أبرز، أمس الاثنين، أساتذة و باحثون في التاريخ، الحياة النضالية للشهيد الرمز عباس لغرور، مع تسليط الضوء على المسيرة الفكرية و السياسية و بطولات صاحب مقولة "تذكروني حين تستقل الجزائر". الملتقى الوطني الأول حول الشهيد الرمز عباس لغرور بمناسبة الذكرى 65 لاستشهاده و بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى 60 لعيد الاستقلال، و الذي احتضنته قاعة المحاضرات الكبرى بجامعة عباس لغرور ، حمل شعار "عباس لغرور سيرة بطل ومسيرة ثائر"، تناول عدة محاور تحت إشراف أساتذة و باحثين في التاريخ من مختلف ولايات الوطن، تم التطرق خلالها إلى الحياة النضالية لهذه الشخصية التاريخية. ولد الشهيد عباس لغرور بتاريخ 20 جوان 1926 بدوار أنسيغة، و الذي ينتمي إلى عرش العمامرة، لما بلغ عمره 4 سنوات رحل والده إلى مدينة خنشلة و هناك بدأ تعلم القرآن الكريم و أصول الفقه في إحدى زوايا المدينة و في سن السادسة أدخله والده المدرسة ليتعلم الفرنسية و في سن 13 طرد من المدرسة بعد حادثة وقعت له مع أحد معلميه الفرنسيين. كما تناول الأساتذة المتدخلون مسيرة نضاله و كفاحه أين أكدوا أنه فتح عينيه على ظلم الاستعمار و كان سباقا للانخراط في الحركة الوطنية حزب الشعب و شارك في مظاهرات 8 ماي 1945 بخنشلة ليواصل نشاطه في إطار حزب حركة الانتصار للحريات الديمقراطية بعد ظهوره في نوفمبر 1945 و في عام 1951 الذي اكتشف فيه الحاكم حقيقة عباس لغرور الطباخ، وذلك بعد أن صافح عباس لغرور علانية بالسوق المناضل إبراهيم حشاني مسؤول الحركة الوطنية بحزب حركة الانتصار الحريات الديمقراطية بخنشلة، أين أمر الحاكم بطرده من العمل، ليقوم بعدها عباس لغرور بفتح دكان للخضر بالسوق العامة بخنشلة ليجعل منه مقرا للاجتماعات السرية للمناضلين و المتعاطفين مع الحركة الوطنية، و بادر إلى تنظيم مظاهرة احتجاجية سنة 1953 ضمت الشباب البطالين، وعقب هذا النشاط الجريء تم القبض عليه وزج به في السجن لثلاثة أيام تعرض خلالها للتعذيب و أصيب على إثرها بمرض صدري. وكان الشهيد عباس لغرور (1926-1957) من الذين أشرفوا على تفجير الثورة التحريرية بمنطقة الأوراس تحت قيادة الشهيد الرمز مصطفى بن بولعيد كما خاض عدة معارك خلال الثورة التحريرية على غرار معركة ''الجرف الكبرى" و معركة "تفاسور" و معركة "كيمل". في كلمة له بالمناسبة أكد المفتش العام لوزارة المجاهدين و ذوي الحقوق، عمر بن سعد الله، أهمية استذكار جوانب من سيرة و مسيرة بطل من أبطال الجزائر الأشاوس الذي أذاق الاستعمار مرارة الهزيمة في ولاية تعتبر مهد الثورة و التي تبقى شاهدة على مفاخر و بطولات الشعب الجزائري ضد العدوان الفرنسي الغاشم، مؤكدا على أهمية الملتقى الذي يعتبر إضافة في ميدان البحث التاريخي و يساهم في إماطة اللثام عن سيرة الشهيد و مآثره، خاصة أنه يتزامن مع احتفاء الجزائر بالذكرى 60 لعيد الاستقلال.