تعد الوحدة الجوارية رقم 17 بالمقاطعة الإدارية علي منجلي بقسنطينة، من بين أكبر الأحياء بالمدينة الجديدة كثافة سكانية وتوسعا عمرانيا، حيث تتكون من نسيج حديث يجمع بين السكن الاجتماعي والترقوي ويقطنه أزيد من 30 ألف نسمة، لكن رغم استفادتها من عملية تهيئة شاملة إلا أن الوضع سرعان ما تدهور بمختلف أجزائها لاسيما بالمساحات الخضراء نتيجة نقص الصيانة، وانعدام الإمكانيات لدى مصالح المندوبية البلدية، كما يشتكي سكانها من نقص الإنارة والنظافة. وتعد الوحدة الجوارية 17 من أحدث الأحياء التي أنجزت بعلي منجلي، والتي ما تزال ورشة مفتوحة إلى اليوم، حيث أن العديد من المشاريع السكنية جارية بها، فضلا عن توفرها على مساحات وأوعية عقارية كثيرة شاغرة وغير مستغلة رغم منحها لمستثمرين، في حين أن نسيجها العمراني يجمع بين السكنات ذات الطابع الترقوي والتساهمي وكذا الاجتماعي، لكن ما يلاحظه أي زائر للمكان، هو الهدوء الذي يميز مختلف تجمعاتها السكنية. نفايات ومحلات مهملة أسفل العمارات وأصبحت واجهة الوحدة الجوارية الواقعة على المحور الرئيسي، مكانا تجاريا في مختلف المجالات بامتياز ما جعله طريقا حيويا على مدار اليوم ومقصدا للمواطنين من مختلف المناطق، فيما أصبح المكان يعج بمكاتب الخدمات وعيادات الأطباء، كما تعمل السلطات المحلية على تنظيفه والاعتناء به من خلال جمع وكنس النفايات، وقد استفاد أيضا من عملية تجديد وتهيئة. وفي زيارة قادت النصر، إلى الوحدة التي تقع بالجنوب الغربي لعلي منجلي، وقفنا عبر مختلف التجمعات السكانية، على انتشار ملحوظ للنفايات ومخلفات البناء وعلب الكرتون المترامية في كل مكان أمام الواجهات التجارية سواء الكبرى أو الصغرى، إذ يسجل عدم احترام أصحاب محلات وسكان لمواعيد الرمي وكذا نقص سلوكيات الحفاظ على نظافة المحيط لدى العديد من المواطنين، ناهيك عن عدم تمكن الهيئات القائمة على علي منجلي لاسيما مصالح النظافة من تغطية جميع الأحياء نظرا للتوسع العمراني الكبير الذي تشهده المدينة بشكل عام والوحدة 17 بشكل خاص. عملية تهيئة ب 71 مليارا تغير ملامح المكان وقد تحولت محلات واقعة أسفل العمارات في بعض التجمعات والتي ظلت مهجورة، إلى مصبات لمياه الصرف الصحي والنفايات، إذ يحذر السكان من بقائها شاغرة وتحولها إلى أوكار لشتى الممارسات المنحرفة، كما تحدثوا عن وجود العديد من النقاط السوداء، التي تتجمع بها المياه بسبب انسداد البالوعات والمجاري. وقد عرفت الوحدة الجوارية 17 تغيرا ملحوظا هذا العام، بعد أن تكفلت مؤسسة تهيئة مدينتي علي منجلي وعين نحاس، بإنجاز مشروع للتهيئة على حصتين، بغلاف مالي تجاوز 71 مليار سنتيم، إذ أن الأشغال ما تزال جارية في بعض النقاط، في حين تم إنجاز ملاعب جوارية وإعادة الاعتبار لأخرى. كما لاحظت المؤسسة، قبل شروعها في إنجاز المشروع بأن شبكة الإنارة بالوحدة 17 تكاد تكون منعدمة في حين أن شبكات الصرف الصحي مهترئة في بعض المواقع ولم تُنجز بنقاط أخرى، علما أن هذا التجمع العمراني يعد من بين أكبر الأحياء من حيث الكثافة السكانية إذ يقطنه ما يزيد عن 30 ألف نسمة كما يتربع على 89.9 هكتارا وهي مساحة شاسعة جدا، فيما تم إنجاز حديقة بكل المرافق بمساحة تتجاوز 3 هكتارات. حديقة جديدة تشيخ مبكرا وسرعان ما تدهور الوضع بالحديقة التي كسرت الرتابة لكونها صارت مقصدا للمئات من العائلات، حيث ذكر السكان، بأنه ورغم كونها أكبر ساحة عمومية بمدينة علي منجلي، إلا أنها تشهد