جمعية البدر تقود معركة حقيقية لإقناع مسافري السكك الحديدية بالإقلاع عن التدخين خاضت جمعية البدر لمساعدة مرضى السرطان بولاية البليدة معركة حقيقية لإقناع المواطنين بالإقلاع عن التدخين ضمن حملة تحسيسية نظمتها نهاية الأسبوع داخل القطار. وقد انقسم أعضاء الجمعية إلى فوجين في هذه الحملة ، الفوج الأول منها انطلق من محطة أغا إلى بجاية ، والفوج الثاني من نفس المحطة إلى وهران ، حيث رافقت «النصر «الفوج الذي توجه إلى مدينة الباهية ، لكن المهمة لم تكن سهلة وأعضاء الجمعية في هذا الفوج بقيادة نائب رئيس الجمعية ياسين تركمان يخوضون معركة حقيقية لإقناع المدخنين بالإقلاع عن هذا السم القاتل . و رغم صعوبة المهمة إلا أن فوج التحسيس نجح في إقناع العديد من المدخنين والعشرات ممن مستهم الحملة يقومون بتسليم علب السجائر و الشمة إلى الدكتور تركماني ويقررون عدم العودة إلى التدخين مرة ثانية . بدأت الحملة بتوزيع بعض المطويات التي تحذر من أخطار التدخين على صحة الإنسان من قبل أعضاء هذا الفوج ، فيما تكفل بمهمة الإقناع الدكتور تركماني الذي نجح في التأثير على العديد من المدخنين وهو يتحدث لهم عن الخطر الذي تحمله لهم السيجارة التي يستنشقون سمومها ، وكان قريبا جدا من هذه الفئة التي لمست مدى تألمه للحال التي هم عليها. ومباشرة بعد انطلاق عملية التحسيس بمحطة القطار بالبليدة سلم مسافر علبة الشمة للدكتور تركماني ووعده بأنه لن يعود مرة أخرى للتدخين و الشمة أيضا، لكن سهولة إقناع هذا الشخص لم تكن نفسها مع عدد من المسافرين ، حيث وجد أعضاء الجمعية صعوبة في إقناع شاب آخر يحمل بين يديه جهاز إعلام آلي ويضع علبة السجائر إلى جانبه ، تبين أنه مهندس معماري ، واستغرقت مهمة إقناعه أكثر من نصف ساعة وهو يردد بأنه لن يستطيع الإقلاع عن التدخين كونه لا يملك الإرادة لذلك، وقال أن إقلاعه عن التدخين ضرب من المستحيل ، ولما علم بأن محدثه طبيب وجد في ذلك ما يبرر له التدخين على أساس وجود أطباء يدخنون ويعلمون بأضراره الخطيرة على الصحة ، فدخل معه الدكتور تركماني في نقاش حاد وهو يؤكد له بأن الأطباء المدخنين يحتاجون كذلك إلى توعية مما جعل هذا الشاب يرفع الراية البيضاء ويسلمه علبة السجائر ويقدم وعدا بعدم العودة إلى التدخين بعد محاولته التهرب من ذلك. شاب مدخن ينظم إلى فوج التحسيس من أهم المفاجآت التي حققتها هذه الحملة وزادت أعضاء الجمعية قناعة بأن الحملة رغم مشقتها في إقناع المسافرين بالإقلاع عن التدخين قد حققت بعض النتائج هو انضمام شاب كان يعتبر إقلاعه عن التدخين شبه مستحيل إلى أعضاء الحملة التحسيسية مباشرة بعد تسليمه علبة السجائر لقائد الحملة ، حيث شرع هذا الشاب الذي كان مسافرا من العاصمة إلى وهران في توزيع المطويات على المسافرين ، وحاول إقناع الآخرين بالإقتداء به ، مشيرا إلى أن قراره بالإقلاع عن هذا السم اتخذه في هذه الحملة. و قد استحسن العديد من المسافرين هذه الخطوة وشجع أعضاء الجمعية على مواصلة الكفاح لإقناع آخرين