القوات الفرنسية تواصل التوجه شمالا و التوارق ينزحون نحو الحدود الجزائرية قدر وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان أمس عدد القوات الفرنسية المتواجدة على الأرض في مالي بألفي جندي و قال أن عدد الجنود الفرنسيين الذين كان مقررا نشرهم في مهمة مالي سيرتفع من 2500 في البداية إلى 4000 جندي و أن المهمة العسكرية الفرنسية ستستمر إلى غاية تحقيق هدفها، و نفى الوزير أن تكون معارك برية قد جرت امس في مدينة ديابالي 400 كيلومتر عن باماكو. و قالت مصادر إعلامية أن الطيران الفرنسي قصف عددا من السيارات كان يستعملها المقاتلون الإسلاميون في الجهة المحاذية للحدود مع موريطانيا و قد تم تدمير أربع سيارات في القصف على بعد 255 كيلومتر عن الحدود في مدينة نيما، و قد طلب عشرات الموريتانيين إخراجهم من بلدة نيونو التي حوصروا فيها. و قد توجه العشرات من سكان شمال مالي من قبائل التوارق نحو الحدود الجزائرية، و حزم آلاف التوارق متاعهم في رحلة بحث عن الأمن تجاه مدينتي تين زواتين و تيمياوين على أقصى الحدود الجنوبية للجزائر، حسب نائب رئيس بلدية كيدال السابق الذي قال ان المدينة التي كان بها 25 ألف ساكن باتت خالية من الناس الذين نزحوا نحو الشمال خوفا من القصف الجوي و من تجاوزات الجنود الماليين إذا استعادوا السيطرة على المدينة. بينما تحدثت الأنباء عن وقوع حالات اعتداء على بعضهم و قام بعض الماليين بالانتقام من أشخاص كانوا يساندون نظام الجماعات الإسلامية المفروض عليهم منذ أن استولى المقاتلون الإسلاميون على مناطق شمال البلاد، و قد قام عدد من سكان مدينة غاو بقتل قائد الشرطة الإسلامية في المدينة بعد مغادرة المسلحين من تنظيم حركة التوحيد و الجهاد حسب تأكيدات مسؤولين محليين في غاو و مدير محطة إذاعة محلية تم قتل صحفي يعمل بها لاتهامه بالتواصل مع العدو من طرف الجماعات الإسلامية المسيطرة هناك. و أعلنت القوات التشادية المشاركة في عملية "ميسما" و قوامها ألفي جندي تعول عليهم فرنسا كثيرا لمساعدتها في حرب شمال مالي أنها ستدخل مالي من مدينة غاو القريبة منها بدل من توجهها إلى باماكو و منها تتجه شمالا، في محاولة لوضع المقاتلين الإسلاميين بين فكي كماشة و منع تسللهم إلى مناطق و دول أخرى مجاورة. و تناقلت التقارير وقوع الكثير من الاعتداءات على الماليين من الشمال و هم من القبائل العربية و التوارق من غير السود و هو ما نشر حالة من الخوف في أوساط أولئك الماليين ذوي البشرة الفاتحة. و قد حذرت منظمات حقوقية من مخاطر التطهير العرقي الذي قد تمارسه القوات المالية المدعومة من الجيش الفرنسي ضد الشماليين من التوارق، الذين ينظر إليهم كمساندين للجماعات الإسلامية التي استولت على منطقة أزواد و كبدت الجيش المالي خسائر فادحة انتهت بدحره إلى الجنوب. من جهته ألح وزير الخارجية لوران فابيوس على قادة دول مجموعة "إيكواس" في الإسراع بنشر جنودهم و قواتهم التي وعدوا بها في مهمة "ميسما" الأممية، بينما تظاهر عشرات الماليين في باماكو مرحبين بالجنود الفرنسيين . ع.ش