قسنطينة الثانية وطنيا في عدد الإصابات بأنفلونزا الخنازير احتلت ولاية قسنطينة المرتبة الثانية وطنيا في عدد الإصابات بمرض أنفلونزا الخنازير "إش 1 آن 1" بتسجيل 40 حالة مؤكدة إلى اليوم وثلاث حالات وفاة. وأرجع مدير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالولاية محمد ناصر بن دعماش ذلك الى "قوة التشخيص" التي تقوم بها المراكز المجندة في الميدان عبر تراب الولاية، منبها الى أن وجود قسنطينة في المركز الثاني بعد العاصمة من حيث عدد الإصابات المؤكدة لفيروس / إتش 1 آن 1/ "لا يعني أن الوباء أكثر انتشارا في هذه الولاية من غيرها" وأوضح بهذا الخصوص بأن حجم الإصابات قد يكون أكبر في ولايات أخرى تفتقد لنفس التدابير والإجراءات المسخرة في الميدان لمجابهة هذا المرض. وفي هذا الصدد أكد السيد دعماش للنصر أن المصالح الصحية بالولاية خصصت 45 وحدة للكشف والمتابعة، عبر الولاية الى جانب 5 مراكز مرجعية للتكفل بالحالات المشتبه في إصابتها بفيروس / إتش 1 آن 1/ في كل من المستشفى الجامعي بن باديس والمؤسسات الإستشفائية بكل من حي البير، زيغود يوسف، الخروب والمدينة الجديدة علي منجلي. وحسب ذات المسؤول فقد تم تخصيص أسرة استشفائية في مختلف مصالح الانعاش واستعجالات مصالح التوليد وأيضا في مستشفى الاطفال بسيدي مبروك للتكفل بالحالات المشتبه بها التي تظهر في أوساط المرضى المقيمين أو القادمين، تماما مثل ما هو الحال في المراكز المرجعية المذكورة. كما تم تخصيص قاعة مجهزة لنفس الغرض بعيادة أمراض الكلى بحي الدقسي لاستقبال مرضى القصور الكلوي الذين تظهر عليهم أعراض الفيروس المذكور، فيما تم تجهيز المركز الحدودي بمطار محمد بوضياف بكاميرا حرارية ومختلف الوسائل المادية والطاقات البشرية المؤهلة لكشف ومتابعة للحالات المشتبه بها. أما عن الشبكة الطبية المجندة في الميدان في مجالي الكشف والمتابعة فقال مدير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أنها تتكون من أكثر من 350 ممارسا بين الأطباء العامين والأخصائيين. مشيرا الى أن مختلف المراكز المرجعية ومراكز الكشف والمتابعة مجهزة بوسائل الوقاية من الأقنعة والنظارات الوقائية والألبسة الواقية ولواقحها الى جانب المواد المطهرة.وفي سياق متصل أشار الى وجود مخزون هام من دواء "تاميفلو" كاف لعلاج أكثر من 20 الف إصابة بمرض "اتش 1 آن 1" في الوقت الذي لم تتجاوز فيه عدد الاصابات الى غاية أمس ال 40 إصابة مؤكدة من أصل 80 حالة تم الاشتباه فيها والتكفل بأصحابها على مستوى المراكز المرجعية الخمسة، أما عن حالتي الوفاة المسجلتين بين أصحاب الإصابات المؤكدة، فقال المتحدث أنهما تتعلقان بسيدتين فارقتا الحياة على التوالي يوم 4 و5 ديسمبر الجاري على التوالي، إضافة إلى حالة وفاة ثالثة لمصاب كان قد قدم إلى مستشفى ابن باديس من ولاية أم البواقي في حالة حرجة. إصابة تلميذين فقط أكد مدير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أن عدد الإصابات في الوسط المدرسي لم تتعد إصابتين إثنتين فقط وقال أن المريضين تماثلا للشفاء بعد التكفل بهما، ونفى أن يكون قد تم اللجوء الى غلق أي قسم أو مؤسسة تربوية عبر الولاية، مشيرا إلى أن غلق الأقسام لن يتم إلا بعد أن تظهر أكثر من إصابة مؤكدة في قسم واحد، وأنه لن يتم غلق أي مؤسسة تربوية إلا عند ظهور أكثر من إصابة في أكثر من قسمين أو ثلاثة أقسام. وبعد أن أشار إلى أنه يتم يوميا تسجيل من 5 الى 6 حالات مشتبه بها عبر الولاية، يتم إرسال التحاليل الخاصة بها الى معهد باستور في نفس اليوم أعلن ذات المسؤول عن تخصيص 150 نقطة لتلقيح المواطنين عبر تراب الولاية باللقاح المضاد لفيروس / إتش 1 أن 1/ عند انطلاق العملية بعد أسبوع أو أسبوعين من الآن بعد وصول الدفعات الأولى من هذا اللقاح والتي قال أن الأولوية في التلقيح ستمنح للأطقم الطبية وشبه الطبية والأسلاك الأمنية والنساء الحوامل واطفال المدارس والمصابين بأمراض مزمنة قبل تعميم العملية بعد وصول الكمية الكافية من ذات اللقاح. على صعيد آخر تعيش مختلف وحدات الكشف والمتابعة لأنفلونزا الخنازير عبر تراب الولاية التي زارت النصر بعضها أمس حالة استنفار قصوى يطبعها الإقبال الكبير للمصابين بمختلف الأعراض المرضية المصاحبة بالحمى والسعال وغيرها الذين يتدفقون بالعشرات يوميا على كل وحدة. وفي مستشفى حي البير الذي كان النقطة الأولى في جولتنا تم تجنيد طاقم طبي يتكون من 12 طبيا الى جانب فريق من شبه الطبيين وحسب الدكتور امين خوجة محمد ياسين المنسق العام للمستشفى ورئيس مصلحة الاستعجالات فإن التكفل بالمرضى المصابين بالزكام والحمى والاعراض الأخرى المصاحبة الأخرى يتم إبتداء من باب المؤسسة أين يتم منحهم ومرافقيهم الأقنعة وتزويدهم بالسوائل المطهرة، وعندما يتم الكشف عليهم يتم على الفور تحويل الحالات المشتبه بها الى قسم الامراض المعدية أين يخضع المعنيون للتحاليل المطلوبة والتي ترسل على الفور لمديرية الصحة التي تتكفل بدورها بإرسالها الى معهد باستور بالعاصمة. وفي نفس السياق ذكرت الدكتورة لطيفة مساسط رئيسة مصلحة الأمراض المعدية أنه بمجرد دخول المشتبه في إصابته بالمرض المذكور يتم منحه دواء طاميفلو لمدة 5 أيام مع أدوية مرافقة أخرى لعلاج مختلف أعراضه المرضية، وبعد ذلك يتم تحويله الى قاعة الحجر الصحي لمدة يومين آخرين الى غاية التأكد من تماثله للشفاء.