تحمس طليبة و تحفظ بوضياف ميزة جلسة تشريح أزمة إتحاد عنابة - لم تكن جلسة العمل التي دعت إليها «الديجياس» بفندق الريم الجميل كافية لتوضيح الرؤية حول مستقبل الفريق، في ظل انقسام أسرة اتحاد عنابة إلى جناحين، الأول يطالب بتنصيب بوضياف على رأس الشركة الرياضية، والثاني يسعى لترجيح كفة «البرلماني الجديد» طليبة، المتواجد في أفضل رواق لخلافة منادي على رأس إتحاد عنابة، بعدما أعرب عن استعداده لتحمل عبء الديون المتراكمة وشراء جميع الأسهم. في المقابل أبدى بوضياف بعض التحفظات بخصوص قيمة الديون الحقيقية. هذه الجلسة التي حضرتها أطراف فاعلة، كان الغائب الأكبر عنها الرئيس المستقيل عيسى منادي، حيث طالب «الديجياس» بضرورة لم الشمل وتفادي التكتلات والانقسامات التي تغذي الشارع، سيما بعد ترسيم استقالة منادي، قبل أن يتناول محافظ الحسابات الكلمة للحديث عن الوضعية المالية للنادي الهاوي والشركة الرياضية، موضحا بأن القيمة الحقيقية للديون حسب التقارير المالية لإتحاد عنابة تعادل 8,6 مليار سنتيم، منها مستحقات اللاعبين للموسم المنقضي، التي تمثل حوالي 1,8 مليار سنتيم، رقم كاد أن يتسبب في حدوث فوضى عارمة داخل القاعة، على اعتبار أن كل الأطراف كانت تتحدث عن ديون بقيمة 4,3 مليار سنتيم، قبل أن يؤكد محافظ الحسابات بأن الديون تجاوزت عتبة ال 8 ملايير. ديون ميريبوت المقدرة ب 4 ملايير غير مسجلة هذا و قد تدخل الرئيس السابق عبد النور ميريبوت مؤكدا بأنه يدين للاتحاد ب 3,9 مليار سنتيم، ما يؤكده حسبه حكم قضائي صادر سنة 2011، لكن الغريب أن هذا المبلغ لم يسجل في الحصيلة المالية، بدليل أن محافظ الحسابات يذكر أية فاتورة أو اعتراف بدين باسم ميريبوت، الأخير الذي أوضح بأن تطرقه لقضية الديون ليس معناه بالضرورة رغبته في الترشح لرئاسة النادي، بل لتوضيح الرؤية بخصوص ديونه، مشيرا إلى تأثره للطريقة التي ابعد بها من الإتحاد: «لقد خرجت من الباب الضيق، وقضيت أشهرا في الحبس بسبب الفريق، و أنا الآن مستعد لتقديم يد المساعدة، و ذلك بالدخول كمساهم، مع وضع خبرتي التي اكتسبتها تحت تصرف الطاقم المسير، لأن كل الظروف مهيأة لعودة إتحاد عنابة إلى الرابطة المحترفة الأولى». بوضياف يتحفظ على إجمالي الديون إلى ذلك كشف بوضياف بأن وضعية اتحاد عنابة أجبرته على إبداء نواياه في الترشح للرئاسة، لكنه تحفظ على القيمة الإجمالية للديون، بعد أن أكد أمين المال منتصف الأسبوع المنصرم، بأن الديون تقارب 6 ملايير سنتيم، فيما أكد محافظ الحسابات تجاوزها 8 ملايير، تناقض جعل بوضياف يتخوف من ارتفاعها مرة أخرى، ولو أنه لم يتردد في التهجم على منافسه طليبة بطريقة غير مباشرة: «إن قضية الاتحاد ليست قضية مال وإنما قضية رجال، والفريق لا يحتاج إلى رجل سياسة أو نائب برلماني أو سيناتور، بل لمسيرين ومحبين، بدليل أن الرئيس السابق عيسى منادي الذي جلب للفريق اكثر من 80 مليار سنتيم، خلال 6 مواسم ترأس فيها النادي، لكنه لم يتمكن من تحقيق نتيجة جيدة، حيث تسلم الإتحاد في القسم الثاني واستقال منه في نفس القسم». هذا وقد كشف بوضياف تلقيه ضمانات من إدارة مركب أرسيلور ميطال لبعث عقد «السبونسور» من جديد، ليكون الممول الرئيسي للإتحاد، مبديا استعداده لشراء أسهم الشركة الرياضية، شريطة الحسم في قيمة الديون. وخلص بوضياف الى التأكيد بأن المهمة لن تكون سهلة، بل هي مغامرة تتطلب الكثير من التضحيات، لكن بحكم أنه ابن مدينة عنابة ومتابع للإتحاد منذ تأسيسه، وأنه لم يجد خيارا آخر سوى شراء الأسهم وخوض تجربة الرئاسة، على أمل النجاح في العودة إلى الرابطة المحترفة الأولى. طليبة مستعد لتحمل الديون و شراء كل الأسهم بالموازاة مع ذلك فإن طليبة آخر الملتحقين بالجلسة، عبر عن الاستعداد لشراء كل أسهم، كما وعد به الأنصار: «لقد اطلعت على حسابات النادي، ولم يبق سوى الاتفاق على الإجراءات الإدارية، أما بشأن الديون فكل الأندية المحترفة تعاني من نفس الأزمة، وأملي التوصل إلى اتفاق نهائي مع مجلس الإدارة، بخصوص شراء الأسهم في أقرب وقت ممكن. أنا مستعد لتحمل كل الديون والمسؤولية من أجل الاستثمار في الفريق». واستطرد طليبة بان موافقته على رئاسة النادي تعني بالضرورة أن يكون صاحب القرار الأول و الوحيد، لأنه مستعد لشراء جميع الأسهم تجنبا للصراعات الداخلية، كما سطر مشروعا يهدف إلى إعادة بناء الاتحاد، من خلال القيام بثورة على جميع الأصعدة ، إضافة إلى استقدام مدرب كبير ستمنح له بطاقة بيضاء وكل الصلاحيات، لانتداب اللاعبين لتحقيق هدف الصعود.