النهضة تريد تكليف قيادي آخر بتشكيل الحكومة بدلا عن الجبالي قالت حركة النهضة الاسلامية أنها بصدد البحث في تكليف شخص آخر من قياداتها بتولي الحكومة الجديدة في تونس إذا اصر أمينها العام حمادي الجبالي على موقفه بتشكيل حكومة تكنوقراط. و قال مجلس شورى الحركة و هو أعلى هيئة سياسية في حزب راشد الغنوشي أنه سيتم قريبا تكليف الجبالي بتشكيل حكومة ائتلافية و انه إذا رفض سيتم تكليف شخص آخر بتشكيلها، فيما يظهر انه صراع قوة بين تيارين داخل الحزب الاسلامي الحاكم في تونس. و قد واصل الجبالي أمس مشاورات اللحظات الأخيرة لتشكيل حكومة كفاءات جديدة تسند فيها الحقائب السيادية لغير متحزبين بانتظار تحديد موعد تنظيم الإنتخابات العامة المقبلة. و شدد مجلس شورى حركة النهضة الذي يرى في الحكومة المقترحة من طرف الجبالي انقلابا على الشرعية على ضرورة استكمال مرحلة الانتقال الديمقراطي و ذلك بالإسراع في إنجاز الدستور و تنظيم انتخابات ديمقراطية، وان حكومة التكنوقراط لا تستجيب لمتطلبات المرحلة الراهنة. بينما يتزايد الاحتقان السياسي في تونس حدة بعد سنتين من نجاح ثورة الياسمين في إسقاط نظام الديكتاتور زين العابدين بن علي، برزت المخاوف من عدم الاستقرار السياسي في تونس بسبب تشبث النهضة بشرعيتها في حكم البلاد ، و انقسام حلفائها من حزب الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي الذي عارض حزبه مقترح الجبالي ليجد نفسه في مواجهة حركات إنشقاق أضعفت مكانته السياسية داخل المجلس التأسيسي الذي تهيمن عليه النهضة، و للجبالي داخله العديد من المؤيدين لفكرة حكومة التكنوقراط. فقد أعلن الأمين العام لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية الشريك في الائتلاف الحاكم محمد عبو استقالته من منصبه. وقدم الأمين العام لحزب المؤتمر الذي كان يرأسه المنصف المرزوقي قبل توليه الرئاسة، استقالته لأعضاء الحزب يوم الأحد معلنا عن قراره تأسيس حزب جديد في المرحلة القادمة. ونقل راديو موزاييك المحلي أن عبو المحامي والناشط الحقوقي سيضم إلى حزبه الجديد عددا من أعضاء حزب المؤتمر والكتلة النيابية داخل المجلس الوطني التأسيسي، بما في ذلك زوجته النائبة سهام عبو. وهذا هو الانشقاق الثاني من نوعه داخل الحزب بعد انشقاق 11 عضوا ونائبا عن الحزب بالمجلس التأسيسي العام الماضي، ليؤسسوا حزب حركة وفاء والذي يرأسه عبد الرؤوف العيادي. في ظل التوتر الذي تعيشه تونس خرب مجهولون ليل الاحد الى الاثنين تمثالا من الرخام شيده فنانون في المكان الذي اغتيل فيه في السادس من الشهر الجاري المحامي شكري بلعيد (49 عاما) المعارض اليساري البارز لحكم الاسلاميين في تونس، و الذي كان اغتياله سببا دفع بالجبالي إلى الإعلان عن تشكيل حكومة تكنوقراط لتسيير المرحلة بعد تزايد الاستقطاب بين التيارين اليساري و الإسلامي حدة في البلاد.