أغلب الحالات تم الكشف عنها صدفة بعد التبرع بالدم تتواصل عمليات الكشف و التلقيح ضد التهاب الكبد الفيروسي بقسنطينة حيث خضع 150طالبا من كلية الطب في شهري جويلية و أوت الماضيين لمحاولات التشخيص المبكر و التلقيح الوقائي حسب مصادر طبية من المستشفى الجامعي ابن باديس غير أن الوتيرة التي تسير عليها عمليات المكافحة تبقى في نظر المختصين غير كافية للحد من مرض يصنّف ضمن الأمراض العشرة الأولى المسببة للوفاة في العالم. و أكد المختصون الذين تحدثنا إليهم بأن أغلب الحالات تم الكشف عنها صدفة بعد تبرعهم بالدم أو بعد تدهور حالاتهم الصحية، و ذكر مختصون في أمراض الجهاز الهضمي أن أكثر الحالات المسجلة تعرضت للعدوى. تسعة من عشرة أفراد عائلة واحدة تعرضوا للعدوى و قال الدكتور محمد الشريف مداوي /أستاذ محاضر في علم الأوبئة و الطب الوقائي / بأنه خلال متابعتهم لحالة أحد المصابين بداء التهاب الكبد الفيروسي من صنف «ب» تبيّن بأن العدوى انتقلت إلى أغلب أفراد أسرته، و لم ينجو إلا فردا واحدا من ضمن عشرة ، و هو ما يؤكد خطورة المرض و يعكس مستوى تهاون الكثيرين و استعمالهم المشترك لأغراض ذات الاستعمال الفردي كشفرات الحلاقة، و فرشاة الأسنان...و غيرها من الأشياء التي تتسبب في انتشار العدوى من شخص إلى آخر. وطمأن الدكتور مداوي بأن 90بالمائة من الحالات التي تم الكشف مبكرا عن أعراض الالتهاب الفيروسي امتثلوا للشفاء بفضل نجاعة اللقاح، و ذكر بعض العراقيل التي تحول دون تمكنهم من تجسيد برنامج مكافحة هذا الداء الخطير على أحسن وجه منها المشاكل و الصعوبات المواجهة على مستوى مخابر علم الأمصال»سيرولوجي»بالإضافة إلى صعوبة حصولهم على كميات أكبر من اللقاح لتسريع وتيرة العمليات الوقائية و توسيعها بدل حصرها في مجموعات محدودة. أطباء رفضوا تلقي اللقاح خوفا من التليّف العصبي المتعدد و ذكر بعض الأطباء المشاركين في حملات مكافحة التهاب الكبد الفيروسي «ب» مواجهتهم لمشاكل مع بعض زملاء المهنة و طلبة الطب، حيث رفض البعض تلقي اللقاح خوفا من الأعراض الجانبية و على رأسها التلّيف العصبي المتعدد «scélérose en plaques» مما اضطرهم للاستعانة بتطمينات منظمة الصحة العالمية بهذا الخصوص لإقناعهم. و نصح بعض المختصين بضرورة توسيع عمليات التشخيص و اللقاح علما و أن دراسة حديثة أنجزها فريق طبي بمصلحة علم الأوبئة و الطب الوقائي بالمستشفى الجامعي بيّنت أن 33بالمائة من الحالات المشخص لديها المرض بين 1998و 2006من البطالين و 14بالمائة موظفين و إطارات و 12بالمائة طلبة و 7بالمائة تلاميذ في حين لم تتجاوز نسبة الحلاقين المصنفين ضمن الحرف الأكثر تهديدا و عرضة لخطر الإصابة سوى 2بالمائة. كما أكدت إحصائيات مستقاة من المستشفى الجامعي ابن باديس بأن أكثر الحالات التي تم تأكيد العدوى لديها بقسنطينة متمركزة بوسط المدينة و ذلك بنسبة 29بالمائة متبوعة بحي سيدي مبروك بمعدل 15بالمائة فالمنظر الجميل ب12بالمائة و أخيرا حي الأمير عبد القادر ب11بالمائة. و في قراءة لهذه الإحصائيات قال الدكتور مداوي أن قرب موقع مراكز التشخيص من سكان وسط المدينة شجعهم أكثر من غيرهم على عيادتها مؤكدا أن الأرقام الرسمية لا تعكس الواقع الحقيقي لانتشار الداء باعتبار تأخر ظهور أعراض الالتهاب لدى الكثير من المرضى. أما عن الفئة الأكثر إصابة بالتهاب الكبد الفيروسي فأكد الأطباء بأن 75بالمائة من المصابين رجال. و أكدت بعض الإحصائيات بأن حوالي 45بالمائة من المصابين الذين تتراوح أعمارهم بين 20و 30سنة من الرجال مقابل 25بالمائة نساء، فيما تتقارب معدلات الإصابة في أوساط الكهول بقرابة 5بالمائة. 78بالمائة من حالات التشخيص تتم صدفة كشف المختصون الذين تحدثنا إليهم أن 78بالمائة من الحالات المصابة بالتهاب الكبد الفيروسي من صنف «ب» أو «ج» تتم صدفة من خلال عمليات تبرّع بالدم، مقابل 14بالمائة فقط لمحاولات التشخيص المبكر، و هي نفس الأرقام المقدمة في دراسة طبية معمقة أنجزها كل من البروفيسور زغيلش و الدكاترة بلماضي، عماري و مداوي و التي بيّنت أيضا بأن 28بالمائة من خطر العدوى يكون بعيادات جراحة الأسنان و 15بالمائة بالمستشفيات.