رجاء عنابة يخالف التوقعات و يخطف ورقة الصعود إلى الجهوي الأول حقق رجاء عنابة إنجازا تاريخيا بظفره بإحدى تأشيرات الصعود إلى الجهوي الأول عقب تتويجه باللقب على مستوى المجموعة الأولى لبطولة الجهوي الثاني لرابطة عنابة، في إنجاز كان مفاجئا بالنسبة للمتتبعين، لكنه وجد طريقه إلى التجسيد على أرض الواقع بفضل عمل جبار قامت به التشكيلة وكذا الطاقمين الفني و الإداري، ليكون " الرجاء " الممثل الوحيد لمدينة بونة في تركيبة الجهوي الأول الموسم القادم، إلى جانب ثلاثة ممثلين آخرين للولاية ال 23 ، ويتعلق الأمر بجيل سيدي سالم و شباب بن باديس من بلدية البوني و كذا إتحاد سيدي عمار. ولعل ما جعل صعود رجاء عنابة من بين مفاجآت الموسم أن هذا الفريق لم يسبق له لعب الأدوار الأولى في بطولة الجهوي الثاني طيلة المواسم الخمسة التي قضاها في هذه الحضيرة، إلا أن إدارته بقيادة الرئيس صالح غانم غيرت من إستراتجيتها خلال الصائفة الفارطة، فراهنت على لعب ورقة الصعود، من خلال استقدام لاعبين من أصحاب الخبرة، الذين سبق لهم اللعب مع شباب الذرعان في القسم الوطني الثاني، في صورة الحارس شوقي سموك، المهاجم زبيري مهدي، إضافة إلى أحمد بومنجل، وهي عناصر أطرت بخبرتها باقي المجموعة الشابة، مع إسناد العارضة الفنية للمدرب عبد الحميد خروب، الذي كان يشرف على أواسط إتحاد عنابة، وهي المعطيات التي مكنت " الرجاء " من دخول اجواء المنافسة بوجه مغاير، في فوج كانت كل معطياته الأولية تحصر السباق على الصعود بين فرق آمال قالمة، شباب وادي الزناتي، نجم بوشقوف و خضرواي سدراتة، لكن ساعة الحقيقة اسقطت كل هذه الحسابات في الماء، لأن رجاء عنابة دشن مشواره بإنتصارين متتاليين، قبل ان يتجرع مرارة الهزيمة في عقر الديار أمام خضرواي سدراتة، ليعود بعدها إلى السباق، حيث إرتسمت المعالم الأولية للتنافس على التذكرة المؤدية إلى الجهوي الأول، لأن المعادلة في ختام مرحلة الذهاب أصحاب ثنائية الأطراف، بإنحصار الصراع بين " الرجاء " و جمعية بن مهيدي. والملفت للانتباه أن نتائج رجاء عنابة في النصف الثاني من المشوار كانت على وقع الإنتصارات، لأنه نجح في إحراز 12 فوزا متتاليا، إلا أن أغلى إنتصار كان في قمة الموسم بملعب بوزراد حسين، أين تخطى عقبة المنافس جمعية بن مهيدي بهدف وحيد، كان وزنه تعبيد الطريق نحو القسم الأعلى، رغم أن التنافس ظل قائما بين الفريقين إلى غاية آخر الجولات، لأن أشبال المدرب خروب اكتفوا في مرحلة الإياب بتعادل وحيد خارج الديار كان أمام إتحاد المراهنة، مقابل عدم تنازلهم عن أية نقطة داخل القواعد، الأمر الذي مكنهم من ترسيم الصعود في الجولة ما قبل الأخيرة، إثر الفوز العريض المحقق على حساب إتحاد الشعيبة، مما أبقى الجولة الختامية شكلية، وإنهزم فيها الرجاء بعين الباردة أمام جيل الحروشي، و هي رابع هزيمة في الموسم، بعدما كان هذا الفريق قد تجرع مرارة الهزيمة في ثلاث مناسبات في مرحلة الذهاب واحدة منها بعنابة على يد خضراوي سدراتة، إضافة إلى هزيمتين ببوخضرة و مداوروش. تواجد رجاء عنابة في الجهوي الأول يعد إنجازا تاريخيا بالنسبة لفريق ظهر إلى الوجود سنة 1999، قبع في الجهوي الثاني لمدة 5 مواسم، بسبب ضعف الموارد المالية، لكن بفضل خبرة اللاعبين و جديتهم و كذا إصرار المسيرين و الطاقم الفني على رفع التحدي تحقق الحلم، لأن أرقام الفريق تؤكد بأن قوته تمكن في صلابة خطه الخلفي بقيادة الحارس المخضرم شوقي سموك، على اعتبار أن " الرجاء " يمتلك أقوى خط دفاع في الجهوي الثاني بمجموعتيه، والذي لم يتلق سوى 15 هدفا طيلة الموسم، لكن المكتب المسير شرع في التفكير مبكرا في الموسم القادم، لأن المهمة ستكون أصعب، حيث أكد الرئيس صالح غانم بأن مشكل مصادر التمويل مطروح بحدة، و وضع القطار على السكة مرهون بتسريح إعانات من السلطات المحلية.