تسببت العاصفة المتوسطية «دانيال» القوية و غير المسبوقة بالمنطقة، التي اجتاحت شمال شرق ليبيا في وقوع فيضانات كبيرة، أدت إلى انهيارات أرضية و سقوط المباني، فيما تسببت في انهيار سدين بمدينة درنة، ما فاقم من خطورة الوضع أكثر، و قد بلغ عدد الضحايا أكثر من 2000 قتيل، و آلاف المفقودين. و أعلنت ليبيا الحداد ثلاثة أيام بسبب وقوع عدد كبير من الضحايا، بسبب إعصار «دانيال» الذي ضرب العديد من المناطق والمدن في شمال وشرق البلاد, مصحوبا بسقوط أمطار غزيرة, ما أدى إلى تدمير المنازل والطرق. وفرضت السلطات الليبية حظر التجوال, وأعلنت حالة الطوارئ وأغلقت المدارس والمؤسسات العامة, كما تم إغلاق أربع محطات نفط رئيسية مؤقتا. وقد أدى هطول الأمطار, التي تقدر بنحو 250 ملم , في غضون ساعات قليلة, إلى فيضانات واسعة النطاق وانهيارات طينية خطيرة. وأحدثت العاصفة أيضا دمارا في البنية التحتية لبعض المناطق, ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وجرف الطرق والجسور. كما تعرضت المدارس والمستشفيات لأضرار جسيمة. وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي السائقين وهم يقفون فوق سياراتهم في انتظار المساعدة, بينما تحيطهم مياه السيول التي اجتاحت مدن بنغازي وسوسة والبيضاء والمرج ودرنة, بالإضافة إلى مصراتة غربي البلاد. و أعربت الجزائر عن خالص تعازيها ومواساتها لدولة ليبيا، على إثر السيول والفيضانات التي اجتاحت البلاد، وعبرت عن استعدادها لدعم الليبيين والمساعدة في التخفيف من توابع هذه الكارثة الطبيعية، حسب ما أكده بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أمس الاثنين. وجاء في بيان الوزارة: «على إثر السيول والفيضانات المأساوية التي ألمت بالشقيقة ليبيا، تتقدم الجزائر بأخلص التعازي والمواساة لدولة ليبيا حكومة وشعبا، وتؤكد على تعاطفها وتضامنها معهم في مواجهة آثار هذه المحنة». كما تعرب الجزائر -يضيف البيان- عن «كامل استعدادها للوقوف إلى جانب الأشقاء الليبيين ومدهم بيد الدعم والمساعدة للتخفيف من وطأة وتوابع هذه الكارثة».