تجاوزت نسبة الأشغال بالطريق الجبلي بين بلديتي تاكسلانت وحيدوسة، في الجهة الغربية لولاية باتنة، 80 بالمائة وهو المشروع الذي أعيد بعثه بعد رفع تحفظات تقنية. وأكد رئيس بلدية تاكسلانت للنصر، أهمية المشروع التنموية على عدة أصعدة، خاصة فك العزلة عن عديد المشاتي والقرى، وقال بأن الطريق بلغت نسبة أشغاله 80 بالمائة، ومن شأنه تقليص المسافة ليس بالنسبة لتاكسلانت فحسب وإنما للبلديات المجاورة لها على غرار لمسان وأولاد سي سليمان ونقاوس. مشروع الطريق الجديد الذي قدرت كلفته بنحو 17 مليار سنتيم، يُتوقع الانتهاء من أشغاله ودخوله حيز الخدمة في شهر نوفمبر من السنة الجارية حسب رئيس بلدية تاكسلانت، الذي أوضح بأن أهميته ستتجلى بالدرجة الأولى في فك العزلة عن عديد القرى والمناطق، منها قرية ماركوندا المهجرة، معتبرا أن هذا المحور سيعيد لأهل المنطقة الأمل للعودة مرة أخرى للسكن وخدمة أراضيهم. وقال المصدر، بأن الطريق سيقلص المسافة من بلدية تاكسلانت باتجاه عاصمة الولاية، بحيث تقدر مسافته إلى غاية بلدية حيدوسة 14 كلم، في حين يستلزم قطع مسافة 32 كلم من تاكسلانت إلى غاية مروانة. ويكتسي مسلك الطريق الجديد بين بلديتي تاكسلانت وحيدوسة، أهمية سياحية تتجلى في شق المناطق الجبلية التي تزخر بثروة غابية كثيفة لأشجار ونباتات متنوعة، حيث يتيح التمتع بمناظر خلابة من أعلى المرتفعات، مرورا ببساتين الأشجار المثمرة المشهورة الممتدة والمترامية بمناطق حيدوسة، وكذلك التعرف على مناطق تاريخية كانت إبان الثورة ساحات معارك ومراكز لجيش التحرير، على غرار جبل الرفاعة الشاهد على مقاومة أولاد سلطان ضد المستعمر الفرنسي وكذا معارك أخرى إبان الثورة التحريرية. وكان مشروع الطريق بين تاكسلانت و حيدوسة، مطلبا للسكان منذ سنوات من أجل فك العزلة، خاصة وأن بعض المناطق عرفت هجرة بفعل ويلات العشرية السوداء، كما ألَح المواطنون على مراعاة نوعية الأشغال وفق المعايير، لتجنب ما وقع للطريق الجبلي الرابط بين باتنة و مروانة عبر كوندورسي و الذي سرعان ما تدهورت وضعيته بعد أشهر من تدشينه ودخوله حيز الخدمة بفعل الانهيارات الترابية، وتحول الأجزاء إلى حفر ومطبات لدرجة أنه لا يمكن المرور عبرها. وفي سياق متصل، كانت السلطات العمومية قد أطلقت مشروعا لإنجاز طريق جديد لفك العزلة بين بلديتي كيمل و تكوت على مسافة 20 كلم وهو المشروع الذي أسندت أشغاله إلى ثلاث مقاولات. و من شأن هذا الطريق دفع الحركة التنموية بتلك المنطقة أيضا التي تعرف عزلة وطالب سكانها بإعادة الاعتبار للمسلك المتدهور كليا، لخدمة أراضيهم وتسهيل تنقلاتهم بالمنطقة، التي تعد تاريخيا من أبرز قلاع الثورة التحريرية، كما أنها تزخر هي الأخرى بمناطق طبيعية بحيث يمكن للطريق تنشيط الحركة السياحية.