بن بوزيد يكشف إجراءاته لضمان دخول مدرسي هادئ يلتقي اليوم وزير التربية أبو بكر بن بوزيد بمديري التربية على المستوى الوطني، بعد اللقاءات التي جمعته مع مدراء التربية للوسط والشرق والغرب وكذا ولايات الجنوب، ومن المنتظر أن يعرض وزير التربية أهم القرارات التي تم اتخاذها لضمان دخول مدرسي عادي، خاصة بعد التهديدات التي أطلقتها بعض التنظيمات النقابية بعرقلة الدخول الجديد، إضافة إلى الجدل الذي أثير في أوساط الأسرة التربوية مؤخرا بعد قرار الوزارة إلزام مديري التربية بعقود نجاعة، وتهديدها بطرد الأساتذة المتقاعسين. اللقاء الذي يجمع اليوم وزير التربية بمديري التربية على المستوى الوطني، سيكون من اجل إعطاء أخر التعليمات لإنجاح الدخول المدرسي الجديد، قبل أيام من موعده المقرر في ال13 سبتمبر الجاري،وسط مخاوف من عودة الإضرابات إلى القطاع مع بداية السنة الدراسية، خاصة بعد تهديد تنسيقية المساعدين التربويين بالاضراب، ما دفع الوزارة إلى برمجة لقاء مع قيادة التنسيقية الوطنية للمساعدين التربويين هذا الأسبوع، حيث تعهدت وزارة التربية بدراسة انشغالات المساعدين التربويين واستكمال المفاوضات التي جمدت منذ شهر ماي الماضي.ومن المنتظر أن يتم خلال الاجتماع التطرق إلى بعض المشاكل التي يعرفها القطاع، خاصة ما يتعلق بتأخر موعد استلام بعض المنشات التربوية الجديدة، والصعوبات التي تواجه مدراء التربية في التحضير للدخول المقبل، خاصة تلك المتعلقة بالمناصب المالية، وهو الانشغال الذي طرح في احد الاجتماعات التي عقدها الوزير مع مدراء قطاعه الجهويين، والتزم برفع الانشغال أمام رئيس الجمهورية خلال جلسة الاستماع.وكان الوزير قد كشف عن تنصيب لجنة مركزية وظيفتها السهر على تسيير المؤسسات التربوية الوطنية و من بينها تلك التابعة لمنطقة الجنوب، و دائما في إطار الإجراءات الجديدة التي ستدخل حيز التطبيق مع الدخول المدرسي (2010-2011 ) سيتم نهاية سبتمبر المقبل تنصيب لجنة مشتركة للوتيرة ستسند لها مهمة تنظيم البرامج البيداغوجية والعطل و رزنامة التوقيت المدرسي وغيرها من الجوانب المتعلقة بالمجال المدرسي. وسيتم تنصيب مفتشية بيداغوجية خاصة بولايات الجنوب مع الدخول المقبل مهمتها مراقبة و متابعة سير المؤسسات التربوية بهذه المناطق التي تبقى نتائجها لحد الآن بعيدة عن المعدل الوطني. كما سيشرع قطاع التربية ابتداء من الدخول الجديد في سياسة تقويمية جديدة في متابعة كل المؤسسات التربوية ترتكز على عقود نجاعة سيتم إبرامها مع مديريات التربية.و تهدف هذه الخطوة إلى رفع "العائق الأكبر" الذي يواجهه القطاع في مسار الإصلاح و المتمثل في التسيير بشقيه البيداغوجي و الإداري و الذي يستدعي حله "وضع صيغة منظمة ضمن مشروع المؤسسة الذي يجب أن ينطلق من عناصر ملموسة و يرتكز على مسح شامل للإمكانيات المرصودة و النتائج المحصل عليها" يوضح السيد بن بوزيد.ومن المنتظر أن يتطرق الوزير مجددا إلى بعض التوجيهات التي قدمها في اجتماعاته السابقة مع مديري التربية، خاصة مسألة الغيابات التي تعرقل المسار البيداغوجي، حيث سبق وان طالب بن بوزيد من مدراء التربية بوضع حوصلة لغيابات الأساتذة خاصة في الأقسام المصيرية مشددا على أن "الجزاء سيكون مباشرة بعد ارتكاب الخطأ" في إشارة منه إلى قرار الفصل بعد الغياب الثالث، إضافة إلى ضرورة معالجة المشاكل العالقة في بعض المؤسسات.كما سيحسم الوزير في عدة ملفات هامة منها مسالة توزيع منحة التمدرس، بحيث تم بتخصيص 900 مليار سنتيم للمنحة المدرسية التي يستفيد منها حوالي 3 ملايين تلميذ والمقدرة ب3 آلاف دينار، وكان الوزير قد قام بإصدار تعليمة لمديري التربية للبدء في صرف المنحة ابتداء من أول يوم للدخول المدرسي. وسيتم تقديمها في بعض الولايات قبل الدخول المدرسي كون التلاميذ في بعض المدارس التربوية متواجدة بالقرب من تلاميذها مما يسهل عليها تقديم هذه المنحة.كما سيتم ضبط عملية توزيع الكتب المدرسية، وتسيير المخزون الذي وفرته الوزارة لتفادي أي طارئ، بحيث أوضح مسؤول بالوزارة، انه تحسبا للدخول المدرسي تم توفير 60 مليون كتاب بغلاف مالي قدره 650 مليار سنتيم، مشيرا إلى أن الكتب متوفرة حاليا بالمؤسسات التربوية بنوعية راقية وتم تخصيص 10 بالمائة كاحتياط لتغطية كل الطلبات ووضع حد لمشكل الكتاب المدرسي الذي شهدته المدرسة الجزائرية في السنوات الأخيرة.وسيستفيد 3 ملايين و900 ألف تلميذ من الكتاب المدرسي بصفة مجانية أي ما يعادل 40 بالمائة من العدد الإجمالي للتلاميذ، مشيرا أن الكتب المجانية سيستفيد منها تلاميذ الأقسام التحضيرية والسنة الأولى ابتدائي وأبناء عمال قطاع التربية.