المخرج كريم طرايدية يبحث عن بطل "الشتاء الأخير" كشفت مسيرة شركة "ألجيري انفست.كوم»للإنتاج السمعي البصري بأن عملية ال"كاستينغ"المخصصة لانتقاء ممثلين مناسبين لتقمص شخصيات الفيلم التاريخي و الثوري الجديد "الشتاء الأخير"لا تزال مفتوحة، فبعد الانتهاء من اختيار الممثلين الراشدين في نوفمبر المنصرم،حان موعد انتقاء أطفال و مراهقين تتراوح أعمارهم بين 7 و 18 عاما لأداء بقية الأدوار و من بينها دور بطل هذا العمل الذي أسندت مهمة اخراجه للجزائري المقيم بهولندا كريم طرايدية و من المنتظر أن ينطلق تصويره بحي عوينة الفول الشعبي بقلب مدينة قسنطينة بعد أسابيع. ذات المسؤولة أوضحت في اتصال للنصر،بأن هذا الفيلم الذي اختير له عنوان "الشتاء الأخير"قام باقتباسه المخرج كريم طرايدية من رواية المدير العام السابق لوكالة الأنباء الجزائرية بدر الدين ميلي»الفتحة و الحصن» و تكفل بكتابة السيناريو و الحوار ليتناسب مع لغة الصورة و متطلبات و شروط الأعمال السينمائية . و بمجرد الانتهاء من المراحل الأخيرة من الكاستينغ و ضبط مخطط العمل سينطلق التصوير خلال الأسابيع المقبلة من حي عوينة الفول بقسنطينة.و أشارت إلى أن الكاستينغ الذي نظم على مرحلتين يومي 14 و 24 نوفمبر الفارط بدار الثقافة محمد العيد آل خليفة بوسط هذه المدينة أسفر عن ضبط قائمة بأسماء الممثلين المعروفين و كذا الوجوه الجديدة من فئات الراشدين المرشحين لتقمص شخصيات الفيلم و خلال نفس الشهر تم تنظيم كاستينغ مماثل بالجزائر العاصمة. و امتنعت محدثتنا عن ذكر أسماء الأشخاص الذين اختيروا للأدوار الرئيسية لأن القائمة حسبها ليست نهائية و لم يتم بعد توقيع العقود.و بالنسبة للكاستينغ المبرمج لانتقاء الأطفال و المراهقين،شرحت بأنه موجه للأطفال الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و 12 عاما من جهة و للمراهقين و المراهقات الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 18 عاما من جهة أخرى و ذلك لتقمص بقية الأدوار و من بينها شخصية بطل الفيلم عندما كان صغيرا مشيرة إلى أنها تفضل أن يجيد المرشحون التحدث باللهجة القسنطينية . و شددت بأن «الشتاء الأخير»ينجز في إطار البرنامج المخصص للاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال و بالتالي فهو ثوري يخلد مراحل هامة في تاريخ بلادنا و ترجو أن يفهم و يتفهم ذلك سكان عوينة الفول و باقي أحياء قسنطينة التي ستحتضن تصوير عمل حولها و منها و إليها.و بخصوص سؤالنا عن كيفية تكييف الوضعية المزرية للحي الشعبي عوينة الفول الذي فقد معالمه و خصائصه القديمة التي تعود إلى مرحلة الحرب العالمية الثانية و كافة فصول المقاومة الشعبية قبل و أثناء الثورة التحريرية الى غاية الاستقلال، و قد صورتها رواية «الفتحة و الحصن»لبدر الدين ميلي بدقة متناهية،شرحت بأن طاقم الفيلم قدم إلى قسنطينة و التقط صورا عديدة و حدد أماكن التصوير و قرر إعادة تصميم و بناء مستلزمات الديكور لضمان الصدق و المصداقية التاريخية .و سألنا المسؤولة عن تسيير الإنتاج إذا كان المخرج كريم طرايدية الذي يقيم منذ أكثر من 20 عاما، قد قرر الاعتماد على تجهيزات و معدات تقنية أجنبية أو ربما جلب طاقما تقنيا أجنبيا لانجاز فيلمه ،فردت بأن هذا الفيلم سينجز بامكانيات و تجهيزات تواكب المعايير الدولية على يد طاقم فني و تقني جزائري و كل ما يضمه الفيلم كما شددت وطني جزائري بنسبة مائة بالمائة. و الجزائر تضم الكثير من الكفاءات التقنية التي تغنينا عن دعوة الأجانب. و الجدير بالذكر أن المخرج كريم طرايدية من مواليد سنة 1949 بمنطقة بسباس بولاية عنابة و قد درس أصول و قواعد السينما و الإخراج في معهد السينما بأمستردام بهولندا و أقام هناك أكثر من 20 عاما وبرصيده الكثير من الأفلام القصيرة و الطويلة و من بين أفلامه الطويلة «الخطيبة البولونية»الذي أخرجه في سنة 1998 وعرض بنفس السنة ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي و أخرج و كتب سيناريو فيلم «قائلو الحقيقة»في سنة 2000 و يجسد مسار صحفي جزائري كادت كتاباته الجريئة أن تودي بحياته و فيلم «و قائع سنوات بلدتي»...و شارك بأعماله و صقل خبراته في العديد من التظاهرات الدولية حاملا بلده الأصلي الجزائر في قلبه و ابداعاته و تم تعيينه كعضو في لجان تحكيم مهرجانات كبرى على غرار مهرجان «سينيمار»بروتردام و مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي في طبعته السادسة.كما أطر ورشة لإخراج الأفلام القصيرة خلال فعاليات الطبعة السابقة من مهرجان الفيلم العربي ببلادنا.و قد اتفق مع الاعلامي و الروائي بدر الدين ميلي في السنة الفارطة على تحويل روايته «الفتحة و الحصن»الى فيلم سينمائي تاريخي و ثوري و اجتماعي و انطلق المشروع ليحكي قريبا بلغة الصوت و الصورة قصة شاب جزائري اسمه مصطفى و يدعوه أقاربه و جيرانه بحي عوينة الفول «صطوفة» عايش فترات هامة جدا من تاريخ وطنه و حيه و مدينته. و قد كان طفلا صغيرا عندما اندلعت نيران الحرب العالمية و تعرف على العلك و مشروبات الصودا و المصبرات و المعلبات عندما جلبها الأمريكيون معهم و بدأ يستوعب تدريجيا بأن الفرنسيين أعداء قدموا لسلبه و اخوانه حريتهم و وطنهم و كرامتهم.و من خلال يوميات صطوفة و العائلات التي غادرت مسقط رأسها بالمناطق المجاورة مثل الطاهير و الميلية و ميلة و غيرها لتقيم معا بحي عوينة الفول الشعبي الفقير تحاك خيوط نضال و مقاومة خالدة الى حين بزوغ الاستقلال.علما بأن ميلي أصدر رواية أخرى عنوانها «مرايا الطيور» تسرد فصولا أخرى من مسار صطوفة و أقرانه بعد الاستقلال فهل سيقتبس منها طرايدية فيلما آخر لتستعيد تدريجيا قسنطينة مكانتها السينمائية القديمة؟.