فيلم"الشتاء الأخير"يلخص ذاكرة شهداء عوينة الفول شهدت ابتدائية محمد الغسيري بحي عوينة الفول بمدينة قسنطينة الأسبوع الماضي عودة أحد تلاميذها القدامى الكاتب الروائي بدر الدين ميلي رفقة طاقم فني وتقني لمتابعة تجسيد أحداث عاشها في طفولته مقتبسة عن روايته التاريخية " الفتحة والحصن " يقوم المخرج حسين ناصف بتصوير مشاهدها في فيلم " الشتاء الأخير " لتكون جاهزة للبث عبر التلفزيون الجزائري في عيد الإستقلال القادم ، وكل أمله أن يحدث هذا العمل ثورة في الإنتاج الجزائري على غرار القفزة التي حققها مسلسل " الحريق " لمصطفى بديع في مجال الإنتاج التلفزيوني . الكاتب أوضح في لقاء بالنصر،على هامش تصوير المشاهد الأولى من الفيلم بمدرسة "أريستيد بريان "سابقا،التي تابع بها تعليمه الابتدائي، باعتباره ابن هذا الحي الشعبي ، بأن هذا العمل المزمع بثه عبر التليفزيون الجزائري،الجهة المنتجة لهذا العمل الدرامي في الخامس من شهر جويلية القادم ، يتضمن ثلاثة أجزاء مدة كل منها ساعة و نصف. و قد أسند مهمة إخراجه في البداية إلى المخرج الجزائري المقيم بهولندا كريم طرايدية الذي تعاون معه في اقتباس سيناريو الفيلم عن ثلاثيته الروائية "الفتحة و الحصن" الصادرة سنة 2009 ليتكفل لاحقا مدير القناة الاذاعية الأولى فتحي سعيداني بكتابة الحوار .و بخصوص سؤالنا عن أسباب انسحاب طرايدية قبل أسابيع من التصوير، رد محدثنا بأن انجاز الفيلم يتطلب العمل الدؤوب المتواصل، في حين الحالة الصحية للمخرج لا تسمح بذلك.لهذا تم تعويضه بالمخرج حسين ناصف لأنه كما أكد قدم العديد من الأعمال التليفزيونية الناجحة .كما أنه ابن قسنطينة و مطلع على تراثها و طالما سلط الضوء في أعماله على الوجه المشرق و المشرف للمدينة. و لم نقاوم رغبتنا الملحة في سؤاله إذا لم يخش أن يقدم عمله بشكل مغاير لتوقعاته، خاصة و أنه يخوض أول تجربة له في عالم الأفلام، فأجاب بأنه ليس غريبا عن هذا المجال فقد عمل كمدير مركزي للسمعي البصري في وزارة الاتصال و الثقافة و كصحفي و مسؤول بالإذاعة و التليفزيون، قبل أن يلتحق بوكالة الأنباء الجزائرية كمدير عام.و أضاف بأنه حريص على متابعة كل خطوات تجسيد المشروع بحيث تطابق الرواية الأصلية ترجمتها السينماطوغرافية. وقال بأنه و المخرج حسين ناصف عازمان على أن يحدث "الشتاء الأخير"نفس مفعول أول مسلسل برصيد التليفزيون الجزائري و هو مسلسل "الحريق"لمصطفى بديع. فقد أحدث آنذاك نقلة نوعية و ثورة في مجال الانتاج التليفزيوني. متمنيا أن ينقل فيلمه، الذي يعتمد بالإضافة إلى قوة المضمون على تقنيات عصرية عالية في التصوير و الاخراج ،الانتاج الجزائري إلى مرحلة جديدة و متطورة في تاريخه. و ذكر بأنه حاول من خلال ثلاثيته و هذا الفيلم أن يبرز الصراع الذي عاشه في الخمسينات تلاميذ مدرسة محمد الغسيري التي كانت تعرف بمدرسة الأهالي وهم عينة من التلاميذ الجزائريين الذين درسوا على يد معلمين فرنسيين. فقد نشأوا بين أحضان ثقافة عربية أصيلة ثم وجدوا أنفسهم بمدارس تروج لثقافة و لغة و شعارات غريبة عنهم، فرفعوا التحدي و تمسكوا بأصالتهم و هذا بحد ذاته حسبه من مظاهر الكفاح الذي تطور في الكبر إلى محاربة المستعمر بنفس أسلحته. و أن الفيلم يروي ملحمة ثورية احتضنها الحي الشعبي الفقير عوينة الفول من خلال يوميات بعض العائلات من بينها عائلة بطل الفيلم"سطوفة" ، حيث اندلعت معركة قسنطينة بين 1957 و 1959 و استشهد الكثير من أبناء "الحومة" و بقية أحياء المدينة. و اعترف الكاتب بأن سطوفة يحمل بعض ملامح شخصيته و يجسد من خلاله بعض ذكرياته و أمجاد مدينته .و يعتبر ذلك دينا على عاتقه إزاء ذاكرة المكان و ذكرى الشهداء الذين كانوا يكبرونه سنا و تعرف على العديد منهم في طفولته مثل مسعود بو جريو و عبد الحميد كغوش و علي زعموش وغيرهم من شهداء الوطن الذين يخلدهم من خلال هذا العمل. بخصوص الممثلين،قال بأنه تم انتقاء طفل اسمه معتز مخبي لتقمص شخصية البطل سطوفة في طفولته ، و من بين الممثلين المعروفين الذين يتقمصون الأدوار الرئيسية ذكر محمد الطاهر الزاوي و موني بوعلام و نور الدين بشكري و فايزة آمال بمجموع 120 ممثلا.