مقتل شخص و آخر في الإنعاش و عشرات الجرحى في معركة بين قريتين بعنابة طعن سائق شاحنة على مستوى البطن و الرقبة بسبب هاتف نقال إهتزت بلدية سيدي عمار الواقعة على مسافة 12 كيلومترا إلى الجنوب من ولاية عنابة مساء أول أمس الإثنين على وقع جريمة قتل بشعة راح ضحيتها رجل في العقد الخامس من العمر، و الذي لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بالجروح العميقة التي تعرض لها، جراء تلقيه طعنات خنجر على مستوى البطن و القلب، لتتطور الأوضاع بإندلاع مواجهات بإستعمال الأسلحة البيضاء على إختلاف أنواعها من عصي و هراوات و خناجر و سكاكين، بين مجموعة من سكان حي 508 مسكن. ، و الذي يشتهر بتسمية حي " الأكراد " أحد أكبر مناطق إنتشار الجريمة ببلدية سيدي عمار، و مجموعة أخرى من قاطني حي السرول التابع إداريا لبلدية البوني، الأمر الذي تسبب في إصابة سائق شاحنة بجروح بليغة، إستدعت نقله على جناح السرعة إلى مصلحة الإنعاش، أين لا يزال إلى غاية ظهيرة أمس الثلاثاء في حالة خطيرة جدا، كما تم تسجيل 4 جرحى ممن تم إقتيادهم إلى المؤسسات الإستشفائية. و حسب المعلومات التي تحصلت عليها " النصر " من عديد المصادر فإن الحادثة وقعت بعد عصر أول أمس، لما كانت سيدة في الثلاثينيات من العمر بصدد القيام بزيارة الأهل و الأقارب في ثاني أيام عيد الفطر المبارك، إذ فاجأتها عصابة أشرار ينحدر أفرادها من حي القرية بأعالي بلدية سيدي عمار و جردتها من حقيبتها اليدوية، و هي العملية التي إستدعت تدخل أحد سكان المنطقة، و الذي نجح في إستعادة الحقيبة المسروقة و تسليمها إلى صاحبتها، لكن الضحية و بمجرد عودتها إلى مسكنها الكائن بحي السرول بالبوني أخبرت زوجها بالحادثة، فما كان على الزوج سوى الإستعانة بمجموعة من أبناء حيه، و التوجه إلى القرية بسيدي عمار بنية البحث عن أفراد العصابة، و قد كانت وجهته الأولى الرجل الذي كان قد تمكن من إستعادة حقيبة زوجته، حيث حاصرته مجموعة من شبان حي السرول، و التي كانت مدججة بالعصي و الهراوات، و طلبت منه تحديد هويات أفراد العصابة، غير أن المعني صرح بأنه لم يتعرف على الفاعلين، إلا أنه تدخل من أجل مساعدة الضحية على إسترجاع حقيبتها. و هي اللحظة التي خرج فيه أبناء مستعيد الحقيبة المسروقة من منزلهم، في قمة الغضب، بعدما علموا من الجيران بأن والدهم محاصر من طرف مجموعة أشرار قدمت من حي السرول، و تحاول الإعتداء عليه، ليقع ما لم يكن في الحسبان، إذ اشهر أحد الأبناء سكينا و وجه به طعنات أصابت رجلا كان في مقدمة الأشخاص الذين حاصروا الضحية، و يتعلق الأمر بزوج المرأة التي كانت قد تعرضت لعملية سرقة. و قد سقط الضحية ( س م ) أرضا وسط بركة من الدماء، ليلفظ أنفاسه الأخيرة في عين المكان متأثرا بالجرح العميق الذي تعرض له على مستوى البطن، و كذا النزيف الدموي الحاد على مستوى البطن. سقوط الضحية بعين المكان أشعل فتيل المواجهات بين سكان القرية و مجموعة من سكان حي السرول، حيث تسارعت الأحداث، و تحولت المنطقة إلى معركة إستعملت فيها العصي و الهراوات و القضبان الحديدية، إضافة إلى السكاكين و الخناجر، لأن أهالي الضحية و جيرانه رفضوا مغادرة سيدي عمار، و حاولوا الإنتقام، مما تسبب في حدوث فوضى عارمة، أقدمت من خلالها مجموعات شبانية على الإعتداء على الأشخاص و الممتلكات، حيث تم إعتراض السيارات و المركبات التي كانت متجهة من عنابة إلى سيدي عمار، مع محاولة تجريدها سائقيها من أموال و هواتف نقالة. و قد حدث سيناريو من هذا القبيل مع سائق شاحنة يقيم بحي القرية، كان بصدد العودة إلى مسكنه، إذ حاصرته مجموعة من شبان السرول، و حاولت تجريده من هاتفه النقال، لكن تعنته في التنازل عن الهاتف جعله عرضة لإعتداء بإستعمال سكين، خلف له جروحا عميقة على مستوى البطن و الرقبة، إستوجبت تحويله على جناح السرعة إلى مصلحة الإنعاش بالمستشفى الجامعي غبن رشد بعنابة، أين خضع لعملية جراحية إستعجالية، لكن حالة مازالت خطيرة، و قد إنتشر صباح أمس في سيدي عمار خبر وفاته، إلا أن بعض الجيران أكدوا للنصر ظهر أمس بأن الضحية لا يزال تحت العناية الطبية المركزة، و لم يتجاوز مرحلة الخطر. هذا و قد تواصل الشجار إلى غاية ساعة جد متأخرة من الليل، وسط حالة من الذعر و الفزع لدى سكان أحياء 508 مسكن، الشعيبة و القرية بسيدي عمار، لأن المواجهات تحولت إلى حرب عصابات، بعد إقدام كل مجموعة على قطع الطريق، مع الإعتداء على أصحاب المركبات، كما حدث مع سائق حافلة تلقى ضربة بسكين من الحجم الكبير خلفت له جرحا عميقا على مستوى الوجه، إضافة إلى 3 جرحى آخرين من أصحاب السيارات، و الذين رفضوا النزول من مركباتهم، في حين رفض عشرات الجرحى في صفوف المتشاجرين من التوجه إلى المؤسسات الإستشفائية لتلقي العلاج الأولي في محاولة لتجنب الإقتياد إلى التحقيق من طرف الجهات الأمنية، لأن المواجهات كانت ساخنة، و خلفت عديد الجرحى في صفوف المتشاجرين . إلى ذلك فقد تدخلت قوات مكافحة الشغب التابعة لأمن دائرة الحجار، و قامت بتفريق أفراد المجموعتين، مع شن عملية مطاردة، لإرغام المجموعة التي قدمت من حي السرول على مغادرة المكان، و بالتالي النجاح في التحكم في الأوضاع. و قد ظلت الجهات الأمنية مرابطة بعين المكان إلى غاية مساء أمس الثلاثاء، تحسبا لأي تطور جديد في الأوضاع بعد مراسيم تشييع الجنازة، كون الضحية من مواليد ولاية المسيلة، و له العديد من الأهل و الأقارب في قرى حجار الديس، القنطرة، السرول و سيدي سالم، مما جعل قوات الأمن تحتاط من هذا الجانب، مع فتحتها تحقيقا ميدانيا إستعجاليا في الحادثة، أوقفت في أولى مراحله الشاب المشتبه في إقترافه جريمة القتل، إضافة إلى 3 من أفراد عائلته ، مع الإستماع إلى أقوال و تصريحات الضحايا الأربعة الذين غادروا المستشفى.