الدرك الوطني يطارد مهربي المعدن الأصفر على طريق باتنة -سطيف كانت الساعة تشير إلى الثالثة بعد الزوال من مساء أول أمس، إنه الموعد الذي حددته قيادة المجموعة الولائية للدرك الوطني بباتنة للانطلاق في حملة مداهمات واسعة لأوكار الجريمة وإقامة حواجز أمنية فجائية في محاور وطرق للإطاحة بالمهربين والمنحرفين عبر كامل إقليم الولاية، حيث كانت جميع الوحدات مجندة للمداهمات..."النصر" وقفت ميدانيا على جزء من الحملة التي شنتها مصالح الدرك والتي استمرت إلى غاية منتصف الليل،... ربورتاج وتصوير: ياسين عبوبو انطلاقتنا كانت بعد ساعة من انطلاق حملة المداهمات، لنخرج من مقر المجموعة الولائية للدرك بمرافقة الرائد غلام الله عادل الذي كان القائد وبمثابة دليلنا لأننا لم نكن نعلم بالوجهات التي سنقصدها لأن طبيعة المهمة تقتضي السرية والانضباط التام. الرائد كان يمدنا في كل نقطة توقف ومعاينة لعمل مجموعات عناصر الدرك بالتفاصيل والمعلومات عن التدخلات التي يقوم بها رجال يقفون في مواجهة التحديات ويعرضون حياتهم للخطر لضمان أمن وسلامة المواطن وهو ما وقفت عليه "النصر" أثناء تدخلات رجال درك هم فعلا رجال يقظة سخروا حياتهم لحماية المواطن. وجهتنا الأولى كانت الوقوف على سير عمل 03 حواجز مراقبة وتفتيش على طول المحور الوطني 75 الرابط بين باتنةوسطيف وهو محور هام لإقامة الحواجز عليه حسب ما أكده الرائد كونه يربط ولاية باتنة بولاية سطيف التي تعتبر قبلة التجار الذين يقصدون سواء السوق الموجودة بمدينة سطيف أو سوق العلمة وكثيرا ما يتم الإيقاع عبر الحواجز المقامة بالتجار المهربين للسلع بحيث أنهم لا يحوزون على وثائق الفوترة ويتهربون بذلك من دفع الضرائب . وفي نفس السياق أشار الرائد إلى ظاهرة تهريب المعدن الأصفر أو الذهب التي راجت وكثيرا ما تسجل على نفس الطريق من طرف أشخاص يصنفون ضمن خانة المهربين يقول المساعد فارس عبد النور قائد فرقة الدرك الوطني ببلدية لازرو الواقعة على الطريق الوطني 75، حيث أوضح قائد فرقة لازرو في حديثه ل"النصر" بأن أغلب المخالفات التي تسجلها عناصر فرقته تتمثل أساسا في حجز السلع غير المفوترة على متن مركبات مختلفة قادمة من سطيف ومن أبرز المواد التي تهرب وأصبحت ظاهرة متكررة يضيف محدثنا هي مادة المعدن الأصفر والتي كثيرا ما يتم الإيقاع بمهربي هذا المعدن النفيس أثناء عملية نصب حاجز التفتيش، ويؤكد الرائد غلام الله في نفس السياق بأن الغرض من إقامة حواجز متعاقبة على نفس الطريق هو التضييق على المهربين حتى لا يفلتوا من قبضة مصالح الدرك موضحا بأن فرق متنقلة أخرى تعمل على التضييق بنصب حواجز فجائية على الطرق الفرعية، وهو ما أكده أيضا المساعد الأول عبد الكريم ينينب قائد الفرقة الإقليمية للدرك الوطني لعين جاسر حيث أوضح الأخير من جهته بأن منطقة عين جاسر كثيرا ما يتم الإيقاع بها بمهربي السلع القادمة من سطيف وكذا مهربي الذهب وهذا عند حاجز المراقبة في ملتقى الطرق بين الطريق الوطني 75 والطريق الولائي 08 الذي يربط عين جاسر بمروانة ومن بين السلع المهربة التي كثيرا ما تقع في أيدي مصالح الدرك أيضا يضيف المساعد الأول