شهدت ولاية جيجل، أول أمس، انهيارا للطريق الوطني رقم 43 بمنطقة بولخماس، تسبب في انقطاع كلي لحركة المرور بالجهة الغربية وتضرر سكنات وتصدعها، ما أدى إلى ترحيل 8 عائلات إلى بيت الشباب من قبل الجهات المختصة، فيما أشار الوالي، إلى أن المنطقة تتطلب معالجة كلية، حيث ستتم معاينتها من قبل فريق تقني مختص يضم خبراء في الجيولوجيا لتقديم الحلول المستعجلة للانهيار الحاصل، وكذا إمكانية فتح طريق استعجالي من منطقة القيطون وصولا إلى تقصرت "الجنان" ببجاية، حيث سيتم تسخير الآليات والمؤسسات قصد إنجازه، ما سيسمح بمرور مركبات الوزن الخفيف، فيما أكد رئيس البلدية للنصر، معاينة المسلك صباحا والاتفاق على مباشرة الأشغال. وقد عرف الطريق الوطني رقم 43 بمنطقة بولخماس في زيامة منصورية، غرب جيجل، انقطاعا نهائيا لحركة المركبات في حدود الساعة السادسة مساء، جراء انهيار كلي للطريق، وقد بدأت معالم حدوثه حسب المعلومات المتحصل عليها، في الفترة الصباحية حيث كانت محل معاينة من السلطات الولائية والمتخصصة، مع بداية تضرر سكنات بالمنطقة. وقد عاينت النصر موقع الانهيار ليلا، ولاحظنا خلال تنقلنا باتجاه بلدية زيامة منصورية، العديد من الحواجز الأمنية للدرك والشرطة والحماية المدنية، انطلاقا من المحور الدوراني، والتي توجه مستعملي الطريق بضرورة تغيير المسلك وكذا إعلامهم بانقطاع الطريق. وفور وصولنا إلى المنطقة، لاحظنا عددا كبيرا من المواطنين بموقع الحادث، أين وقع تشقق للطريق وانزلاق كبير للتربة، مع وجود مساحة لا تتجاوز المترين يمر منها بعض المسافرين، حيث تم اللجوء لإنزال المسافرين بين الجهتين وتنقلهم سيرا على الأقدام قبل إعادة إركابهم في حافلات أخرى، وسط تنسيق محكم بين مختلف المصالح الحاضرة. وأثناء تواجدنا بالمكان، صادفنا وجود والي الولاية رفقة السلطات الأمنية والمحلية والمختصة، يقومون بالمعاينة، أين أكد الوالي خلال حديثه مع المواطنين، أن أهم شيء هو عدم وجود خسائر بشرية وإجلاء العائلات في الوقت المناسب، وبالنسبة للضرر الحاصل، أشار إلى أن المشكل لا يتعلق بمحور الطريق بقدر تعلقه باستقرار الأرضية في محيط الحادث، موضحا أن التدخل الذي تم، كان يتعلق بانزلاق للتربة في جزء من الطريق الوطني رقم 43، لكن وضعية المنطقة صعبة للغاية وتتطلب معالجة واسعة. وذكرت مصالح مديرية النقل، أمس، أنه تم التكفل بالمسافرين في نقطة الانزلاق الأرضية على مستوى الطريق الوطني رقم 43 بمقطع بولخماس، على خطوط زيامة منصورية، ببجاية والجزائر العاصمة. مقترح لإنجاز منفذ استعجالي لمركبات الوزن الخفيف تنقلنا بعدها إلى السكنات المتضررة من الانزلاق وقد وقفنا على أن العديد منها مسته تشققات كبيرة، مع تصدعها، وأوضح مرافقنا أن السكنات قد تم إخلاؤها، مؤكدا أنها تضررت بشكل كبير وقد تسببت في إحداث هلع وخوف من قبل العائلات القاطنة، والملاحظ بالمكان هو الهدوء الذي خيم على التجمع السكاني، بمنازل مهجورة وخالية وتصدع للأرضية. وذكر رئيس البلدية للنصر، أن جميع السكنات المحيطة بالمكان، قد تم ترحيل قاطنيها، ويقدر عدد العائلات المرحلة إلى بيت الشباب، بثماني، وأخرى توجهت عند أقربائها. وأضاف "المير"، أنه تمت، أمس، معاينة الطريق المقترح لفتحه من قبل المصالح المختصة والذي يمتد من منطقة القيطون وصولا إلى تقصيرت ببجاية، حيث ستتم تهيئته مؤقتا حتى يتسنى للمركبات ذات الوزن الثقيل المرور عبره. وقد تم تغيير حركة المرور نحو الطريق الوطني رقم 77 مرورا بجيملة أو عبر الطريق رقم 27 عبر ببلدية سيدي معروف، مع مرور بعض المركبات عبر المحور الرابط بين زيامة منصورية وإراقن سويسي وصولا إلى ولاية سطيف. وأشارت مصالح الولاية، أمس، إلى أنه وعلى إثر الانزلاق المسجل بالطريق الوطني رقم 43 بالنقطة الكيلومترية 12+300 في مقطع بولخماس ببلدية زيامة منصورية، قام الوالي رفقة أعضاء اللجنة الأمنية ومدير الأشغال العمومية والسلطات المحلية، بمعاينة الانزلاق ودراسة كل الحلول الميدانية الممكنة لتسهيل حركة المرور، لاسيما من خلال فتح انحراف مؤقت للوزن الخفيف لفتح حركة المرور وربط زيامة منصورية بولاية بجاية، حيث تم تسخير جميع الآليات والمقاولات التابعة لقطاع الأشغال العمومية، للقيام بالأشغال اللازمة، كما تم تنصيب خلية أزمة على مستوى الديوان لمتابعة الوضعية منذ مساء يوم أمس، وتعيين خبراء من عدة مكاتب دراسات من أجل تقديم دراسات وتحاليل معمقة للوضعية وإيجاد الحلول التقنية النهائية لمعالجة الانزلاق.