منادي يعود إلى مركب الحجار في ثوب "المسالم " و يقنع اتباعه بوقف الإضراب استأنف مساء أول أمس الخميس عمال مؤسسة أرسيلور ميطال عنابة النشاط بصفة تدريجية على مستوى بعض الوحدات الإنتاجية، و ذلك بعد إعادة تشغيل الفرن العالي، على أن تستعيد كل الورشات نشاطها بداية من هذا السبت، بعدما لاحت مؤشرات إنفراج الأزمة في الأفق، لأن العمال المحسوبين على جناح عيسى منادي وافقوا على وقف الإضراب الذي كانوا قد شرعوا فيه يوم الإثنين الماضي، و ذلك بعد التطورات التي شهدتها القضية، على إعتبار أن الأمين العام الأسبق للنقابة و الذي كانت فرقة أمنية خاصة قد أوقفته صبيحة الأربعاء الماضي داخل " برّاكة " الفرع النقابي ، و أجبرته على مغادرة المقر تنفيذا للأمر الصادر عن القسم الإستعجالي بمحكمة الحجار الإبتدائية، عاد أمسية الخميس إلى المركب، برفقة أحد النواب الجدد في البرلمان و كذا رئيس دائرة الحجار، و قد توجه هذا الوفد إلى الفرن العالي أين كان العشرات من العمال بصدد مواصلة الإعتصام، مع إصرارهم على عدم إستئناف العمل، لكن منادي غير من لهجته، و ألح في خطاب ألقاه على المعتصمين على ضرورة وقف جميع العمال للحركة الإحتجاجية التي كانوا قد شرعوا فيها منتصف الأسبوع المنقضي. هذا و قد عمد منادي إلى التغيير من اللغة التي ظل يستعملها منذ عودته إلى مركب الحجار في 20 ماي المنصرم، بعد تدخل الجهات الأمنية و السلطات المحلية بالولاية، من أجل إحتواء الأزمة التي هزت أركان المؤسسة طيلة ثلاثة أسابيع، لأن الشلل الذي شهدته جميع الورشات و الوحدات دفع بالمديرية العامة للمركب إلى إطلاق صفارات الإنذار، مع التوجه بشكوى رسمية على خلفية الخسائر المادية المعتبرة التي تكبدتها المؤسسة، فضلا عن أجواء الفوضى التي أصبحت سائدة في محيط المركب، و عليه فإن بقاء العشرات من العمال متمسكين بخيار الإضراب، و شل الورشات و الوحدات الإنتاجية، مع رفض إعادة تشغيل الفرن العالي دفع بمنادي إلى الإلتحاق ظهيرة الخميس بالمركب، لكن في " ثوب " مغاير، بدليل أنه دعا المضربين إلى وضع مصلحة المؤسسة في المقام الأول، و العودة إلى النشاط تسمح لهم بالمحافظة على منصب عملهم، بصرف النظر عن الصراعات التي طفت على السطح بخصوص الفرع النقابي، في " خطاب " كان كافيا لوضع نقطة النهاية للأزمة التي شلت مركب الحديد و الصلب بالحجار على مدار 4 أيام متتالية، إلا أنه لمح إلى عدم رغبته في الترشح لمنصب الأمين العام للفرع النقابي، و قد غادر محيط المؤسسة بمجرد إنتهاء الزيارة التي برمجها في إطار رسمي، سيما و أن المئات من العمال المضربين إختاروا التجمع في الفرن العالي، بينما ظل مقر الفرع النقابي مهجورا منذ ظهيرة الأربعاء طبقا لتعليمات مصالح الأمن. بالموازاة مع ذلك فإن المديرية العامة ضبطت أول أمس الخميس قائمة ثانية تضم 21 عاملا ممن سلطت عليهم عقوبة التوقيف التحفظي عن العمل، على خلفية المشاركة في أعمال الفوضى و تعطيل العملية الإنتاجية ، و التجمهر أمام مقري المديرية العامة و الفرع النقابي، و هي القائمة التي تم تسليمها إلى فرق الأمن الداخلي التي منعت العمال المعنيين من الدخول إلى المركب لمزاولة نشاطهم، حيث تم تشديد المراقبة على مستوى المدخل الرئيسي بسيدي عمار، لمنع جميع العمال المعاقبين من التواجد داخل المؤسسة، وتعد هذه القائمة الثانية في ظرف أسبوع. و في سياق ذي صلة أكد منادي في " خطبة المصالحة " التي ألقاها أمام الفرن العالي أمسية الخميس بأن هذه الإجراءات العقابية سيتم إلغاؤها، و طمأن العمال المعاقبين بالعودة إلى مناصب عملهم في بداية هذا الأسبوع، و ذهب إلى حد التصريح بأن السلطات المحلية تدخلت مع مديرية المركب للحسم في هذه الإشكالية، الأمر الذي دفعه إلى تقديم ضمانات كافية بإعادة إدماج العمال المفصولين من مناصبهم بصفة تحفظية، سيما و أن نهاية الأسبوع عرفت عودة بعض الإطارات الأجنبية إلى المركب في صورة المدير العام جو كازادي، و كذا المكلف بمتابعة الإنتاج باتي، لأن بعض الإطارات كانت قد غادرت إلى باريس لقضاء العطلة تزامنا مع الصراع الذي هز المؤسسة بسبب زعامة الفرع النقابي.