ترميم القلعة و إنشاء مركب سياحي لإنعاش السياحة شرعت السلطات المحلية لولاية البليدة في ترميم القلعة ، التي تتوسط جبال شفة والتي كانت قبلة للسياح من كافة جهات الوطن والأجانب لكن مع بداية التسعينات أغلقت القلعة من طرف الجماعات الإرهابية وبقيت مهملة لمدة 06 سنوات قبل أن تستغلها قوات الجيش الوطني الشعبي في سنة 1998. حسب مصدر مسؤول ببلدية الشفة فإن القلعة ، التي تعد أحد أهم المعالم الأثرية والسياحية بالولاية يعود تاريخ إنجازها من طرف الإدارة الاستعمارية إلى سنة 1930 والتي كانت عبارة عن مركز مراقبة متقدم للجيش الفرنسي يطل على كل الاتجاهات ويتوسط سلسة الأطلس البليدي وذلك لمراقبة تحركات المجاهدين في الجبال . وقد تزامن انجازها مع مرور قرن على احتلال الجزائر وكذا مع إنجاز مقر البريد المركزي بالعاصمة ، لكن بعد الاستقلال حولت القلعة إلى فندق يتوفر على عدة مرافق للراحة والترفيه وكان كل زائر له ينبهر لجمال الطبيعة والفندق الذي يتوسط الجبال من كل جهة ، ونتيجة لهذا تسعى السلطات المحلية من خلال مشروع ترميمها إلى إعادة الاعتبار لها وكذا استقطاب السياح ، لاسيما وأن المنطقة تحولت إلى قبلة للعائلات في مختلف فصول السنة كونها تقع على مستوى الطريق الوطني رقم 01 الرابط بين العاصمة والجنوب.. كثيرون يفضلون أخذ قسط من الراحة بعد سفر طويل في هذا المكان ، وسط هذه الطبيعة الخلابة الساحرة .. ويستغل الأطفال الفرصة لمداعبة القردة التي تعودت على زوارها كل يوم فتنزل إليهم حتى حافة الطريق. ومع فصل الصيف تفضل العديد من العائلات نسمات الهواء ، الذي ينبعث من وسط جبال تعج بالاخضرار وماؤها العذب على رمال البحر ويزورون المنطقة مع أبنائهم ، الذين يجدون في برك الوادي مكانا للسباحة . حسب ذات المسؤول ، فإنه قد تم تخصيص مبلغ 25 مليار سنتيم لإعادة تهيئة القلعة ،وكان والي الولاية محمد وشان رفض هدم القلعة وبنائها من جديد كونها مميزة بهندسة تقليدية خاصة . ودائما وفي إطار إحياء قطاع السياحة بالشفة شرعت السلطات المحلية في إنجاز مركب سياحي بمحاذاة القلعة و يضم هذا المركب 22 محلا تجاريا ، إلى جانب مطعم و فضاءات للعب والترفيه وسينجز هذا المركب بالخشب حتى يتناسب المشروع وطبيعة المنطقة ، المشروع تعطل لسنتين بسبب نزاع حول العقار المخصص للبناء مع أحد الخواص.وتم حل هذا الإشكال ، وشرعت الشركة المكلفة بالإنجاز في عملية البناء ووصلت الأشغال مرحلة متقدمة . مصدرنا يؤكد أن المحلات بعد تسليمها ستوزع على الحرفيين، الذين كانوا يعرضون منتجاتهم التقليدية على حافة الطريق بطريقة غير شرعية ويعد هذا المشروع بعد تسليمه مكسبا كبيرا للبلدية ، وسيدر مداخل جديدة لخزينتها . في السياق ذاته اقترح المجلس البلدي إنجاز مركب سياحي ثاني على مساحة 06 هكتارات ، من الجهة الجنوبية للقلعة ومحاذي للوادي على عكس المركب الموجود حاليا قيد الإنجاز، الذي يتواجد على حافة الطريق الوطني رقم 01 بمدخل الشفة وتم اقتراح انجازه( المركب الثاني) بطريقة هندسية مغايرة للمركب الأول . في سياق متصل استفادت المنطقة السياحية بالشفة من مشروع تهيئة المدرجات إلى أسفل الوادي وكذا تثبيت طاولات و فضاءات لراحة السياح ، بعد أن تعودت العائلات النزول اليومي إلى هذا المكان الطبيعي الساحر للتنزه والراحة عبر منحدرات الوادي. هذا الأخير للأسف لا يتوفر على مرافق للراحة بحيث لم تساهم يد الإنسان في أي شيء في ما قدمته الطبيعة للسياح وحتى المراحيض وحاويات رمي القمامة غائبة مما جعل اخضرار الطبيعة وأشجارها يختلط بمختلف أنواع وألوان أكياس البلاستيك ، فأفقد ذلك الطبيعة عذريتها وقلل من جمالها خاصة بالنقاط التي تنزل بها العائلات. إنجاز الطريق المزدوج سيقضى على الازدحام وسينعش السياحة يعد إنجاز الطريق السيار شمال جنوب ، الذي يعبر طريق الشفة مكسبا كبير ا للسياحة بهذه المنطقة . المميز في هذا المشروع أن الطريق الحالي سيبقى على حاله وبدأ إنجاز طريق آخر مزدوج باستخدام عدة أنفاق وبذلك . ينتظر استلام شطره الرابط بين الشفة و البرواقية بالمدية خلال ثلاث سنوات وسيقضي نهائيا على مشكل ازدحام السيارات بمنطقة الشفة، كما هو الحال اليوم خاصة نهاية الأسبوع ، أين يكثر رواد هذا المكان من السياح لمداعبة القردة على حافة الطريق والاستمتاع بشلالات المياه ، فيظطر أصحاب السيارات إلى قضاء ما يقارب أربع ساعات من الشفة إلى المدية على مسافة لا تزيد عن 25 كلم، لغياب أماكن توقف السيارات وضيق الطريق وأهميته الاستراتيجة ، كونه يربط بين الشمال والجنوب ، فيكون على الدوام في حالة أدى ازدحام كبير. بعد تدشين الطريق المزدوج سيتم فتح فضاءات أخرى للراحة على مستوى الطريق الحالي ليخصص للسياح أما المسافرين فيسلكون الطريق السريع .