يرتقب خلال، الأيام القليلة المقبلة، الانطلاق في إنجاز مشروع المسجد القطب في هضبة البوني بعنابة، بعد اختيار شركة «باتيميتال» التابعة لمجمع «إيمتال» العمومي المختص في التعدين والبناء، للقيام بأشغال القاعة الكبرى للصلاة. وحسب مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء لولاية عنابة، فقد قدمت المؤسسة العمومية «باتيميتال» أقل عرض، حيث بلغ الغلاف المالي المخصص لإنجاز قاعة الصلاة الكبرى، 85 مليار سنتيم، كما حددت مدة الإنجاز ب 22 شهرا، فيما ألغيت صفقة إنجاز المنارة لانعدام التمويل حاليا. ومكنت متابعة الوالي، عبد القادر جلاوي، للمشروع، من إنهاء الدراسات وإجراء التعديلات في وقت وجيز، بعد الزيارة التي قام بها وزير الشؤون الدينية لعنابة بتاريخ 8 أوت الماضي، حيث تمت مناقشة كل العراقيل المطروحة والانطلاق في إزالتها. وقد شكلت لجنة ولائية يترأسها الوالي، تتضمن مختلف الفاعلين وكذا المجتمع المدني، تعمل على مرافقة مشروع المسجد القطب، كما استلمت مديرية التعمير، مهمة تسيير المشروع الذي يتسع لنحو 12 ألف مصلي، حيث قامت بإجراءات إعادة دراسة والتقييم من جديد، لعدم جدوى التقييم القديم في ظل المتغيرات الحالية في تكلفة الإنجاز والمواد المستعملة وغيرها من الجوانب التقنية، كون الدراسة الأولى مضت عليها 22 سنة، ما يستوجب تحيينها. ويرتقب حسب مصالح ولاية عنابة، الحصول على دعم مالي إضافي من وزارة المالية، بعد إعادة التقييم وتحيين الدراسة، يضاف للغلاف المالي الذي منحته الحكومة قبل أشهر والمقدر ب 100 مليار سنتيم، كإعانة مالية أولية في إطار إعادة بعث العملية، بعد رفع التجميد عنه، كما سيتم فتح المجال لتبرعات الصناعيين والمحسنين لاستكمال المشروع. ويشكل المشروع معلما حضاريا وصرحا دينيا يتربع على مساحة 7 هكتارات، كما يتسع لحوالي 12 ألف مصلي، بالإضافة إلى دار للفتوى ومدرسة قرآنية وقاعة للمحاضرات بسعة 2000 مقعد ومكتبة وفضاء تجاري، كما يتضمن العديد من المرافق الحيوية، على غرار المنارة التي يصل ارتفاعها إلى 70 مترا ومحراب بعلو 11 مترا، إلى جانب مبنى الإدارة وسكنات وظيفية، إضافة إلى موقف للسيارات على مساحة 1220 مترا مربعا. وفي سياق متصل، قدم وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بالمهدي، في آخر زيارة له إلى عنابة، بعض الملاحظات حول المشروع، منها قوس المحراب الذي لا يليق بجمالية المسجد، حسبه، كونه أخذ مساحة كبيرة ولا يقدم أي وظيفة، خاصة وأن التطور الحاصل في مجال تقنيات الصوت، أضحى يلغي التصميم القديم المساعد على إيصال صوت الإمام لقاعة الصلاة. كما نبه الوزير إلى ملاحظات أخرى تتعلق أساسا بالمنارة التي تتربع على مساحة 100 متر مربع، داعيا إلى استغلالها في إنجاز مرافق ذات طوابق، أو حتى حظيرة مغطاة لركن السيارات، بدل تركها دون وظيفة، مع التفكير في استخدام الطاقة الشمسية للتقليل من أعباء وتكاليف الكهرباء واستغلال مياه الوضوء لإعادة تصفيتها واستخدامها في السقي.