الوضع المتأزم بمالي و ليبيا ساعد عصابات التهريب على التزود بأحدث الأسلحة و وسائل الإتصال المتطورة حجز قناطير من المخدرات و الأسلحة و قذائف " أر بي جي " تشهد المناطق الحدودية لولاية أدرار في أقصى الجنوب الغربي للجزائر ، تزايدا مضطردا لعمليات التهريب و التجارة غير الشرعية خصوصا على الحدود مع دولة مالي ، بحيث سجلت مصالح الدرك الوطني و الجمارك بالتنسيق مع قوات الجيش الوطني عديد التدخلات التي أسفرت عن حجز كميات معتبرة من المخدرات و الأسلحة و المازوت و المواد الغذائية المهربة عبر الشريط الحدودي في أقصى الجنوب الجزائري على نقاط التماس مع دول الجوار ، خاصة بمنطقتي برج باجي مختار و تيمياوين المحاذيتين لدولة مالي ، و استغلال المهربين بين البلدين للوضع المتأزم و النزاع القائم بين مختلف التنظيمات المسلحة بشمال مالي و نقص التموين بمختلف المواد لترويج نشاطهم المحظور . مبعوث النصر إلى أدرار: عثمان بوعبد الله و بحسب مصادر " النصر " فقد زادت خطورة عصابات التهريب مع انتشار الأسلحة الثقيلة في الساحل الإفريقي ، و تزود هذه العصابات بمعدات و أسلحة متطورة تستعملها في عمليات التهريب و التصدي لقوات الأمن و مصالح الجمارك أثناء عمليات المطاردة على الشريط الحدودي و عبر المسالك الوعرة في قلب الصحراء على شساعتها بالإضافة إلى المعرفة الجيدة للمهربين بتضاريس المنطقة و مسالكها الوعرة و اعتمادهم على طرق تمويهية في محاولات الهروب من قبضة مصالح الجمارك و الدرك الوطني . و قد أضيفت إلى قائمة المواد المهربة و التجارة غير المشروعة ، فضلا عن المخدرات و المواد الغذائية و المواد الطاقوية ، عمليات تهريب و المتاجرة بالأسلحة من مختلف الأنواع و الأصناف التي انتشرت في الساحل الإفريقي بوتيرة متزايدة ، منذ بداية النزاع في شمال مالي و سيطرة أربعة تنظيمات مسلحة على الوضع بالمنطقة غداة انسحاب الجيش النظامي و الإطاحة بالرئيس " أمادو توماني توري " في النزاع المسلح الذي قادته جماعات حركة الأزواد المطالبة بتحرير شمال مالي ، و هو ما سمح بظهور تنظيمات مسلحة موازية منها الجماعات الإرهابية التابعة لما يسمى " بتنطيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " و " جماعة أنصار الدين " و " حركة التوحيد و الجهاد " ، هذا إلى جانب تداعيات الأزمة الليبية التي أفرزت مافيا السلاح ، و أغرقت دول الساحل الإفريقي بأسلحة ثقيلة أضحت في متناول مختلف العصابات على اختلاف مشاربها و أهدافها . و على الرغم من تحصين الحدود الجزائرية و فرض حراسة مشددة على الشريط الحدودي ، و مراقبة حركة تنقلات الأشخاص و السلع ، يبقى النزاع في شمال مالي يدلي بإفرازاته على المنطقة ، أمام تزايد حركة الهجرة غير الشرعية من مالي و الحاجة الملحة للتموين بمختلف المواد الغذائية و الطاقوية البعيدة عن الطرق المشروعة في عملية المبادلات التجارية ، و هو ما استغلته عصابات التهريب للحصول على الأسلحة مقابل تهريب هذه المواد ، في وقت يتواجد فيه مركز حدودي ببرج باجي مختار لتسهيل حركة الأشخاص و التجارة المشروعة التي ترتكز على تجارة المقايضة رجال الدرك و الجمارك في مواجهة عصابات التهريب ... حجز قناطير من المخدرات و الأسلحة و المواد الغذائية و الطاقوية يقابل نشاط التجارة غير المشروعة و التهريب للمواد الممنوعة بيقظة من طرف وحدات الدرك الوطني و كذا مصالح الجمارك بالتنسيق مع قوات الجيش الشعبي الوطني ، التي كثفت من عمليات الترصد لتحركات مختلف العصابات و اختراقها عبر إقليم ولاية أدرار ، هذه الولاية الحدودية التي تتميز بشاعة مساحتها المقدرة ب 427000 كيلومتر مربع ، و التقاء شريطها الحدودي مع دولتي مالي و موريتانيا و 05 ولايات تحيط بها من مختلف الجوانب ، الأمر الذي ضاعف من نشاط عصابات التهريب حسب الأرقام و المعطيات التي تتوفر عليها النصر ، و المعلومات المستقاة من مصادر محلية موثوقة ، منها تمكن كتيبة الدرك الوطني ببرج باجي مختار أواخر الشهر الفارط من الإيقاع بمجموعة إرهابية تسللت عبر الشريط الحدودي من شمال مالي متكونة من ثلاثة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 29 و 40 سنة و التصدي لمحاولة تهريب أسلحة و استرجاع سلاح من نوع " كلاشينكوف " و مقذوف خاص بأسلحة " الأربيجي 