الحضور الذهني أنجع سلاح لتخطي عقبة البنين وجيل فغولي قادر على رفع التحدي - ارتبط اسم عبد الحميد زوبا بتاريخ كرة القدم الجزائرية، بعدما ذاع صيته عبر القارة العجوز يوم كان لاعبا محترفا في أوروبا، وانضمامه بعدها إلى منتخب فريق جبهة التحرير الوطني. زوبا الذي أثبت قدراته وكفاءته في الثمانينات كمدرب للخضر، أصبح واحدا من أشهر المدربين محليا وقاريا بعدما قاد مولودية الجزائر للتتويج بأول لقب قاري عام 1976 أمام حافيا كوناكري بملعب 5 جويلية في سهرة من أجمل السهرات الكروية في تاريخ الكرة الجزائرية بحضور الرئيس الراحل هواري بومدين. الشيخ زوبا وفي هذا الحوار الذي خص به «النصر» نصح أشبال حليلوزيتش بضبط النفس والتحكم في الأعصاب وعدم الاندفاع منذ البداية نحو الهجوم، مؤكدا بأن المنتخب الوطني الجزائري له كل الإمكانيات لتجاوز عقبة البنين وتحقيق الوثبة المطلوبة للوصول إلى مونديال البرازيل 2014 ، وإسعاد الأنصار الذين ينتظرون من محاربي الصحراء الكثير في هذا الحوار الكروي الذي لا يقبل القسمة على اثنين والخطأ فيه ممنوع. كيف يتوقع زوبا اللقاء المصيري بين الخضر والبنين؟ تبدو المباراة صعبة على الورق، لكن يبقى الميدان شيئا آخر، لأن لكل مدرب نظرته وخطته وأوراقه الرابحة، والمعروف على الفريق البنيني الذي تحسن كثيرا، أنه يلعب بإرادة كبيرة وانضباط تكتيكي خاصة داخل دياره، ولذلك أنصح أشبال حليلوزيتش بعدم الاندفاع منذ البداية صوب الهجوم وضرورة اللعب بهدوء وأعصاب باردة. سبق لحليلوزيتش العمل في إفريقيا ودرب أحد أقوى المنتخبات، فما هي برأيك الأوراق التي سيعتمد عليها في هذه المواجهة؟ الناخب الوطني له تجربة وخبرة ويعرف الكرة الإفريقية جيدا، وأعتقد أنه سيلعب المباراة بحذر شديد كونها صعبة للمنتخبين، كما سيعتمد أيضا على خطة مغايرة تماما قد تفاجئ المنافس في عقر داره، كما سيدعم وسط الميدان بأحسن العناصر سيما تلك التي غابت في اللقاء الودي الأخير أمام بوركينافاسو، على غرار فغولي و إبراهيمي و قادير لأن وجود هذه العناصر في لقاء البنين كفيل بإعطاء الإضافة المرجوة للخضر سواء في الوسط أو الهجوم، ولذلك فمنتخبنا مجبر على الاعتماد على طريقة اللعب الكلاسيكي (اللعب الجماعي والتمريرات القصيرة والسريعة) وعدم ترك المساحات للخصم، لأن المباراة تعتبر نقاطها مصيرية والخطأ فيها ممنوع، خاصة وأن بعد هذه المباراة سنضطر للتنقل في ظرف وجيز لملاقاة رواندا. كيف تتوقعون هذه المباراة المصيرية؟ الحوار لا محالة سيكون صعبا للمنتخبين، ومن سيكون جاهزا بدنيا و تكتيكيا وخاصة ذهنيا سيرجح الكفة لصالحه فمثل هذه المباراة قد تلعب على جزئيات، فإذا تحلى رفقاء بوقرة بالهدوء وحافظوا على برودة أعصابهم فبإمكانهم تخطي عقبة البنين، حتى ولو تميزت المباراة بالإثارة والتنافس، كما جرت العادة كلما لعب منتخبا قاريا ضد الخضر. بماذا يود السيد حميد زوبا أن يختتم هذا الحوار؟ ثقتي كبيرة في الطاقم الفني واللاعبين وأملي أكبر في رد فعل قوي وايجابي فوق الميدان، بغرض افتكاك نقاط الفوز في هذه المحطة الحاسمة والتي ينتظرها الملايين من أنصار الخضر، وعليه أقول بأنه يجب على منتخبنا التحلي بالجدية طيلة أطوار هذا الحوار الكروي الذي لا يقبل القسمة على اثنين.