جماعة منادي تسيطر على مقر النقابة وتسحب البساط من قوادرية في جمعية استثنائية الإدارة ترفع شكوى ثالثة وحديث عن استقالات من الفرع النقابي تواصل الإحتقان داخل مركب الحجار بين جناحي منادي وقوادرية لليوم الثالث على التوالي، في إطار حرب الزعامة على نقابة مؤسسة أرسيلور ميطال، حيث تجددت أمس الثلاثاء المناوشات بين عمال محسوبين على منادي وآخرين من صف الأمين العام الحالي إسماعيل قوادرية وذلك أمام مقر النقابة. وكان البرلماني السابق عيسى منادي يتأهب لعقد جلسة عمل مع مؤيديه، حين تدخلت مجموعة من جناح قوادرية فنشبت مناوشات بين الجبهتين إستعملت فيها العصي والهراوات وخلفت إصابة 5 أشخاص بجروح خفيفة، قبل أن يفضّل المحسوبون على قوادرية الانسحاب من الساحة. منادي : " مشاركة 4 آلاف عامل في الجمعية العامة دليل على نيتهم في حل النقابة " وقد واصل منادي استحواذه على مقر الفرع النقابي الذي إقتحمه منذ صبيحة أول أمس الإثنين برفقة المئات من مسانديه، إذ أن منادي وجماعته قضوا الليلة داخل ورشات المركب وعاينوا الوضعية على مستوى مختلف الوحدات الإنتاجية، وقد كانت لمنادي محادثات مع العمال أكد من خلالها على نيته في العودة إلى النقابة مركب الحجار من أجل الدفاع عن حقوق العمال، وهو ما كان كافيا لجعل منادي يسارع إلى برمجة جلسة عمل مع المحسوبين على صفه في الفترة الصباحية من يوم أمس، وإعتبرها المعني بمثابة جمعية عامة استثنائية واستغلها لإلقاء كلمة مطولة من أبرز ما جاء فيها على لسانه أن حضور قرابة 4 آلاف عامل دليل قاطع عن دعمهم اللامشروط لفكرة حل الفرع النقابي الحالي، الأمر الذي قال أنه أجبره على الموافقة على الطلب الذي تلقاه من طرف ممثلين عن هؤلاء العمال، والقاضي بضرورة تواجده-كما أضاف- إلى جانب الكتلة العمالية للمركب "في مثل هذه الظروف"، معتبرا أن النقابة الحالية لم تتمكن من تحقيق المطالب العمالية واعتبر أن وضعية العمال "في تدهور مستمر"، خاصة على مستوى الفرن العالي، كما أكد بأن بعض أعضاء المكتب التنفيذي للفرع النقابي قد أرسلوا استقالاتهم، وقال أنهم متواجدون معه في تلك الجمعية . وانطلاقا من هذه الجلسة فقد أكد منادي بأنه أصبح يحظى بتزكية غالبية عمال المركب، وأنه ينصب نفسه في خانة الأمين العام للفرع النقابي لعمال مؤسسة "أرسيلور ميطال عنابة"، وذلك في انتظار ترسيم الأمور في غضون الساعات القليلة القادمة ببرمجة جمعية عامة طارئة تخصّص لإنتخاب مكتب جديد للنقابة، كما أن تواجده رفقة مئات مؤيديه في مقر الفرع النقابي دليل على نية هذه المجموعة في إحداث تغيير جذري، بسحب الثقة من الفرع الذي يقوده إسماعيل قوادرية. قوادرية : " سحب الثقة غير قانوني و جماعة منادي لا تتجاوز 170 شخصا " من الجهة المقابلة فقد فنّد قوادرية في إتصال مع "النصر" أن يكون آلاف العمال قد حضروا الإجتماع الذي نظمه منادي أمام البوابة الرئيسية لمقر الفرع النقابي، وصرح قائلا في هذا الصدد بأن منادي إستعان بنحو 50 شخصا غرباء على المؤسسة على حد تعبيره، اقتحموا البوابة الرئيسية بإستعمال العنف، سيما و أن المديرية العامة كانت قد أصدرت كما أضاف تعليمة تقضي بمنع منادي شخصيا من الدخول من البوابة الخارجية منذ الأحد الماضي بعد تسليمه الوثائق الإدارية الخاصة بملف التقاعد، متهما اياه بالاعتداء على أعوان الأمن وعشرات العمال بإستعمال العصي والهراوات والأسلحة البيضاء، وإقدامه على تخريب بوابة الفرع النقابي، وهو ما دفعه كما قال إلى التقدم بشكوى رسمية لدى الجهات الأمنية والقضائية ضد المتسبب الرئيسي في هذه الأحداث . قوادرية نفى نفيا قاطعا