تألقي أمام البوسنة لا ينقص من قيمة مبولحي وهدفنا تجاوز الدور الأول في "الكان" إعتبر الحارس عزالدين دوخة المردود الذي قدمه في مباراة البوسنة ثمرة العمل الجاد الذي ما فتئ يقوم به مع فريقه و في المنتخب الوطني، ولم يبد تأثره الكبير بالهدف الذي تلقاه في آخر دقائق المواجهة، حيث نوه بالمجهود الذي بذله وبقية زملائه في مقابلة كانت فيها أرضية الميدان صعبة، وهو ما كشف عن دوخة في هذا الحوار الذي أجرته معه " النصر " على هامش لقاء الأربعاء الماضي، و الذي كشف فيه عن تفاؤله بالمشاركة الجزائرية في الكان القادمة،و كذا أمور أخرى. أديت مقابلة في المستوى و نلت ثقة المتتبعين، فما تقييمك لمردودك الشخصي؟ الأكيد أن كل عنصر في المنتخب يسعى لتقديم أفضل مردود بمجرد أن تتاح له الفرصة، والتواجد ضمن التشكيلة الأساسية يبقى هدف كل لاعب، لكن المردود الذي قدمته في لقاء البوسنة يعد ثمرة العمل الجاد الذي أقوم به منذ فترة طويلة، و تدريباتي المتواصلة مع إتحاد الحراش مكنتني من الحفاظ على روح المنافسة وتحسين المستوى مع مرور جولات البطولة، كما أننا نعمل في المنتخب بجدية كبيرة، كوننا على دراية بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقنا. كنت اكتشاف المباراة بلا منازع، وحليلوزيتش لم يتردد في التنويه بمردودك ؟ لم أقم سوى بواجبي، والكرات التي تصديت لها كانت بعد نجاحي في المحافظة على التركيز والتوازن، ولا أخفي عليكم سرا إذا قلت بأنه ليس من السهل على حارس المرمى الدخول مباشرة في أجواء المباراة، كنت أنتظر التصدي لأول كرة من أجل كسب الثقة، كما أن تواجد مدافعين ذوي خبرة أمثال مجاني ساعدني على اللعب بارتياح كبير، و بالتالي فإن تألقي في هذه المواجهة نتيجة عمل المجموعة، لأنني عنصر من المنتخب، وحاولت بذل قصارى الجهود للمحافظة على نظافة شباكي، إلا أن نقص التركيز في آخر الدقائق كلفنا هدفا مباغثا، رغم أننا كنا نستحق التعادل على الأقل، وعليه فإنني أعتبر تصريحات المدرب شرفا لي، لأنها إشارة واضحة إلى إقتناعه بالمردود الذي قدمته في هذه المقابلة، رغم أنني كنت أتمنى أن أنهي المباراة من دون تلقي أي هدف. هل يعني ذلك بأنك أصبحت جاهزا لشغل منصب الحارس الأساسي خلفا لمبولحي؟ هذا الأمر ليس من صلاحياتي فأنا عنصر في المجموعة، و كل اللاعبين جاهزين للمشاركة كأساسيين، لأننا نمتلك مجموعة منسجمة و متكاملة، ولا يهمنا من يلعب كأساسي أو يجلس على دكة البدلاء، أو حتى يبقى خارج القائمة الرسمية، لأن مسعانا هو البحث عن مصلحة المنتخب، وترك المكان للأكثر جاهزية، وعليه فإنني أؤكد بأن تواجدي كأساسي لا ينقص من قيمة زميلي مبولحي، لأن هذه المشاركة كانت من اختيار الطاقم الفني، ومبولحي كان قد شارك في التربص بصفة عادية، و كان بدوره جاهزا للمشاركة كأساسي في هذا اللقاء، لكن إعفاءه ليس معناه تراجع مستواه الفردي، بل أنه في فورمة عالية، و قد برهن على ذلك في المقابلتين الأخيرتين ضد ليبيا. نفهم من كلامك بأن خبرة مبولحي تبقيه الحارس رقم واحد في المنتخب؟ كما سبق و أن قلت فإن هذا الأمر ليس من صلاحيات أي لاعب، فنحن نسعى لضمان العمل الميداني بجدية كبيرة، و الإختيار يبقى للطاقم الفني، لأن هناك العديد من المعايير التي يستند إليها المدرب لإختيار العناصر الأكثر جاهزية، و بالنسبة لنا كحراس مرمى فإننا دوما جاهزون، و التركيز لم يكن إطلاقا على مبولحي بمفرده، بل أننا نحظى بنفس التحضير البدني و النفسي، وإذا كان هناك تقارب في الجاهزية يتم الإعتماد على صاحب الخبرة، وهو أمر أراه منطقيا، و لم يؤثر على معنوياتي إطلاقا، لأن التواجد ضمن تعداد المنتخب يبقى في حد ذاته مكسبا كبيرا لي، و ذلك بالدفاع عن ألوان بلدي، فضلا عن حصولي على فرصة الإحتكاك بزملاء ينشطون في الدوريات الأوروبية، ومسعاي هو مواصلة العمل بجدية. وكيف ترى حظوظ المنتخب الوطني في "الكان" قبل نحو شهرين من إنطلاق المنافسة؟ القرعة أوقعتنا في مجموعة صعبة إلى جانب منتخبات اعتادت التنافس على اللقب القاري، لكننا لا بد أن نتسلح بالثقة في النفس والإمكانيات، لأن الجزائريين برهنوا في الكثير من المناسبات بأنهم قادرون على رفع التحدي في المواعيد الحاسمة، و شخصيا أعتبر المقابلة الأولى ضد المنتخب التونسي الصعب، لأنها ستوضح الرؤية أكثر بخصوص مستقبلنا في هذه التظاهرة، و الفوز بها سيعطينا دفعا معنويا. إلا أن المجموعة تضم أيضا منتخبي الطوغو و كوت ديفوار؟ المنتخب الإيفواري يبقى واحدا من أقوى المنتخبات في القارة الإفريقية، وسنعمل على حسم الأمور قبل الجولة الثالثة و الأخيرة من الدور الأول، لذا فإننا سنركز أساسا على اللقاء الأول من أجل تفادي أي تعثر قد يكلفنا غاليا، و يزيد من الضغط علينا في مواجهة كوت ديفوار، هذا من دون التقليل من حجم منتخب الطوغو، لأن الجميع يعتقد بأن هذا المنتخب مبني على لاعب واحد فقط و هو نجمه أديبايور، لكن الأكيد أن تأهل هذا الفريق إلى النهائيات القارية دليل على قوته، لأن التصفيات أثبتت بأن التواجد في " الكان " ليس سهلا، ومنتخبات عديدة تحسن مستواها كثيرا. وهل أنت متفائل بالقدرة على بلوغ المربع الذهبي الذي يعد الهدف المسطر؟ هذا الحديث سابق لأوانه، لأننا لا بد أن نسير مشوارنا مباراة بمباراة، وهدفنا الرئيسي هو تجاوز الدور الأول، و المنافسة تسير بعدها في مواجهة مباشرة مع منافس واحد، و مع ذلك فإننا لا بد أن نتفاءل بقدرتنا على تأدية مشوار مشرف في " الكان "، لأن المنتخب تحسن كثيرا في الأشهر القليلة الماضية، كما أن اللاعبين واعون بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم، و سنسعى لبذل قصارى الجهود من أجل تحقيق مشوار إيجابي يتماشى و طموحات كل الجزائريين، حيث أننا سنقصد جنوب إفريقيا للدفاع عن حظوظنا إلى آخر لحظة، و إذا نجحنا في التتويج باللقب فإن ذلك سيكون أفضل هدية يمكن أن نقدمها للجزائر، ولن يكون هذا التتويج مفاجأة، لأن المنتخب يتواجد في مرتبة جد متقدمة في اللائحة العالمية، وهو الثاني في قارة إفريقيا بعد كوت ديفوار، و عليه فإننا لا بد أن نكسب الثقة في أنفسنا و ندخل المنافسة في ثوب أحد المرشحين للظفر بالتاج. لكن مشكل الإصابات يبقى يثير مخاوف الطاقم الفني؟ من المؤكد أن تعرض العديد من اللاعبين لإصابات في نفس المرحلة أثر كثيرا على حسابات الطاقم الفني، و الدليل على ذلك الغيابات المسجلة في المقابلة الودية ضد البوسنة، إلا أننا نبقى بحاجة ماسة إلى كافة العناصر في مثل هذه المواعيد الهامة، لأن كل المنتخبات ستكون بتعداد مكتمل، كون عامل الخبرة و التجربة يعتبر من أهم العوامل التي يراهن عليها، و بالتالي فإن آمالنا معلقة على تواجد كل العناصر جاهزة للسفر إلى جنوب إفريقيا، على أن يختار بعدها المدرب اللاعبين الذين يراهم الأنسب للمشاركة في الدورة.