"بسيكوز" و إشاعات تنتشر بمدينة علي منجلي خلفت جريمتا القتل اللتين حدثتا خلال اليومين الماضيين بمدينة علي منجلي حالة من الرعب و الهلع “بسيكوز" في أوساط سكان المدينةالجديدة علي منجلي الذين صاروا يتناقلون الإشاعات عن حدوث جرائم قتل أخرى في مختلف الوحدات الجوارية و بمناطق معزولة عند أطراف المدينة التي صارت تأوي 200 ألف ساكن. الخوف صار يرافق الناس في علي منجلي و بسرعة انتشار الأحاديث في أوساط السكان حول العثور على جثة لفتاة هنا، و أخرى لرجل عند أطراف غابة البلوط و ثالثة لإمرأة قرب خزان المياه، تنتشر علامات الحيرة و الإستفهام على الوجوه، بينما تؤكد المصادر الأمنية الرسمية من شرطة و درك وطني عدم تسجيل أية حادثة وفاة أو قتل في المدينةالجديدة علي منجلي منذ صبيحة يوم 18 نوفمبر عندما تم التبليغ عن جريمة مقتل تاجر القماش، التي تحدثت عنها جريدة النصر في عددها أمس على صدر صفحتها الأولى . بينما تقوم الألسن بنشر الإشاعات يعترف السكان في علي منجلي أنهم صاروا لا يأمنون على حياتهم و لكنهم يقولون أن الخوف لم يكن غريبا عن يومياتهم قبل حدوث جريمتي القتل الأخيرتين، فقد انتشرت منذ مدة حوادث عنف بشكل ملفت، و تزايدت الاعتداءات على النساء و الأطفال في وضح النهار و صارت عصابات المنحرفين تستغل شساعة الرقعة الجغرافية بين أحياء و عمارات المدينةالجديدة المتوزعة بين الوحدات الجوارية التسعة عشر لتنفيذ عمليات نهب و اعتداء تحت التهديد بالسلاح الابيض و في وضح النهار. مصدر أمني نفى أن تكون عمليات الترحيل الأخيرة لسكان من الأحياء القصديرية إلى المدينةالجديدة وراء تزايد حدة العنف و انتشار الجريمة، و قال أن سكان فج الريح مثلا الذين يرى الناس أن الغالبية من شبابهم يشكلون عصابات انحراف و إجرام ليسوا أكثر إجراما من غيرهم و على العكس من الصورة النمطية التي صنعها الناس عنهم في الأذهان فهم مسالمون بسطاء لا يكادون يغادرون بيوتهم، موضحا أن المصالح الأمنية تجد صعوبة في التدخل في الأحياء التي يرفض سكانها التعاون مع الجهات المعنية لتحييد المجرمين و هو ما يعتبر بشكل من الأشكال تواطؤا و تسترا على المجرمين، و خاصة في ظل سيادة منطق “تخطي راسي" و شعور الناس بالأمن الزائف ما داموا ليسوا ضحايا مباشرين لعمليات العنف. من جهة أخرى ساعدت عملية الكشف و القبض على منفذي جريمة قتل تاجر القماش بعد ست ساعات من تبليغ زوجته عن الواقعة في نشر الطمأنينة و سط سكان على منجلي الذين صار تتبعهم لأخبار الجرائم ووقائع القتل شيئا من الفضول حول التفاصيل و الظروف التي جرت بها الوقائع و عن دوافع الجريمة و هوية المتورطين فيها و علاقاتهم بالضحية. و هي اهتمامات تخفي في باطنها خوفا من التعرض لمكروه مماثل و قال أحد الشبان أمس عند أداء صلاة الجنازة بمسجد السلام في علي منجلي على تاجر القماش أن علي منجلي صارت مقبرة مفتوحة ففي ثلاثة أيام وقعت خمس جرائم قتل على حد قوله فهناك فتاة قتلت بطعنات خنجر عندما أنزلها ثلاثة شبان من سيارة تحمل ترقيم ولاية مجاورة على الطريق الإجتنابي خلف الوحدة الجوارية 15 و هناك رجل تم العثور عليه مقتولا في غابة البلوط قرب خزان الماء، ساعات فقط بعد التبليغ عن جريمة حي “أوبيالاف" و يتحدث آخرون عن مقتل امرأة في الوحدة الجوارية الرابعة عشر، و كلها جرائم أكدت السلطات الأمنية في علي منجلي أنها لم تقع و لم تتدخل مصالح الشرطة أو الدرك لنقل أو معاينة أية جثة، لكن اتساع رقعة الإشاعات لتغطي المدينةالجديدة بكاملها و هي تحمل أخبارا مخيفة جعل من حالة “البسيكوز" تسيطر على الناس و كلما تغيب فرد من العائلة تزايدت المخاوف عن مصيره، بينما الجناة يقترفون أفعالهم تحت تأثير المهلوسات و لأغراض و دوافع شتى . ع.شابي