البليديون يؤجلون عادة دعوات الإفطار الجماعية الى آخر رمضان من أهم العادات التي تعرفها ولاية البليدة في شهر رمضان المعظم، تبادل دعوات الإفطار بين الأقارب والجيران والأصدقاء، لكن هذه العادة الحسنة بدأت تتراجع في السنوات الأخيرة وخاصة هذا العام الذي يشهد ارتفاع الأسعار خاصة اللحوم الحمراء والبيضاء. ومع ذلك ما زال "البليدي" متمسك بهذه العادة الأصيلة لكنه أجل دعوة الإفطار لأصدقائه أو أقربائه الى الأيام الأخيرة من شهر رمضان أملا في انخفاض الأسعار باعتبار أن توجه الصائمين في الأسبوع الأخير من رمضان يكون نحو حلويات العيد وألبسة الأطفال بالاضافة الى ذلك فإن الذي ساهم أكثر في تراجع هذه العادة الرمضانية هذا الموسم الارتفاع الملفت في اللحوم البيضاء التي تعد الطبق الأساسي لإكرام الضيف بهذه الولاية لكن سعرها لم ينزل من 350 دينار للكيلو غرام الواحد في شهر رمضان. وتبقى العديد من العائلات تنتظر انخفاض أسعار اللحوم البيضاء في الأسبوع الأخير من الشهر الفضيل لإفطار الصائمين من الأقارب والأصدقاء والجيران. أما عن اللحوم الحمراء فلا أحد من العائلات البليدية البسيطة يفكر في جعلها طبقا رئيسيا أمام ارتفاع أسعارها واستقرارها في 900 دينار للكيلوغرام الواحد، وما يحضر من هذه اللحوم سوى "الشربة" أو طبق "اللحم الحلو" وبكميات قليلة، بالاضافة الى ذلك فإن اللحوم المجمدة المستوردة تعرف عزوفا كبيرا للبليديين الذين يرفضون تقديمها للضيوف ويعتبرون ذلك تقليلا من شأن المدعوين.ومن خلال بعض الأصداء التي رصدناها في هذا الموضوع يقول السيد (أحمد.ن) أنه تعود كل سنة على دعوة عدد من أقاربه وأصدقائه للإفطار في شهر رمضان، لكنه هذا العام اختصر الدعوة على صديق واحد قدم من المهجر وذكر أن ارتفاع الأسعار جعلته يتفادى هذه الدعوات، خاصة أن سعر الدجاج لم ينزل في شهر رمضان عن 350 دينار عكس تطمينات المسؤولين التي كانت تؤكد في الأيام الأولى بأن سعره سينخفض إلى مابين 200 و250 دينار. وفي الإطار ذاته يقول (سعيد.م) أنه ينتظر انخفاض الأسعار في الأيام الأخيرة من شهر رمضان لعله يستطيع دعوة بعض أقاربه للإفطار على مائدة الصيام، ويضيف أن ارتفاع الأسعار جعله يتخلى حتى في مائدة إفطاره اليومية عن الكثير من الكماليات. ونفس الكلام يذكر عمي أحمد الذي يقول أن من بين ما كان يمتاز به الشهر الكريم ويزيد من حلاوته وتدعم روابط التآخي والتكافل والتضامن بين العائلات هي تبادل دعوات الإفطار لكن إرتفاع الأسعار جعل العديد من العائلات تتخلى عن ذلك مما أفقد المناسبة - حسبه - الكثير من خصوصياتها وأجوائها المميزة.