أعلنت الرئيسة المديرة العامة لمجمع صيدال فطوم أقاسم، أمس، عن شروع مصنع قسنطينة في إنتاج الأنسولين خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية، لتغطية الطلب على هذا الدواء تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بتوفير الأدوية الحيوية ومختلف أنواع اللقاح محليا. وأكدت المتحدثة في عرض قدمته أمام لجنة الشؤون الاقتصادية للمجلس الشعبي الوطني، أن الانطلاق الرسمي لمصنع قسنطينة سيكون خلال الثلاثة الأشهر الأولى من سنة 2023، لإنتاج المحاليل والحقن بطاقة إنتاجية تقدر بحوالي مليون قارورة في السنة، بما سيسمح بتغطية الطلب على الأنسولين والحد من فاتورة الاستيراد. وأضافت الرئيسة المديرة العامة لمجمع صيدال بأن العام الجاري سيشهد تنفيذ مشاريع عدة في مجال الصناعة الصيدلانية، إلى جانب تدشين أول مركز للتكافؤ الحيوي في الجزائر، وستتمثل مهمة هذا الهيكل وفق المصدر، في إجراء الدراسات لإثبات التكافؤ بين الأدوية الجنيسة والأدوية الأصلية من حيث الفعالية والأمان. كما سيجري هذا المركز دراسات التكافؤ الحيوي لصالح شركات عالمية تنشط على مستوى التراب الوطني، من خلال المساهمة الفعالة لكفاءات جزائرية في مجال الصناعة الصيدلانية، إلى جانب الكفاءات الوطنية المقيمة في الخارج، التي يتيح لها المركز فرص المشاركة في الأبحاث والدراسات في مجال الأدوية. وأكدت السيدة فطوم أقاسم أيضا بأن سنة 2023 ستكون موعدا للانطلاق في التصدير الفعلي للأدوية، بنسبة تتراوح ما بين 5 و10 بالمائة، إلى جانب تجسيد مختلف الشراكات لإنتاج مواد جديدة، خاصة على مستوى مصنع قسنطينة. وأفادت المتحدثة بأن مجمع صيدال سيظل ملتزما بتطبيق سياسة الدولة لتوفير الخدمة الصحية، من بينها ضمان عدة أصناف من الأدوية، موضحة في هذا الشأن بأن مصنع إنتاج الأدوية لولاية المدية سيدخل بدوره حيز الخدمة في أقل من شهر، بعد توقف دام 15 سنة، علما أن المركب كان يوفر عدة أنواع من المضادات الحيوية، ويغطي نسبة هامة من الاحتياجات الوطنية على هذا الصنف من الأدوية. وأضافت المتدخلة بأن مجمع صيدال سينتقل من إنتاج المواد الأولية إلى المنتوج النهائي والموجه للاستهلاك المباشر، مما سيساهم في رفع نسبة التصدير إلى أكثر مما هي عليه اليوم، لا سيما باتجاه الدول الإفريقية، إلى جانب دول عربية. كما يسهر المجمع على تلبية الاحتياجات الوطنية من الأدوية، لا سيما الموجهة لعلاج المصابين بالأمراض المزمنة، في إطار تحقيق الأمن الصحي، والتخلي التدريجي عن التبعية إلى الخارج في توفير الأدوية الاستراتيجية، إلى جانب اللقاحات. ويذكر بأن مجمع صيدال سطر هدفا بتصدير ما قيمته 1.5 مليون أورو من الأدوية باتجاه القارة الإفريقية والشرق الأوسط، إلى جانب تطوير الشراكة في مجال إنتاج الأدوية الاستراتيجية في مقدمتها الأنسولين والأدوية الخاصة بمرضى السرطان. كما تطمح الجزائر عن طريق وزارة الصناعة الصيدلانية لتوفير 50 بالمائة من الأنسولين محليا، عبر استحداث أربع وحدات إنتاجية مختصة في توفير هذا الدواء لفائدة حوالي 4 ملايين مصاب بالسكر، نصفهم يستعمل حقن الأنسولين لخفض نسبة السكر في الدم، ما يعادل حوالي 2 مليون مصاب. وتخصص الدولة حوالي 400 مليون أورو سنويا لاستيراد الأنسولين، وفق ما كشف عنه وزير الصناعة الصيدلانية علي عون في تصريحات إعلامية أخيرة، ويتوقع أن تتقلص هذه الميزانية بفضل إنشاء وحدات إنتاج محلية مختصة.