تدهورا مستمرا بعد أشهر من إنجازها، فقد وقفنا على تآكل المساحات الخضراء المنجزة، وتحول لون العشب الطبيعي إلى الأصفر بينما اختفت مساحات أخرى، كما لاحظنا تخريب بعض الألعاب، فضلا عن نقص كبير في النظافة. وأكد قاطنو الحي، الواقع وسط عمارت كناب إيمو، أنهم قاموا بحملات تطوعية من خلال تجميع النفايات في أكياس، كما أكدوا تذبذب الإنارة، لكن أن الأخطر حسبهم هو تزايد عدد الاعتداءات والتحرشات في حق العائلات لاسيما في الفترة المسائية من طرف بعض الشباب الطائش، ما جعل أعداد الأسر في تناقص مستمر، بسبب بعض مشاهد حمل الأسلحة البيضاء ومرافقة الكلاب المفترسة، قبل أن يطالبوا السلطات وعلى رأسها الوالية المنتدبة، وكذا مسؤول الأمن بالمدينة بتوفير دوريات بالمكان ومختلف التجمعات السكنية. نشاطات الحدادة والميكانيك تنتشر مثل الفطريات ولا يختلف الوضع عبر مختلف التجمعات السكنية الأخرى، إذ يشتكي السكان من نقص في الإنارة والنظافة لاسيما فيما يخص الكنس فضلا عن نقص عدد الحاويات، كما أكدوا ضرورة إنشاء مركز أمن إضافي أو تكثيف الدوريات عبر مختلف المحاور والأحياء، إضافة إلى مشكلة الكلاب الضالة والمحلات الشاغرة، التي تشكل حسبهم هاجسا فالعديد من المرقين تركوها في وضعية مهملة. وما يلفت الانتباه عبر مختلف محاور وأحياء الوحدة 17، هو مشاهد فتح ورشات الحدادة والميكانيك وتصليح الأدوات الكهرومنزلية والمدافئ ودهن السيارات والمخابز وكذا تخزين المواد سريعة الالتهاب كالزيوت وبطاريات السيارات وغيرها من النشاطات الحرفية، تحت العمارات، إذ تنتشر كالفطريات، في حين يرى السكان بأنها «قنابل موقوتة» قد تنجر عنها أخطار غير محسوبة العواقب، مطالبين السلطات بضرورة أخذ الأمر على محمل الجد. وقد كانت الوحدة الجوارية 17 محل زيارة الوالي، قبل أسابيع، حيث تقرر تحويل هيكل 262 محلا جماعيا مهملا إلى مستشفى، كما تداول المجلس الشعبي البلدي للخروب من أجل تحويل بناية مهجورة إلى محكمة. مسؤولة المندوبية 3 آسيا ليمين نعاني من عجز في الإمكانيات البشرية والمادية وأوضحت المنتخبة ببلدية الخروب والمسؤولة عن المندوبية البلدية 3، السيدة آسيا ليمين، أنها تنشط وفق الإمكانيات المتاحة من أجل تسيير المرفق العام بالحيز الجغرافي للمندوبية، إذ تعمل بشكل دوري على مراسلة رئيس البلدية فضلا عن المؤسسة الولائية المكلفة بالنظافة وكذا المؤسسة البلدية للإنارة العمومية من أجل التكفل بانشغالات المواطنين والجمعيات التي تستقبلها بشكل يومي، لكنها أشارت إلى عدم تقديم أي شكاوى من طرف جمعيات الوحدة 17. وتحدثت، المنتخبة، عن انعدام شبه كلي للإمكانيات البشرية والمادية، حيث قالت بأن المندوبية لا تتوفر سوى على مفتشية بيئة واحدة لا يمكنها أن تفعل أي شيء في ظل عدم توفر وسيلة نقل للتدخل الميداني، ناهيك عن عدم توفر سيارة للمسؤولة عن المندوبية للوقوف على وضعية الأحياء أو التجمعات السكينة، مشيرة إلى أنه ورغم هذا العجز إلى أنها تتنقل بإمكانيتها الخاصة في بعض الأحيان للوقوف على النقائص من أجل رفعها إلى المسؤولين للتكفل بها. وأكدت المتحدثة، على ضرورة توفير الإمكانيات المادية والبشرية، من أجل تسيير هذا القطاع، الذي يعرف توسعا عمرانيا كبيرا في السنوات الأخيرة، كما أشارت إلى أن مصلحة الحالة المدنية بالمندوبية المستحدثة شهر فيفري الماضي تسير بشكل جيد، ما ساهم في تقريب الإدارة من المواطنين، الذين كانوا يتنقلون لمسافات طويلة لاستخراج الوثائق.