أعلن رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الثلاثاء، أنه سيتم فتح سفارة للجزائر بغينيا بيساو، وهذا لإعادة العلاقات الثنائية بين البلدين إلى طبيعتها، فيما أكد رئيس غينيا بيساو، عومارو سيسوكو أومبالو، أن دور الجزائر هام على الساحتين الإفريقية و الدولية معلنا أنه سيقوم بزيارة دولة إلى الجزائر خلال هذه السنة حيث سيتم توقيع عدة اتفاقيات. وقال الرئيس تبون في تصريح مشترك مع رئيس جمهورية غينيا بيساو، عقب المحادثات التي جمعتهما بمقر رئاسة الجمهورية: "هناك ظروف جعلت البلدين يبتعدان عن بعضهما البعض، غير أنه انطلاقا من هذه الزيارة، ستعود العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها". وأشار رئيس الجمهورية أنه من غير المعقول أن لا تكون للجزائر سفارة بغينيا بيساو، مبرزا بقوله "وعليه سنصحح هذا الخطأ. وأتمنى أن تقوموا، مثلما اتفقنا عليه، بزيارة دولة إلى الجزائر في أقرب وقت وسنعيد حينها المياه إلى مجاريها". من جهة أخرى، استعرض رئيس الجمهورية في تصريحه العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، حيث أكد أن هذه الزيارة "ترجعنا إلى تاريخ إفريقيا والتاريخ المشترك بين الجزائروغينيا بيساو"، مبرزا بالقول "أننا كشباب في ذلك الوقت نتذكر مقولة المرحوم أميركال كابرال بأن (المسلم لابد أن يذهب إلى مكة والمسيحي إلى الفاتيكان والثوار عليهم الذهاب إلى الجزائر باعتبارها قبلة الثوار)". سأقوم بزيارة دولة للجزائر هذه السنة لتوقيع عدة اتفاقيات من جانبه رئيس غينيا بيساو عومارو سيسوكو أومبالو، و بعد أن شكر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على حفاوة الاستقبال الذي حظي به و الوفد المرافق له من قبل الشعب الجزائري، قدم التعازي للجزائر في ضحايا الحرائق الأخيرة. و أعرب رئيس غينيا بيساو عن رغبة بلاده في توطيد العلاقات مع الجزائر، لا سيما، مثل ما قال، أن دور الجزائر مهم جدا في الوحدة الإفريقية و إرساء و استتباب الأمن و العمل سويا لمكافحة الإرهاب. و أضاف السيد عومارو سيسوكو "صحيح أن شعبينا شعبان أخوان شقيقان و أننا مررنا بظروف افتقدنا فيها إلى إخواننا الجزائريين و أنا الآن ممتن لكوني معكم و أنتم الذين أشدتم بالوحدة الأفريقية و هذه هي الأواصر التي نودها في العلاقات التقليدية بين الجزائر و غينيا بيساو و لقد أشرتم إلى ما قاله الفقيد أميركال كابرال عن الجزائر أنها مكة الثوار، و أنا واثق أن علاقتنا ستعود إلى مجاريها و إلى عهد العلاقات في الفترة التي عاش فيها أميركال". كما أكد رئيس غينيا بيساو "أنا سعيد بقراركم في فتح سفارة بغينيا بيساو و أشكر الرئيس تبون على روح التضامن الأخوي و الاستقبال الذي حظيت به". و أعلن أنه سيقوم بزيارة دولة إلى الجزائر خلال هذا العام و التي "سنقوم خلالها بالإمضاء على عدة اتفاقيات". مضيفا في الأخير "لقد تحدثنا مطولا عن دور الجزائر الهام على الساحتين القارية و الدولية لا سيما في الاتحاد الافريقي و الأممالمتحدة، فالجزائر تعد ضمن بلدان إفريقيا الغربية و هذه البلدان تعلم الدور الهام جدا للجزائر في استقرار الأمن في البلدان مثل مالي و نحن الآن سنكون معكم في الإشادة بالدور الدبلوماسي للجزائر في مالي". و كان رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، قد أجرى أمس بمقر رئاسة الجمهورية، محادثات على انفراد مع رئيس جمهورية غينيا بيساو، السيد عومارو سيسوكو أومبالو. وقبل ذلك، كان الرئيس تبون قد خص رئيس جمهورية غينيا بيساو باستقبال رسمي بمقر رئاسة الجمهورية. وكان الرئيس عومارو سيسوكو أومبالو قد قام، أمس، ، بوضع إكليل من الزهور والوقوف دقيقة صمت أمام النصب التذكاري المخلد لأرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة بمقام الشهيد. وعقب ذلك، زار متحف المجاهد، أين طاف بمختلف أقسامه، كما استمع إلى شروحات وافية قدمت له حول مختلف الحقب والمراحل التاريخية للجزائر، لاسيما تلك المتعلقة بالكفاح المسلح من أجل استرجاع السيادة الوطنية. يذكر أن رئيس غينيا بيساو قد شرع، أول أمس الاثنين، في زيارة رسمية إلى الجزائر دامت يومين، حيث كان في استقباله بمطار هواري بومدين الدولي، الوزير الأول، السيد أيمن بن عبد الرحمان، رفقة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد رمطان لعمامرة.