بعدما كان تواجدهم يقتصر على دور العبادة و في نقاط متفرقة ببعض الشوارع الرئيسية، صار المتسولون في ولاية قسنطينة «يزاحمون» الباعة الفوضويين على حواف الأرصفة لجلب «الصدقات» من المحسنين، بل و أصبحوا يدخلون معهم في مشادات كلامية مستمرة بعد أن اقتسموا تلك المساحات و كأنها ملكية خاصة. و قد جرت العادة أن نجد المتسولين قرب أبواب المساجد و في شوارع رئيسية وسط المدينة، لكن اللافت هذه المرة استغلال هؤلاء أماكن استولى عليها الباعة الفوضويون، من أجل طلب الصدقات، مثلما هو الحال ب «طريق فرنسا» الذي شهد صباح الخميس الماضي شجارا بين عدد من الباعة و متسولة كانت رفقة طفلة تقول أنها ابنتها، أجلستها فوق كرسي متحرك و حول رقبتها مقوم يجعلها تبدو أنها تعرضت لكسور، و قد اتهمت هذه المتسولة الباعة باختراق مكانها و حرمانها من الحصول على الصدقة ، و راحت توجه إليهم وابلا من عبارات السب و الشتم، على مرأى و مسمع المارة. و من أكثر ما يثير الاستغراب حيال هذه الفئة الخاصة من المتسولين هو السلوك العدوانية التي يتخذونه في حال رفض شخص منحهم الصدقات، بحيث فوجئت إحدى الفتيات بوابل من عبارات السب من قبل متسولة لم تتوان في الدعاء عليها، بعدما أبدت هذه الشابة استياءها من طريقة الإلحاح في الطلب إلى درجة إجبار المواطن على إخراج النقود من جيبه، في وقت لم تستسغ متسولة أخرى تذمر امرأة من استعمالها طفلا لاستجداء عطف الناس في درجات حرارة مرتفعة، حيث راحت تصرخ بقوة و نعتتها بعديمة الإنسانية. و قد أثارت هذا الوضع استهجان الكثير من المواطنين خاصة بعد أن زاد استغلال المستولين للأطفال في «حرفتهم» التي اكتشفوا أنها مربحة جدا و لا تقل أهمية عن ممارسة التجارة الفوضوية، خصوصا في مواسم الأعياد و لدى اقتراب موعد زكاة الفطر، بحيث يقضون يوما كاملا في طلب الصدقات، قبل أن يجتمعوا كل مساء و يعودون إلى منازلهم في ولايات مجاورة عبر محطة نقل المسافرين الشرقية.