الطيران الحربي الفرنسي يقصف مواقع في غاو و كيدال شنت طائرات مقاتلة فرنسية من نوع "رافال" أمس غارات على مدينة غاو في شمال شرق مالي مستهدفة مواقع و قواعد لحركة التوحيد و الجهاد في غرب أفريقيا المعروفة اختصارا باسم "ميجاو" و ذكر بيان لوزارة الدفاع الفرنسية أن الطيران الحربي الفرنسي استهدف في تلك الهجومات مواقع للتدريب و مخازن لوجيستية للحركة التي تسيطر على أجزاء من شمال مالي منذ عدة أشهر. كما قصفت طائرات فرنسية قاعدة للإسلاميين من جماعة أنصار الدين في مدينة أغابو على بعد 50 كيلومترا من مدينة كيدال في شمال مالي، و نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر أمني بالجهة أن الموقع المستهدف كانت به شحنات من الوقود و مخازن الذخيرة تستعملها جماعة انصار الدين، بينما لم يتسن تحديد حجم الخسائر التي ألحقتها الضربات الجوية بالقاعدة. و نقلت وكالات الأنباء عن سكان في المدينة سماعهم دوي انفجارات هائلة في و اهتزاز للمباني و قد غادر العشرات من الجهاديين مواقعهم ، بينما تتحدث أخبار عن سقوط عدد من القتلى المدنيين في تلك الغارات، أغلبهم من السكان المحليين الذين أقاموا في تلك المباني الحكومية المهجورة منذ تسعة أشهر. "كانت هناك العشرات من الضربات الجوية و قد رأى سكان غاو أعمدة الدخان تتصاعد من معسكرات حركة التوحيد و الجهاد، بينما غادر مقاتلو الحركة المدينة إلى جهات أخرى" حسب شهود عيان نقلت عنهم وكالة الأنباء الفرنسية. و طالب بعض السكان حسب نفس المصدر بسرعة وصول عناصر الجيش المالي للتموقع في غاو قبل عودة الإسلاميين إليها و تقع مدينة غاو على بعد 1200 كيلومتر شمال شرق العاصمة باماكو و كانت فيها مراكز للجهاديين الإسلاميين، كما تمركزت بها حركة تحرير الأزواد التي قادت حركة التمرد على الحكومة المركزية العام الماضي. في ظل تواصل العمليات العسكرية الفرنسية باستخدام سلاح الجو، تواصلت أيضا الحشود العسكرية من مختلف دول المنظمة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، و أعلنت بريطانيا عن إرسال طائرات شحن للمساعدة في تقديم الدعم للجيش الفرنسي في عملياته على التراب المالي، و قالت أنها لن ترسل جنودها الى ساحات المعارك، بينما اشارت الأنباء الى تعزيز الولاياتالمتحدةالأمريكية لمهامها الاستخباراتية في منطقة الساحل و عن قيامها بعمليات مراقبة جوية واسعة في الفضاء الصحراوي الشاسع و من المحتمل أن تقدم واشنطن مساعداتها اللوجستية و معلوماتها عن المواقع التي يتواجد بها المقاتلون الإسلاميون للقوات الإفريقية المزمع نشرها في مالي لمساعدة الجيش الحكومي على استعادة السيطرة في مدن الجزء الشمالي من البلاد. في تمنراست و هي المنطقة الجزائرية الأقرب إلى شمال مالي اشارت مصادر محلية أن التطورات الميدانية للحرب التي تشنها فرنسا فرضت على السكان التقليل من تحركاتهم و قد توقفت رحلات قوافل التجار العابر للحدود بين البلدين كما أن الزيارات العائلية بين أفراد قبائل التوارق لم تعد كما كانت في الأيام السابقة و ذكر مصدر من المدينة أن الحرب لا تزال بعيدة عن عاصمة الهوقار لكن التوارق بدأوا يحسون بوقعها على يومياتهم.