استأنفت مؤخرا أشغال تهيئة أرضية المسجد الكبير لولاية عنابة الذي تم اختيار له حي «بوخضرة 3» ببلدية البوني مقرا له والذي تم تجميد الأشغال به منذ قرابة السنة في إطار سياسة التقشف التي اتبعتها الحكومة في السنوات الأخيرة.ووفقا لما لاحظته «آخر ساعة» في عين المكان فقد استأنفت عملية تكسير الصخور فوق الهضبة الصغيرة التي سينجز عليها المشروع وهي الأشغال التي بقيت متوقفة لفترة طويلة، بعد أن أصبح المشروع بأكمله مرهونا بقرار من السلطات المحلية لإعادة بعثه، خصوصا وأن الغلاف المالي الخاص به متوفر، وحسب ما كشفت عنه مصادر «آخر ساعة» فإن وضعية المشروع قد تعرف بعض الانفراج في الفترة القادمة، خصوصا مع قدوم والي جديد على رأس الجهاز التنفيذي المحلي، فقبل سنة كانت جميع الظروف مهيأة لانطلاق المشروع وتم إطلاق العديد من المناقصات الوطنية لإنجازه، لكن المؤسسات رفضت التكفل بتشييد هذا الصرح الديني، ما جعل كل نتائج المناقصات تكون سلبية، ونتيجة لهذا الوضع بالإضافة إلى الأزمة المالية تمر بها البلاد، دفع الجهات الوصية لتجميد المشروع إلى إشعار آخر، على أمل نجاح المناقصة الجديدة التي سيتم إطلاقها، باعتبار أن اللجوء إلى استشارة لإبرام صفقات بالتراضي طبقا لقانون الصفقات العمومية الجديد، غير ممكن لكون العروض لم تصل أصلا حتى يتم عقد صفقة بالتراضي، وما تجدر الإشارة إليه أن مديرية البناء والتعمير قسمت المشروع إلى خمس حصص حتى يتم الإسراع في عملية الإنجاز، كما أن الجزائر لا تتوفر على شركات ومقاولين قادرين من الناحية التقنية على التكفل بمشروع بهذا الحجم، هذا وتتعلق الحصة الأولى بالمكتبة، الثانية عمارة التعليم، الثالثة المنارة، الرابعة قاعة الصلاة والخامسة قاعة المحاضرات، ولا يحق لأي شركة الحصول على حصتين في المشروع، وما تجدر الإشارة إليه أن السلطات المحلية ضخت قرابة 200 مليار سنتيم في المشروع وذلك من أصل 230 مليارا التي تعتبر القيمة الإجمالية لإنجاز «المسجد الكبير» الذي أعيدت قبل سنوات الدراسات الأولية الخاصة به، حيث تم تغيير مكانه من أعلى هضبة «بوخضرة» إلى جوار القطب الجامعي ببلدية البوني، كما تم تقليص سعته من 16 ألف مصل إلى 10 آلاف بالإضافة إلى تقليص المساحة المغطاة من 42 ألف متر مربع إلى 20 ألف متر مربع، وهذه التغييرات ساهمت في تقلص تكلفة الانجاز التي كانت تقدر ب 380 مليار سنتيم، وما تجدر الإشارة إليه أيضا أن هذا المشروع الضخم يتضمن حسب ما جاء في بطاقته التقنية العديد من المرافق على غرار المنارة التي يصل ارتفاعها إلى 100 متر، مدرسة قرآنية، دار الفتوى، قاعة للمحاضرات، موقف سيارات، نافورات بالإضافة إلى توفره على مداخل من الجهات الأربعة جنوب، شمال، شرق وغرب، كما تفكر «اللجنة الدينية» في تشييد جسر للراجلين يربط بينه وبين القطب الجامعي الجديد المحاذي له.