تتوجه منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» وحلفاؤها أو ما يعرف بمجموعة «أوبك+» إلى خفض إنتاج المجموعة من النفط بشكل معتبر ، خلال اجتماعها المقبل، بالنظر إلى تراجع الأسعار في الفترة الأخيرة ، حسب خبراء والذين يرون أن المجموعة، ستلجأ إلى تخفيض معتبر في الإنتاج من أجل دفع الأسعار للارتفاع. وأوضح الخبير الاقتصادي ، الدكتور سليمان ناصر في تصريح للنصر، أمس، أن مجموعة «أوبك +»، سوف تنظر خلال اجتماعها المقبل، إلى عامل الأسعار، باعتبار أنها كانت في وقت سابق عند 100 دولار للبرميل وذلك سبب نوعا من الأريحية المالية للدول المنتجة، لكن سجل تراجع في الأسعار في الأسابيع الأخيرة، تحت سقف ال100 دولار للبرميل، في ظل الركود الاقتصادي العالمي، وبالتالي من المتوقع أن يتم تخفيض في إنتاج المجموعة، مشيرا إلى احتمال اللجوء إلى خفض كمية معتبرة، مقارنة بحجم التخفيض الذي تم الاتفاق عليه بالنسبة لشهر أكتوبر الحالي والمقدر ب100 ألف برميل في اليوم. وأضاف الدكتور سليمان ناصر ، أن مجموعة «أوبك+» ، تتوجه نحو تخفيض إنتاجها وهو ما يدفع الأسعار نحو الارتفاع . واعتبر أن أسعار النفط، ترتبط بعدة عوامل والمتمثلة في استمرار الحرب في أوكرانيا وتداعياتها وحالة الركود التي تسود الاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن «أوبك+»، تدرك هذه العوامل وهي تنظر إلى مصلحتها وبالتالي، سوف تلجأ إلى تخفيض أكبر في الإنتاج . ومن جانبه، أوضح الخبير الاقتصادي، عبد القادر سليماني، في تصريح للنصر ، أمس، أن اجتماع «أوبك +» المقرر عقده في الأيام المقبلة، يأتي بعد الانخفاض الذي شهدته أسعار النفط في الفترة الأخيرة ، وتوقع في هذا الإطار اتخاذ هذه المجموعة قرارا بخفض الإنتاج وذلك بعد القرار المتخذ في شهر سبتمبر الماضي والمتمثل في خفض الإنتاج بمقدار 100 ألف برميل يوميا في أكتوبر الحالي . وأضاف أن «أوبك+» ، ستحاول إعادة الاستقرار لسوق البترول، نظرا للتذبذب الكبير الذي عرفته وانعدام اليقين والشكوك حول معدلات النمو في منطقة اليورو ومنطقة جنوب شرق آسيا وفي العديد من الدول المتقدمة ، الأكثر استهلاكا للنفط و التي عرفت اقتصاداتها انكماشا. ويرى الخبير الاقتصادي، أن «أوبك+» لديها من الآليات والميكانيزمات، بحيث تريد تخفيض الإنتاج من أجل عودة الاستقرار لأسعار البترول ، موضحا أن الخفض المتوقع في الإنتاج، يشجع الأسواق على التوازن، بحيث توقع أن تتراوح الأسعار بين 85 إلى95 دولارا للبرميل وهذا ما يعطي الجزائر -كما أضاف- هامش أمان مالي لمواصلة سلسلة الإصلاحات والنفقات العمومية. و من المقرر عقد الاجتماع الوزاري المقبل لأوبك والدول غير الأعضاء في أوبك في 05 أكتوبر الجاري. وكانت قرارات «أوبك+»، والتي تضم 23 دولة (13 دولة في أوبك و10 غير أعضاء في المنظمة) الموقعة على إعلان التعاون، قد ساهمت في تحسن أسعار البترول. و قامت مجموعة «أوبك+» برفع إنتاجها الإجمالي، منذ أوت 2021 بمعدل 400 ألف برميل يوميا كل شهر ، قبل أن تقرر رفع هذا المعدل إلى 432 ألف برميل يوميا في كل شهر، ثم ترفعه إلى 648 ألف يوميا، لترفع بعدها الإنتاج الإجمالي بمقدار 100 ألف برميل في اليوم في شهر سبتمبر الماضي. وخلال الاجتماع الوزاري ال 32 ، قررت منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» وحلفاؤها، خفض مستوى الإنتاج الإجمالي للمجموعة بمقدار 100000 برميل في اليوم في شهر أكتوبر .