كشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن إحصاء 900 ألف طفل في مراكز النزوح يعانون المجاعة وخطر الجفاف والأمراض الجلدية وفقر الدم، إلى جانب أمراض الجهاز الهضمي والتنفسي، وطالبت الوزارة في بيان نشر أمس المؤسسات الأممية بالانتقال من موقع توصيف الواقع الكارثي للنازحين والتحذيرات من خطورته، إلى إيجاد آليات فاعلة وعاجلة تضمن تدخلها الإنساني لمنع الكارثة والمجاعة، وذلك بتوفير المأوى المناسب لظروف فصل الشتاء، وكميات كافية من الماء الصالح للشرب والنظافة الشخصية والطعام والكساء والأغطية، وإقامة نقاط طبية للنازحين في كافة أماكن تواجدهم. وأوضح بيان وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن الاحتلال الصهيوني تعمد تدمير مستشفيات شمال غزة، مما حرم 800 ألف نسمة من الخدمات الصحية، ويتعرض المرضى والجرحى والنساء الحوامل والأطفال الرضع للموت المحقق، وأوضح نفس المصدر أن نسبة الانشغال السريري في مستشفيات جنوب قطاع غزة بلغت 350 بالمائة ومئات الجرحى يفترشون الأرض في الأقسام وغرف العمليات، وأشار بيان وزارة الصحة إلى أن الطواقم الطبية أصبحت عاجزة أمام مئات الحالات الحرجة والخطيرة والمعقدة والحروق الشديدة نتيجة عدم توفر الإمكانيات العلاجية والبشرية والسريرية المطلوبة لها، ولفت نفس المصدر إلى أن الأطقم الطبية تفاضل بين الحالات الحرجة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، مشيرا إلى فقدان عشرات الأرواح يوميا نتيجة ضعف الإمكانيات الطبية. وفي الإطار ذاته كشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن إحصاء 50 ألف سيدة حامل في مراكز الإيواء بلا ماء وطعام وبلا رعاية صحية، ونحو 180 سيدة تضع مولودها يوميا في ظروف غير آمنة وغير إنسانية، إلى جانب ذلك يتعرض 70 بالمائة من مرضى الفشل الكلوي لمخاطر صحية كارثية نتيجة القصف والنزوح وصعوبة وصولهم لخدمة غسيل الكلى وخاصة شمال قطاع غزة، وأكد نفس المصدر أن الواقع الذي يعيشه الجرحى كارثي ولا يطاق، والعديد من المصابين والمرضى يعانون من مضاعفات متسارعة في حالاتهم الصحية، والتهابات شديدة للجروح والحروق يصعب شفاؤها. وفي السياق ذاته تحدث مكتب الإعلام الحكومي في غزة عن إحصاء أزيد من 9 آلاف شخص استشهدوا في قطاع غزة نتيجة عدم توفر العلاج اللازم لهم في المستشفيات بعد تعمد الاحتلال تدمير النظام الصحي. وبخصوص خروج الجرحى للعلاج خارج قطاع غزة، أوضحت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن الآلية المتبعة غير مجدية وتساهم في استشهاد المئات منهم، وطالبت بتوفير آلية جديدة تضمن خروج 5 آلاف مصاب كأولوية وبشكل عاجل لإنقاذ حياتهم، كما طالبت كافة الأطراف باتخاذ إجراءات فاعلة تضمن مراقبة تدفق المساعدات الطبية والوقود إلى كل مستشفيات قطاع غزة دون قيود صهيونية قاتلة للجرحى والمرضى، وفي نفس الوقت دعت الوزارة الدول والمؤسسات الصحية حول العالم إلى توفير مستشفيات ميدانية وفرق طبية متخصصة والوصول إلى غزة لإنقاذ حياة الجرحى، كما طالبت كافة المؤسسات الأممية بالعمل الفوري لتشغيل عاجل لمجمع الشفاء الطبي ومستشفيات شمال غزة من أجل إنقاذ حياة الجرحى والمرضى. من جانب آخر تكثف قوات الاحتلال الصهيوني من عدوانها على غزة بأشكال متعددة تتنوع بين إعدامات جماعية ومجازر وإبادة جماعية، ومسح أحياء سكنية بمن فيها، والحرمان من الخدمات الصحية، وانعدام المقومات الإنسانية للنازحين، وتحدث أمس التقرير اليومي الذي يصدره المكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة عن قصف صهيوني مستمر وعنيف منذ صباح أمس على المناطق السكنية في جباليا شمال القطاع، في ظل انعدام مناطق اللجوء الآمنة للمدنيين، إضافة إلى انهيار النظام الصحي، وعدم وجود أي نقاط لعلاج المصابين الناجين من هذه المجازر والذين ينتظرون الموت البطيء. وبخصوص التعاطي الدولي مع العدوان على غزة أكدت أمس المقررة الخاصة للأمم المتحدة فرانشيسكا أبانيز أن إبادة جماعية ترتكب في غزة بإذن من العالم، وعلى مرآى ومسمع منهم، كما سبق وأن حصل ذلك في سريرنيتسا وروندا من قبل. وفي سياق متصل اعتبرت حركة حماس في بيان صدر أمس ما ورد على لسان مجرم الحرب رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني حول عمله مع دول لتمرير مخطط هجرة طوعية للشعب الفلسطيني من قطاع غزة، بالمخطط السخيف ومحاولة لتسويق أوهام لإطالة أمد العدوان بعد فشله وجيشه النازي في تحقيق أهدافهم، وأكد بيان الحركة أن الشعب الفلسطيني المرابط أكد موقفه الحاسم برفض الترحيل والنزوح، وأن لا هجرة ولا خيار سوى الثبات على الأرض، ولن يسمح لهذا العدو الدخيل بأن يمرر أي مخطط يطمس فيه القضية الفلسطينية ويبعد الشعب عن أرضه ومقدساته، وأكد بيان حماس أن هذه التصريحات البائسة من رئيس حكومة الاحتلال توضح حجم المأزق الذي تعيشه هذه الحكومة الفاشية، ومقدار الألم الذي يسببه لها صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة ، وكذا حجم الخسائر التي يتكبدها جيشه المهزوم، وأوضحت حماس أن سلوك جيش الاحتلال الإجرامي خلال هذا العدوان الغاشم ، يؤكد إستراتجية حكومة الاحتلال، من حيث التدمير الكامل لكل مناحي الحياة وإرهاب المواطنين بالمجازر التي وصلت إلى 1745 مجزرة حصدت أرواح أكثر من 30 ألف من الشهداء والمفقودين، ووصفت الحركة هذا السلوك الإجرامي للاحتلال بجرائم الحرب الموصوفة التي يتطلب من العالم مواجهتها ومحاسبة قادة الاحتلال عليها. نورالدين ع