بضرورة الإقلاع عن هذه الآفة. كما التقى فوج التحسيس بشاب مدخن تبين بأنه طبيب ، لم يقتنع بجدوى الحملة التحسيسية لأنه كما قال على وعي بكل المخاطر التي يخلفها التدخين على صحة الإنسان، لكنه لا يملك الإرادة القوية للإقلاع عنه ، مشيرا إلى أنه حاول عدة مرات لكن كل محاولاته لم تنجح ، وربط عدم إقلاعه عن التدخين بكثرة السهر ليلا ، وقد حاول رئيس الفوج إقناعه بأن تدخين الطبيب أشد من تدخين الشخص العادي لأن الطبيب عليه أن يكون القدوة للمجتمع خاصة عندما يتعلق الأمر بصحة الإنسان و الكثير من المدخنين من الأشخاص العادين غير مقتنعين وواعين جيدا بمخاطر التدخين ويتشجعون في مواصلة تدمير حياتهم بالأطباء المدخنين الأكثر وعيا منهم بهذه المخاطر . لعل أهم شيء تركزت عليها حملة التحسيس ضد مخاطر التدخين التي قادتها جمعية البدر هي الإحصائيات التي تشير إلى أن 09 أشخاص من 10 مدخنين يتعرضون لسرطان الرئة. وكانت هذه النقطة أحد أهم الرسائل التي ركز عليها الدكتور تركماني في حملته وحاول أن يقرب هذه الإحصائيات من ذهن كل مدخن وذلك بأنه قد يكون بنسبة كبيرة من هؤلاء التسعة الذين يصابون بسرطان الرئة وبدرجة ضئيلة جدا يكون الشخص الوحيد من هؤلاء العشرة الذي لا يتعرض لهذا الداء الخبيث ،كما أن فرص الشفاء من سرطان الرئة تعد ضئيلة جدا و كل مصاب بهذا الداء معدل عمره لن يزيد عن 06 أشهر. كل هذه الرسائل جعلت الكثير من المدخنين يتراجعون عن التدخين خاصة وأن الأمر كان يتعلق برسالة مباشرة من طبيب وليست ملصقات أو أشرطة ، ويذكرنا في هذا الإطار أحد الكهول الذي توقف عن التدخين في سنوات الثمانيات ، كان إقلاعه عنه بسبب مشاهدته لحصة تلفزيونية قديمة تسمى « القفلة « التي كانت تتحدث عن أخطار التدخين ولما شاهد صورة شخص مريض في حالة صحية حرجة بسبب التدخين قرر الإقلاع عنه ولم يعد إليه منذ ذلك التاريخ . يروي لنا الدكتور ياسين تركماني قصة إحدى النساء التي أصيبت بسرطان الرئة ، رغم أنها لم تدخن في حياتها قط ، وهو ما آثار غرابة الأطباء كون أن هذا النوع من السرطانات مرتبط بالتدخين بشكل كبير ، وتبين لهم بعدها أن سبب إصابتها بهذا الداء الخبيث هو زوجها المدن على التدخين الذي لا ينقطع عنه داخل الغرفة وهو ما أثر على زوجته التي كانت تستنشق تلك السجائر التي كان يدخنها زوجها حتى أصيبت بالسرطان. شيوخ في ساعة الاحتضار يطلبون سجائر كشفت هذه الحملة التي نظمتها جمعية البدر العديد من القصص المرتبطة بالتدخين التي رواها مسافرون بالقطار خاصة غير المدخنين الذين استحسنوا هذه المبادرة ومن بين هذه القصص ما ذكره عمي عبد القادر البالغ من العمر 73 سنة الذي أكد أنه لقن الشهادة لبعض المدخنين ساعة الاحتضار ، وذكر أن ثلاثة أشخاص من أكبر مدمني التدخين الذين رفضوا الإقلاع عنه حتى في حالات المرض الحرجة عند اقتربت ساعة الموت حاول أن يلقنهم الشهادة لحظة الاحتضار لكنهم كانوا يشيرون إليه بأصابعهم طالبين سجائر وأكد أن هذا المشهد تكرر معه أكثر من مرة .