قائد فرقة درك عين جاسر تلك المتعلقة باحتفالات مناسبات الأعياد كالمفرقعات ومختلف الألعاب. إنقاذ امرأة من محاولة قتل على يد زوجها حرقا وحجز مسدس تقليدي تركنا فرق المراقبة والتفتيش وهي تواصل عملها دون أن نقف على تسجيل مخالفات لنواصل نحن عملية الاطلاع على حملة المداهمات في مواقع أخرى وكانت وجهتنا العودة إلى عاصمة الولاية ونحن نتبع مركبة الرائد غلام الله عادل توغلنا في حدود الساعة السابعة في غابة كاسرو عبر طريق أولاد بشينة المؤدي لجبال الشلعلع وهو مكان تصنفه مصالح الدرك ضمن المواقع التي يرتادوها المنحرفون كثيرا للخلوة بممارسة طقوسهم، والاعتداء على الأفراد الذين يقصدون المكان، وقد بدت المهمة هذه المرة أكثر إثارة من المحطة الأولى وبمجرد تقدمنا عبر المنعرجات الجبلية شاهدنا مجموعة من الدرك في مرتفع جبلي وفور وصولنا وقفنا على عمليتي تدخل كانت فرقة مختصة في التدخل السريع بقيادة النقيب "ب م" قامت بهما، حيث تمكنت في الأولى من الاستجابة لنداء استغاثة لإنقاذ امرأة من محاولة قتل من طرف زوجها وهذا بعد تلقي مصالح الدرك لمكالمة هاتفية من طرف راعي غنم وجدها مخبأة وسط الصخور وقد سمح وصول مجموعة الدرك المختصة في التدخل السريع من إنقاذ المرأة البالغة من العمر 51 سنة التي أكدت بأنها فرت من زوجها الكهل أثناء تواجدهما بالغابة بعد أن حاول قتلها حرقا وحسب تصريحات الضحية فإنها اندهشت من زوجها الذي فاجأها عندما أراد أن ينتقم منها على حد تعبيرها بإضرام النار فيها بعد أن اقتنى قارورة بنزين من محطة الوقود دون أن يخطر ببالها ما كان يدور في عقل زوجها، وصرحت الضحية أيضا بأن زوجها كان طبيعيا بينما هما عائدان من زيارة ابنتهما القاطنة في ولاية البرج قبل أن يدخلا غابة كاسرو بعد وصولهما لولاية باتنة وهما على متن سيارة من نوع بيجو 207 مستأجرة من وكالة كراء سيارات، حيث وبالغابة فاجأ الزوج زوجته بمحاولة قتلها قبل أن تفر منه مؤكدة بأنه كان ينوي رشها بالبنزين وإضرام النار فيها،... وفي العملية الثانية من نفس اليوم وبذات المكان تمكنت فرقة التدخل السريع من حجز مسدس ناري تقليدي الصنع كان بحوزة أربعة شبان حاول أحدهم أن يرميه لما لمح عناصر الدرك التي كانت قد سبقته في لمحها له فقامت بتوقيفه على أن يستكمل التحقيق معه عن مصدر السلاح والغرض من حمله معه خصوصا وأن الكثير من المنحرفين يقول النقيب "ب م" يستغلون الأسلحة في الاعتداء على زوار الغابة للاستيلاء على ما يملكونه. عصابة ترتدي اللباس الرياضي للتمويه والإيقاع بضحاياها ونحن في غابة كاسرو كشف لنا الرائد غلام الله عادل عن طريقة أخرى اهتدت لها عصابة تمت الإطاحة بها منذ أيام قليلة كانت تعتدي على الأفراد والعائلات التي تزور غابة كاسرو، حيث تتكون العصابة من ثلاثة أفراد كانوا يرتدون اللباس الرياضي للتمويه وإبعاد الشبهة عنهم ببعث الطمأنينة في نفوس زوار الغابة، بحيث يتظاهرون بأنهم يمارسون الرياضة لكن في حقيقة الأمر يترصدون للضحايا الذين يسهل عليهم الاعتداء عليهم لسلبهم ممتلكاتهم وهي الحيلة التي لم تنطل على رجال الدرك التي تمكنت من التفطن لها والإطاحة بأفراد العصابة.