أن يكون 4 آلاف عامل قد أقدموا على التوقيع على عريضة سحب الثقة من مكتبه، وأكد في هذا الصدد بأن منادي متواجد فعلا بمقر النقابة منذ أول أمس، لكنه نظم أمس تجمعا حضره قرابة 150 شخصا من بينهم على حد تعبيره "البلطجية" الذين كان قد إستأجرهم لإقتحام بوابات المركب، وقد ألقى عليهم خطابا تهجم من خلاله على النقابة الحالية. وفي سياق متصل فقد أصدر الفرع النقابي ظهيرة أمس الثلاثاء بيانا مشتركا مع لجنة المساهمة، تحصلت " النصر " على نسخة منه، تهجم فيه على شخص عيسى منادي، وذلك بإتهامه بمحاولة زرع البلبلة في أوساط الكتلة العمالية مع السعي لضرب إستقرار المركب، وقد ذهبت الهيئة التي نشرت البيان في مختلف ورشات المركب إلى حد الطعن في شرعية منادي كممثل عن المركزية النقابية، كونه مشطوب من المكتب الوطني للإتحاد العام للعمال الجزائريين منذ نحو 3 سنوات لأسباب انضباطية، كما وصفت منادي بالشخص الذي "خسر كل شيء في ظرف قياسي بعدما إنتهت عهدته البرلمانية، وتمت تنحيته من رئاسة إتحاد عنابة"، وقالت أنه فقد المصداقية في الأوساط الشعبية والعمالية، كونه بحسب ما جاء في البيان لم تعد تربطه أية علاقة بمديرية المركب إثر إحالته على التقاعد على خلفية بلوغه 60 سنة من العمر وتقاضيه راتب نائب برلماني. هذا وقد أكد قوادرية في حديثه للنصر بأن الفرع النقابي يترقب تدخل السلطات العمومية في أسرع وقت ممكن، لأن بقاء الأوضاع على ما هي عليه الآن ينذر حسبه بإنفجار أزمة كبيرة في المؤسسة، وقال أن العمال سيدخلون في إضراب مفتوح في حال عدم تدخل الجهات المعنية من أجل إرغام أشخاص غرباء على مغادرة المركب، ليخلص قوادرية إلى القول بأنه يزاول نشاطه بصفة عادية كأمين عام للفرع النقابي، و أنه إضطر برفقة أعضاء مكتبه إلى عدم التوجه إلى مقر النقابة لتفادي مواجهات جديدة مع المعارضة، وأنه أودع تقريرا مفصلا عن الوضعية الراهنة لدى السلطات المدنية والعسكرية لولاية عنابة، وكذا إلى المركزية النقابية فضلا عن إيداع شكوى رسمية ضد منادي لدى وكيل الجمهورية بمحكمة الحجار الإبتدائية. المديرية تلجأ إلى العدالة بسبب تصريحات منادي من جهتها أودعت المديرية العامة لأرسيلور ميطال صبيحة أمس الثلاثاء شكوى ضد منادي هي الثالثة من نوعها منذ طفو الصراع على السطح، لأن الأمين العام السابق للفرع النقابي كان في تجمع مع مؤيديه نظمه أمسية الإثنين أمام مقر الإدارة قد تهجم على المستثمرين الأجانب، وألح على ضرورة رحيل الشريك الأجنبي، الأمر الذي دفع بالمديرية إلى اللجوء إلى العدالة، كون منادي لا علاقة له بالفرع النقابي للمركب، فضلا عن كونه تسبّب في إحداث توتر داخل المؤسسة بتواجد أشخاص غرباء داخل الوحدات والورشات الإنتاجية، مما يهدد أمن و سلامة العمال، وهي الشكوى التي قابلتها فرقة الدرك الوطني لبلدية سيدي عمار بالقيام بدورية أمام مبنى المديرية العامة، لكن جماعة منادي فضلت "التموقع " في مقر النقابة التي تحتكره منذ يومين. بين هذا و ذاك، و في ظل تواصل لعبة شد الحبل بين جناحي قوادرية و منادي أكد مصدر موثوق مساء أمس للنصر أن ثلاثة أعضاء من الفرع النقابي قد قدموا إستقالاتهم من المكتب التنفيذي، ويتعلق الأمر بكل من كمال روادة، فيصل رحماني و عبد الحق كرباوي، مما يعني بأن منادي نجح في إحداث شرخ وسط جناح قوادرية، كونه أعد مخططا لسحب الثقة من الأمين العام الحالي للفرع النقابي، رهانه في ذلك تزكية العمال لمطلب التغيير على خلفية حالة الانسداد التي بلغها المركب نتيجة القرارات والتحركات أحادية الجانب التي رسمت ملامح المفاوضات بين كل من ممثلي العمال و الإدارة .