عاد النشاط من جديد إلى الحقول الزراعية بسهل سيبوس الكبير بقالمة، بعد انتهاء موسم حصاد الحبوب وجني الطماطم الصناعية، وبدأ منتجو الغذاء في زراعة الخضر المبكرة على نطاق واسع، متحدين الحرارة والجفاف الذي يضرب المنطقة في السنوات الأخيرة بسبب التغيرات المناخية المتطرفة. من حمام دباغ ومجاز عمار غربا، إلى بني مزلين وجبالة وبلخير وبوشقوف شرقا، سباق ضد الزمن لتحضير التربة ومد شبكات السقي استعدادا لزراعة البطاطا والفاصولياء والبصل والخس والجزر وغيرها من المنتجات الغذائية المبكرة، أو ما يعرف بمنتجات ما بعد الموسم التي تشتهر بها ولاية قالمة، منذ بناء محيط للسقي يتربع على مساحة تقارب 10 آلاف هكتار تعد من أجود الأراضي الزراعية بشرق البلاد. وما زالت المياه موجودة بمجرى نهر سيبوس الكبير، و رافديه بوحمدان والشارف، منذ فيضانات ماي وجوان، مما شجع الكثير من المزارعين على خوض مغامرة أخرى والعودة إلى الحقول لإنتاج الغذاء والمساهمة في الجهد الوطني الرامي إلى توفير المنتجات الغذائية بالسوق الوطنية. وبالرغم من الخسائر التي لحقت بالمزارعين هذا الموسم بسبب الجفاف والفيضانات، فإن مواصلة العمل بالنسبة لهم صارت خيارا صعبا لكنه ضروري، حيث لجأ الكثير منهم إلى التعاون في ما بينهم ومع متعاملين آخرين حتى لا يتعطل العمل بقطاع الزراعة، شريان الأمن الغذائي للبلاد. وتشتهر مناطق مجاز عمار، حمام دباغ والفجوج بإنتاج البطاطا والفاصولياء المبكرة، في حين يزرع البصل والخس والجزر بمحيط جبالة خميسي وبني مزلين، حيث يعتمد المزارعون على قليل من المياه المتبقية في مجاري الأودية لسقي المحاصيل الزراعية المبكرة، مستعملين محركات الديزل لجر المياه على مسافات طويلة وتشغيل الشبكة العاملة بنظامي الرش والتقطير، وتغذية المنتجات الزراعية التي تعول عليها السوق المحلية والوطنية خلال الأشهر القادمة. وتساعد الحرارة والمياه على النمو السريع للزراعات المبكرة وخاصة البصل والخس والفاصولياء والجزر والبسباس واللفت، وغيرها من المنتجات التي أصبحت تزرع مرتين في السنة بولاية قالمة، منذ إنشاء محيط السقي الشهير الذي أصبح يعاني من موجات الجفاف المتعاقبة في السنوات الأخيرة. وقد توقف نظام السقي من سد بوحمدان، المغذي الرئيسي للمحيط الزراعي الكبير، منذ أكثر من عام بسبب الجفاف الذي كاد أن يقضي على الاحتياطي المخصص لمياه الشرب، قبل أمطار شهري ماي وجوان