نجح شباب قسنطينة في فك عقدة جولة الافتتاح التي كانت قد لاحقته في آخر موسمين، وذلك بتدشين الموسم بانتصار ثمين وعريض على حساب الضيف والجار اتحاد خنشلة، العائد إلى حظيرة "الكبار" بعد غياب دام 47 سنة، وقد استهل أبناء "ماسكولا" هذه العودة بهزيمة كانت منطقية إلى أبعد الحدود، بالنظر إلى التباين الصارخ في تحضيرات الفريقين. اللقاء، والذي كان افتتاح الموسم الجديد للرابطة المحترفة، جرى أمام جمهور قياسي من أنصار الفريقين، وقد سار منذ بدايته في اتجاه واحد، على وقع سيطرة مطلقة لأصحاب الأرض، الذين رموا بكامل ثقلهم في الهجوم سعيا للنيل مبكرا من شباك فيلالي، وبالمرة تفادي "سيناريو" الموسم الماضي لما دشن الشباب موسمه بهزيمة داخل الديار، وعليه فقد كانت أولى الفرص للبينيني كوكبو، الذي كاد أن يصل إلى المبتغى عند الدقيقة 12، لولا تدخل المدافع عتو، الذي أبعد الكرة من على خط المرمى. السيطرة المطلقة للشباب أجبرت "الخناشلة" على التراجع كلية إلى الدفاع، سعيا لسد كل المنافذ المؤدية إلى شباك فيلالي، ولو أن السنافر سجلوا هدفا عند الدقيقة 18 بواسطة كوكبو، لكن الحكم بقواسة أعلن عن وضعية تسلل، قبل أن ينجح أصحاب الضيافة في الوصول إلى المبتغى في الدقيقة 24 بعد فتحة عرضية من بن شعيرة، استغلها القائد ذيب ليسكن الكرة برأسية محكمة في الشباك، موقعا أول هدف في الموسم، غير أنه تعرض لإصابة خفيفة، إثر اصطدامه بالقائم، وهو الهدف الذي جسد سيطرة "الخضورة" كلية في زمام الأمور، إلى درجة أنهم كانوا قريبين من إثقال الفاتورة في مناسبتين، بواسطة عرجي وذيب. مع بداية الشوط الثاني حاول مدرب الضيوف نغيز الخروج من القوقعة، ولو أن السنافر أهدروا فرصة ثمينة لمضاعفة النتيجة، بعدما توغل بن شعيرة، لكنه فضل التسديد عوض تمرير الكرة إلى زميلة عرجي، ليكون رد فعل الزوار بمرتدة سريعة، تعرض على إثرها زايدي لعرقلة داخل منطقة العلميات، لم يتردد إثرها الحكم بقواسة في الإعلان عن ضربة جزاء، تولى تنفيذها بنجاح سامر، الذي عدل النتيجة، وكان ذلك في الدقيقة 50. فرحة "سيسكاوة" بالتعادل لم تدم طويلا، لأن تشكيلة ماضوي حافظت على توازنها، وسجلت حضورها الذهني القوي في تلك اللحظات، قبل أن ينجح كوكبو في ترجيح كفة الشباب مجددا بعد تمريرة في العمق من بن شعيرة، مع تسجيل سوء تعامل دفاع الاتحاد مع الكرة العرضية، ليبصم بعدها إبن خنشلة خالدي على هدف الاطمئنان لصالح الشباب، بعمل فردي ممتاز انطلاقا من وسط الميدان، تلاعب فيه بدفاع الاتحاد ليسدد بقوة في مرمى فيلالي، مفجرا فرحة عارمة في المدرجات. الدقائق المتبقية خطفت فيها "أوركيسترا المدرجات" الأضواء، بأجواء خرافية، ولو أن آداء تشكيلة الشباب فوق المستطيل الأخضر كان مقنعا إلى أبعد الحدود، وكان باستطاعة خالدي إثقال فاتورة الزوار، كما كاد البديل دمان أن يهز شباك الفريق الذي كان قد باشر معه التحضيرات، قبل أن يطلق الحكم بقواسة صافرة النهاية بفوز منطقي ومستحق للسنافر، ونتيجة كادت أن تكون أثقل، بينما لم يقدم "الخناشلة" المستوى الذي يواكب طموحاتهم في ثاني مغامرة لهم مع "الكبار".