسية إلى الورشة السياسية الكبرى، و كما قد التزم و وعد لبى هذه الوعود بعد أن بادر بإصلاح سياسي بدء بمحطة التعديل الدستوري و الذي نحسبه دستورا نوعيا ينسجم و متطلبات المرحلة التي تعيشها الجزائر في بعدها القاري و في بعدها الإقليمي و الدولي، و أهم ما نراه أن نحفظ هذا الاستقرار و نثمنه عاليا و نتفاءل خيرا". و أوضح بلهادي "الآن السيد رئيس الجمهورية يبذل من المجهودات ما يرمي إلى الاستجابة إلى تطلعات الإرادة الشعبية من جهة و إلى الاستجابة أيضا إلى طموحات النخب السياسية و المجتمعية و المدنية بشكل واسع، يبقى الآن الدور علينا نحن النخب السياسية و المجتمعية كيف نرافق رئيس الجمهورية و القائمين معه على إدارة شؤون الحكم في تجسيد هذا الطموح الجماعي للإرادة الشعبية و يجب هنا أن نكون أكثر إيجابية و أكثر ممارسة لحقوق المواطنة و ما تتطلبه المواطنة الحقة".