سنلحن نوبة جديدة من طابع "العراق"ستكون الأولى مغاربيا كشف رئيس الجوق الوطني للموسيقى الأندلسية أمس للنصر عن تلحين نوبة جديدة من طابع العراق، أكد أنها ستكون الأولى على المستوى المغاربي. و أوضح سمير بوكريديرة الذي يشرف أيضا على الجوق الجهوي بقسنطينة بأنه بدأ العمل على نوبة العراق منذ أكثر من سنة و نجح في تجسيد حوالي 50بالمائة من المشروع حتى الآن، مؤكدا صعوبة المهمة التي وصفها بالمغامرة بسبب عدم مبادرة الموسيقيين إلى تلحين النوبة طيلة ما يزيد عن القرنين. و ليست هذه المحاولة الأولى للفنان سمير بوكريديرة في تلحين نوبات جديدة حيث سبق له إبداع ثلاث نوبات في طبوع مختلفة (مزموم، زيدان و سيكا) نالت استحسان البعض و انتقاد البعض الآخر، و اليوم يعكف على وضع نوتات نوبة جديدة اعترف بأنه وجد صعوبة في تحقيق كل السلسلة لما يتميّز به طابع العراق من نوتات ضيّقة تعتمد على خمس حركات، و هو ما جعله يعتمد على المقامات العربية و الموشحات بالإضافة إلى استلهامه من الموسيقى التركية كما قال. و أكد بأنه يقوم بانتظام بتجريب المقاطع الجاهزة بمجرّد الانتهاء من وضعها و تلقينها لأعضاء جوقه الجهوي، موّضحا بأنه نجح حتى الآن في إبداع الشطر الأول من السلسلة الأساسية للنوبة و على رأسها البشراف، المصّدر، الدرج و الخلاص، فيما لا زال يعمل على تلحين بطايحي أول و انصراف و خلاص ثاني، كما ينوي إضافة توشية الكمال إلى عمله الفني الذي يأمل تقديمه قريبا لعشاق الموسيقى الأندلسية لتشجيع المبدعين و الباحثين على خوض مغامرة تلحين نوبات جديدة ، لإثراء الرصيد الفني لهذه الموسيقى العريقة معلّقا بأنه استمد شجاعته في خوض التجربة من رغبته في مواصلة ما بدأه الأولون مستلهما قوته و جرأته من حبه و وفائه للموسيقى الأندلسية. و أضاف قائلا»مبدعي النوبات القديمة أشخاص مثلنا و علينا أن نستلهم من جرأتهم الفنية و نثق في قدراتنا و موهبتنا الفنية حتى نتمكن من إبداع أعمال جديدة». و عن القصائد المنتقاة لنوبته الجديدة أوضح محدثنا بأنه اضطر للاستعانة بقصائد بعض النوبات الأصلية في ظل انعدام مؤلفين و كتاب كلمات و شعراء مبدعين في مجال فن الموّشح الذي يختلف عن ضروب الشعر الغنائي العربي من حيث التزامه بقواعد و تقنيات معيّنة و اعتماده على اللغة الدارجة. و من جهة أخرى تساءل رئيس الجوق الوطني عن سر إبعاد جوقه لثاني سنة على التوالي عن فعاليات المهرجان الدولي للمالوف، و قال بأن جوقه بمثابة سفير الموسيقى الأندلسية الجزائرية سواء بالداخل أو بالخارج و من باب تقدير و تشجيع الأعمال الإبداعية التي حققها الجوق في مجال تلحين أعمال جديدة و مثابرته على تجديد الموسيقى العريقة، لابد من منحه فرصة المشاركة للتعريف بالإبداع الموسيقي المحلي.