15 جريحا في شجار عنيف بين عرشين بأم البواقي شهدت أمس قرية بئر وناس بمدينة عين البيضاء بأم البواقي احتجاجات عنيفة حول قطعة أرض تطورت بعدها ودون سابق إشعار إلى شجار دموي بين عرشين استعملت فيه شتى أنواع الأسلحة البيضاء من عصي وهراوات وقضبان حديدية. وانتقل الشجار للطريق الوطني رقم 10 الرابط بقسنطينة مرورا بأم البواقي وعين فكرون الذي شلّت به حركة المرور بعد غلقه أين تطورت الأوضاع ليسقط على إثرها عشرات الجرحى الذين لحقت بهم إصابات متفاوتة الخطورة وهي التي جعلت رجال الدرك الوطني يشنون حملة توقيفات. الشجار العنيف بحسب مصادر أمنية بعد تعذر الاتصالات الهاتفية برئيسي الدائرة والبلدية وقع عقب انطلاق مصالح الدائرة في توطين مشروع يتعلق بإنجاز مجمع سكنات ريفية يضم أزيد من 36 استفادة سكنية. المشروع الذي انتظره السكان طويلا واحتجوا لأجله بعد تجمهرهم في أزيد من مناسبة فرحوا لحظة تدخل السلطات الولائية بغرض حثّ السلطات المحلية على ضرورة الإسراع في إنجازه غير أنهم باتوا إلى جانب السلطات المحلية نفسها يصطدمون بوجود عوائق في تجسيده بفعل إقدام إحدى العائلات على اعتراض المشروع وحجتها في ذلك أن هذا الأخير سيقام فوق أرضية ترجع ملكيتها لها. العائلة التي ألّحت على تمسكها بمطلب تغيير أرضية توطين المشروع كانت قد احتجت في وقت سابق واعترضت وضع المعالم الأولى للمشروع السكني الذي تمت برمجته للتخفيف من السكان القاطنين على مستوى سكنات هشة لا تتوفر فيها أدنى الضروريات. اعتراض أفراد العائلة المجاورة للمشروع السكني وغلقها للطريق في إحدى المرات خلال منتصف الشهرين الماضيين جعل السلطات المحلية تحرّك دعوى قضائية لتحديد هوية الأرض المتنازع عليها. الجهات القضائية بدورها بالمحكمة الابتدائية بعين البيضاء فصلت في موضوع القضية وحكمت بأن الأرض هي ملك من أملاك الدولة وتندرج في تسييرها لمديرية أملاك الدولة. العائلة المعترضة للمشروع وقفت صبيحة أمس مرة أخرى في وجه إطارات وأعوان الدولة التابعين لمصالح الدائرة الذين قصدوا الأرضية المتواجدة بملعب القرية لأجل مباشرة العمل بطريقة قانونية بعد تحصل الدائرة على أمر بانطلاق الأشغال مجددا مؤشر عليه من طرف الجهات القضائية لتنطلق على إثرها مناوشات عنيفة بين السكان المسجلين ضمن قوائم الاستفادة من السكنات الريفية وبين العائلة الذي صدر ضدها الحكم القضائي. وهو الأمر الذي دفع هذه المرة السكان صاحبي قرارات الاستفادة للتوجه نحو الطريق الوطني رقم 10 الرابط بقسنطينة والذي أغلق بإضرام النار في العجلات المطاطية والاستعانة بالمتاريس الترابية وأغصان الأشجار، وهو الغلق الذي أدى بأحد أفراد العائلة الأولى من العرش الآخر إلى التوجه نحو كبير العرش الثاني البالغ من العمر 56 سنة أين اعتدى عليه عن طريق توجيه عدد من اللكمات في مناطق متفرقة من جسده مع الاستعانة ببقايا زجاجة للمشروبات الغازية أين وجه له ضربة ناحية وجهه سببت له جروحا وصفت بالمتفاوتة الخطورة. وهو المشهد الذي أدخل العائلة المعترضة للمشروع والسكان المستفيدون من الأخير في مشادات دموية استعمل فيها الطرفان الحجارة والأسلحة البيضاء من عصي وهراوات وقضبان حديدية وهو الذي أسقط أزيد من 15 جريحا من الجانبين تدخلت إثرها إسعافات الحماية المدنية ونقلتهم على جناح السرعة للمؤسسة الاستشفائية الدكتور صالح زرداني لتتدخل مصالح الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية وتضرب طوقا أمنيا على المستشفى تحسبا لأية تطورات. من جهتها السلطات المحلية ممثلة في رئيسي بلديتي عين البيضاء وبريش إلى جانب رئيس الدائرة وكبار وأعيان العرشين تدخلوا بغرض إخماد فتيل الفتنة أين نجحوا مؤقتا في إعادة الأوضاع إلى طبيعتها مع تزامن ذلك وتوقف الأشغال مجددا في المشروع السكني الذي لم ير النور. مصالح كتيبة الدرك الوطني هي الأخرى ساهمت بشكل فعّال في تهدئة الوضع من دون أن تلجأ لاستعمال القنابل المسيلة للدموع وشنّت في المقابل حملة توقيفات شملت عشرات المشاركين في الشجار العنيف والذين قدر عددهم بنحو 20 موقوفا من أعمار متفاوتة ذكرت المصادر الأمنية أنه سوف يتم تقديمهم اليوم الاثنين أمام نيابة المحكمة الابتدائية لاتخاذ الإجراءات الردعية في حقهم بعد تورط أغلبهم في جرم عرقلة تنفيذ قرارات العدالة والتجمهر غير المسلح والإخلال بالنظام العام.