07 " و أجهزة هاتف من نوع " الثريا " و مركبة من نوع " طويوطا ستايشن " كانت بحوزتهم ، كما تمكنت مختلف الوحدات من توقيف 23 شخصا خلال شهر نوفمبر الفارط في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية ، بعد تمكنهم من دخول أرض الوطن عبر الشريط الحدودي ببرج باجي مختار و تيمياوين هروبا من النزاع القائم بشمال مالي ، من بينهم 18 شخصا تتراوح أعمارهم بين 25 و 38 سنة ضبطوا بتهمة الهجرة غير الشرعية و 05 أشخاص من النازحين الماليين بتهمة الإقامة غير الشرعية ، في وقت يتم استقبال لاجئين من شمال مالي في مركز اللاجئين ببرج باجي مختار يشرف عليه الهلال الأحمر الجزائري . قناطير من المخدرات تعبر الحدود الجزائرية ... مهربوها مدججين بأحدث وسائل الاتصال و الأسلحة تكشف مصادر النصر في جولتها إلى ولاية أدرار ، عن الإفرازات التي خلفتها الحرب في شمال مالي و انعكاسها على عصابات التهريب بعد إغراق المنطقة بأسلحة متطورة ، حيث أصبحت هذه العصابات تحوز على أسلحة جد متطورة و وسائل اتصال حديثة بما فيها هواتف " الثريا" ، يضاف إليها تحلي المهربين بحب المغامرة و التوغل في قلب الصحراء بحكم معرفتهم الجيدة للمسالك الصحراوية ، و اعتمادهم على طرق التمويه لإبعاد الشبهات أو الهروب من مطاردة قوات الأمن و مصالح الجمارك ، و كذا استغلال فترات العواصف الرملية للتوغل عبر الصحراء الجزائرية على شساعتها ، و من بين أخطر العصابات هي عصابات تهريب المخدرات من الدول المجاورة ، مستغلين في ذلك تشعب المسالك و شساعة المساحة بين المدن الصحراوية التي تزيد مسافتها عن مئات الكيلومترات ، و هو ما يستدعي في الكثير من العمليات التنسيق المكثف بين مصالح الجمارك و قوات الأمن و الجيش الشعبي الوطني لردع المخالفين و توقيف أفراد عصابات التهريب في مطاردات عبر مسالك ضيقة و تضاريس وعرة عادة ما يتم على إثرها حجز كميات معتبرة من المخدرات بما فيها الكيف المعالج و الأفيون ، و لعل من أهمها تمكن مصالح الجمارك بولاية أدرار من حجز كمية معتبرة من المخدرات قدرها 14.25 قنطارا في عملية نوعية مكنت من توقيف مجموعة من المهربين مدججين بالأسلحة و استرجاع كمية من السلاح و الذخيرة و مركبتين إحداهما تعرضت للحرق . الإطاحة بعصابة خطيرة و حجز كميات معتبرة من المواد الغذائية و المازوت المهرب باتجاه مالي تستغل عصابات التهريب الوضع في مالي و ما ترتب عنه من نقص في المؤونة و المواد الطاقوية مثل المازوت لتحقيق أرباح على حساب الإقتصاد الوطني ، و تغامر مختلف العصابات في نقل مثل هذه المواد إلى شمال مالي ، كما تتعامل بعض العصابات مع تنظيمات مسلحة خطيرة في شمال مالي في عمليات مبادلة المواد الغذائية بمواد محظورة .و قد كللت تدخلات مصالح الدرك و الجمارك بحجز كميات معتبرة من المواد الغذائية المهربة ، و قدرت كميات المحجوزات في عمليات نوعية لفرق الدرك في قلب صحراء أدرار عن حجز كميات معتبرة من مادة المازوت خلال الأسابيع الأخيرة ، ففي شهر نوفمبر فقط تم حجز كمية من المازوت قدرها 25620 لترا و ما يزيد عن 21950كيلوغرا ما من مادة الفرينة ، إلى جانب حجز حمولات من الألبسة المعدة للتهريب ، و هذا في مطاردات لعصابات التهريب أسفرت عن استرجاع الكميات المذكورة و توقيف المهربين ، مع استرجاع ثلاثة مركبات تستغل في عمليات التهريب طويوطا من نوع ستايشن و شاحنة من نوع " جي بي أش " و مركبة من نوع " طويوطا ف ج 80 " . عمليات سطو تستهدف السيارات الرباعية الدفع بأدرار لا تكاد أخبار عمليات السطو و سرقة المركبات التي تتأقلم مع طبيعة التضاريس الصحراوية مثل مركبات رباعية الدفع من نوع " طويوطا " ، تخلو عن يوميات و حديث سكان ولاية أدرار في مختلف المناطق التي قمنا بزيارتها ، و مرد كل هذا هو تسجيل عدد معتبر من عمليات السطو على مثل هذه المركبات بما فيها مركبات تابعة لمسؤولين في دوائر الولاية و كذا مؤسسات و خواص بالمنطقة ، منها عمليات سرقة استهدفت سيارة من نوع " طويوطا هيليكس " بقصر سيدي يوسف ببلدية فنوغيل ، تمكنت مصالح الدرك من استرجاعها و توقيف متورطين في القضية بإقليم بلدية أولاد محمود ، هذا إلى جانب عمليات سطو أخرى طالت مركبات بإقليم دوائر تيميمون و برج باجي مختار يرجح أن تكون لعصابات التهريب يد فيها .