نوه رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، بمقاربة الدولة الجزائرية لإدماج المصابين بطيف التوحد وتحسين الظروف الحياتية لهم لاسيما من خلال المنظومة التربوية كمرحلة أولى، ودعا إلى تعميمها وتعزيزها وتنفيذها وفق المعايير الدولية المعمول بها. وقال بوغالي في كلمة له أمس خلال إشرافه على افتتاح يوم برلماني نظمته لجنة التربية والتعليم العالي و البحث العلمي والشؤون الدينية تحت عنوان "تمدرس أطفال التوحد.. واقع ، تحديات وآفاق" إن ظاهرة أطفال التوحد صارت لافتة للانتباه بل وتزداد انتشارا و المصابون هم جزء من المجتمع ينبغي أن نوليه من العناية والرعاية ما يؤهلهم للاندماج والانخراط في الحياة بما يضمن لهم تحقيق الحياة الكريمة كبقية أفراد المجتمع، وجعلهم يتفاعلون مع غيرهم. وأضاف رئيس الغرفة السفلى للبرلمان بأن الدولة الجزائرية تولي اهتماما لهذه الشريحة بدليل توجيهات رئيس الجمهورية التي ما فتئت تلح على الاعتناء بها وخلق الظروف المناسبة لتأهيلها والأخذ بيدها، مذكرا هنا بتكليف رئيس الجمهورية الحكومة بإيجاد الآليات الملائمة للاعتناء بهذه الشريحة، حيث أمر في شهر أفريل من العام 2021 بتشكيل فوج عمل وزاري مشترك برئاسة وزير التربية الوطنية يكلف بوضع إستراتيجية وطنية للتكفل بالتوحد. وأكد أن الجزائر أولت العناية الخاصة للتكفل بالأطفال المصابين بالتوحد وذلك بضمان لهم تربية وتعليم مكيفين عبر كامل التراب الوطني، وتبني منظومة تسعى لإدماجهم بشكل فعلي في المجتمع، وكشف بأنه تم قبل سنتين فتح أزيد من 200 قسم متخصص لفائدة الأطفال المصابين باضطرابات طيف التوحد على مستوى الأطوار الثلاثة للتعليم الأساسي مع ضمان مرافقتهم بالطب المدرسي، كما قامت وزارة الصحة والسكان بإطلاق موقع إلكتروني خاص بالتوحد يسهل الوصول إلى تحيين المعلومة التي من شأنها المساهمة في توجيه أسر المصابين مع رفع مستوى التربية الصحية للسكان. واعتبر المتحدث أن هذا السعي يدخل ضمن الرؤية المتكاملة للحفاظ على الصحة العمومية من جهة، وتحسين الإطار والظروف الحياتية الملائمة لهذه الفئة مثل بقية الفئات الأخرى من ذوي الاحتياجات الخاصة، والاهتمام بالطبقات الهشة التي أوصى بها رئيس الجمهورية. وبالمناسبة لفت بوغالي إلى أن المختصين يحذرون من ارتفاع معدل الإصابة باضطراب التوحد في الجزائر وهو ما يستوجب – يقول- تكثيف الجهود في مجال التكفل بهذه الفئة ومرافقة أوليائهم، وحتمية التشخيص والكشف المبكر، مذكرا في السياق بكل الجهود التي قام بها قطاع التربية الوطنية لدمج أطفال التوحد في النظام التعليمي، مشددا أيضا على ضرورة التحسيس بهذا المرض، وتعديل النصوص التنظيمية التي تحكم اضطراب التوحد. من جانبه رافع رئيس لجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية صالح جغلول، في كلمة الافتتاح من أجل تصور شامل لرعاية و مرافقة هذه الفئة على مستوى المنظومة القانونية التشريعية، وعلى مستوى المصفوفات المفاهيمية المفصلة و الدقيقة لتمدرس طفل التوحد، وعلاجه، فضلا عن التدابير العلاجية الأخرى والوسائل البيداغوجية الضرورية والإطار البشري الكفء. وطالب بأن تدخل جهود رعاية هذه الفئة ضمن المراجعات التي تخضع لها المنظومة التربوية حاليا تنفيذا لبرنامج رئيس الجمهورية الذي يولي أهمية خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، ومن ذلك هندسة التعليمات الخاصة بطيف التوحد، وآخرها إقراره زيادة مادية معتبرة في الجانب الاجتماعي لفئات متعددة من ذوي الاحتياجات. كما ثمن رئيس اللجنة الاهتمام البالغ لرئيس الجمهورية بقطاع التربية والذي تجسد في قرارات خادمة للقطاع، مشيدا في نفس الوقت بكل القرارات المحافظة على اجتماعية الدولة الجزائرية ودعمها للفئات الهشة.