لديكم فرديات لامعة لكنكم لا تملكون منتخبا قويا و بلفوضيل لن يكون له مستقبل في الإنتر - اعتبر المدرب الفرنسي المعروف غي رو انتقال الوافد الجديد على المنتخب الوطني إسحاق بلفوضيل إلى إنتر ميلان الإيطالي قد لا يخدمه، موضحا في حوار هاتفي خص به النصر أن بلفوضيل ورغم إمكانياته الكبيرة ومؤهلاته العالية، إلا أنه قد لا ينجح في مشواره الاحترافي مع فريقه الجديد لعدة اعتبارات. من جهة أخرى، يرى غي رو أن الجزائر تملك خزانا ثريا من الطاقات الشابة وفرديات لامعة تصنع أفراح الأندية الأوروبية، لكنها لا تملك منتخبا قويا ومتماسكا في خطوطه الثلاثة، بفعل فشل حليلوزيتش في خلق التكامل والانسجام والتوافق ومن ثمة صنع الروح الإبداعية التي تتميز بها الكرة الجزائرية على حد قوله. كما تمنى لو كان القائد السابق للأفناك ولاعبه في فريق أوكسير موسى صايب ضمن الطاقم الفني للمنتخب الوطني إلى جانب حليلوزيتش. ما هي قراءتك لانتقال بلفوضيل إلى الإنتر؟ دعني سيدي أقول لك في البداية بأن بلفوضيل لاعب موهوب ومتكامل يملك قدرات فنية عالية وطاقة ابداعية كبيرة. لكن أرى بأنه كان من الأجدر لو بقي في فريقه بولونيا، لكسب المزيد من الخبرة والاحتكاك خاصة وأن الكالتشيو يعد من أقوى وأصعب البطولات في أوروبا قبل الانتقال إلى الإنتر. لذلك، أتوقع بأنه لن ينجح في مشواره الاحترافي مع فريقه الجديد الذي يضم عديد النجوم والأسماء التي فرضت وجودها في الساحة الكروية، وبكل تأكيد سيجد منافسة كبيرة. فعلى سبيل المثال، لما انتقل إلى بولونيا قادما من ليون على سبيل الإعارة لمدة ستة أشهر، كان قليل المشاركة، حيث لم يلعب سوى 8 مباريات، قبل أن يتحول مرغما إلى بارما في جوان 2012. وانطلاقا من درايتي الواسعة بشؤون الكرة الإيطالية، أعتبر بأن انضمامه إلى الإنتر في هذه المرحلة بالذات يعد خطأ. لكن أهل الاختصاص يجمعون على أن نجم بلفوضيل سيسطع في سماء الإنتر؟ في اعتقادي، بلفوضيل لم يبلغ بعد النضج المطلوب الذي يمكنه من فرض نفسه في أكبر النوادي الأوروبية في صورة الإنتر، لأن الانضمام إلى مثل هذه الفرق قد ينعكس سلبا على صاحبه إذا ما لم يكن مهيأ من شتى الجوانب. وأكبر عائق سيواجهه بلفوضيل في الفريق الإيطالي هو المنافسة الكبيرة، بغض النظر عن اعتبارات أخرى غير رياضية، وخيارات الجهاز الفني. ولا أذيع سرا إن قلت بأنني أعرف جيدا قدرات بلفوضيل الذي تابعت خطواته منذ أن بدأ اللعب مع الفريق الثاني لأولمبيك ليون عام 2008، حيث سعيت لتحويله إلى نادي أوكسير آنذاك، لكن وضعيته الإدارية لم تسمح بذلك. وقد تساءلت عن دوافع وضعه خارج حسابات الطاقم الفني لنادي ليون لفترة طويلة، إلى درجة أنه لم يشارك مع فريق الأكابر من 2009 إلى 2012 سوى في 13 مباراة وأكثر من ذلك أنه لم يسجل اي هدف خلال هذه الفترة. وهل تعتقد بأنه سيبرز ويتألق مع المنتخب الجزائري؟ أكيد أنه سيخطف الأضواء مع الخضر، لكن بدايته الدولية مع الأفناك ستكون صعبة وشاقة، ولا أظن بأن حليلوزيتش سيعتمد عليه كثيرا، نظرا لنقص الخبرة الدولية والنضج المطلوب. ألا تعتقد بأنه قد يجد منافسة أخرى لافتكاك مكانة أساسية ضمن صفوف الأفناك؟ هذا شيء مؤكد، وأخشى أن لا يضعه حليلوزيتش في حساباته، وهذا وفق ما أطلعت عليه عبر وسائل الإعلام. صحيح أنه يملك الحس التهديفي والقدرة على تحريك القاطرة الأمامية، لكن هذا ليس كافيا لنيل ثقة المدرب الوطني، خاصة وأن المناصب في صفوف تشكيلة الخضر صارت غالية. على ذكر الخضر كيف ترى التعداد الحالي وهل هو الأفضل في الوقت الراهن؟ سأكون صريحا معك . الجزائر لها خزان كبير من المواهب والطاقات خاصة خارج الوطن، وتزخر بفرديات لامعة تصنع الأفراح في مختلف البطولات بالقارة العجوز، على غرار براهيمي و تايدر و فيغولي و قديورة و مجاني و مصباح، لكن في نظري لا تملكون منتخبا قويا من حيث الانسجام والفعالية و النجاعة في اللعب. بمعنى آخر أقول بأن الفرديات موجودة وذات نوعية وجودة ، تبقى فقط بحاجة إلى من يصنع منها منتخبا متكاملا وقويا. نفهم من كلامك أن حليلوزيتش لم يوفق في إعادة الروح للخضر رغم كسبه لغة الأرقام والنتائج الجيدة؟ لم أقصد ذلك، لكن هناك عملا كبيرا ما زال ينتظره لاستعادة هيبة المنتخب الجزائري وروحه الإبداعية. فصراحة لست مقتنعا بالمستوى الفني للأفناك، في غياب الصرامة والانضباط والقوة الذهنية المطلوبة على أرضية الميدان. هذا مجرد رأي وقد أكون مخطئا. أقول هذا من منطلق درايتي الكبيرة بخبايا الكرة الجزائرية ومتابعتي الدائمة لمسار مختلف اللاعبين الذين ينشطون في الخارج سيما في أوروبا. كلامك هذا يحمل الكثير من الدلالات، هل تقصد به أن منتخب الثمانينات يشكل الجيل الذهبي للكرة الجزائرية؟ أشكرك على فهمك لرسالتي وقراءتك بين السطور لما كنت أقوله. فعلا أرى بأن جيل الثمانينات لا يمكن تعويضه بسهولة، لأن المنتخب الذي دافع على ألوان الجزائر في مونديال اسبانيا عام 1982 بشراسة يعد في نظري الأحسن والأفضل على الإطلاق، وشتان بين ذلك الجيل المشكل من ماجر وبلومي وعصاد والجيل الجديد الذي لا يملك نفس المميزات. أنا فخور جدا بمنتخب الثمانينات الذي اعتبره مفخرة الكرة الجزائرية وحامل لوائها. كيف تلقيت تأهل الجزائر إلى المرحلة الأخيرة من تصفيات مونديال 2014؟ كنت أنتظر مزاحمة كبيرة بين مالي والجزائر، لكن البنين ورواندا أخلطا أوراق هذه المجموعة، خاصة وأن الجزائر عرفت كيف تستثمر في الوضع بعد حصدها 6 نقاط في خرجتيها إلى أدغال إفريقيا. في اعتقادي، كان بإمكان الجزائر أن تجد صعوبات جمة في اقتطاع التأهل لو بقي منتخب مالي في السباق رغم مشاكله الداخلية، لأنني بصراحة لاحظت في صفوف الأفناك عديد النقائص منها غياب الروح الجماعية والتضامنية. هذا الحديث يجرنا لمباراة السد المؤدية إلى مونديال البرازيل، كيف يتوقعها غي رو؟ شخصيا أرى بأن المرحلة الأخيرة من التصفيات، تشكل الحلقة الأصعب. ولا أبالغ إن قلت بأن الجزائر لن تجد الطريق مفروشا بالورود مهما كانت طبيعة المنافس. فبكل وضوح، ستكون المنتخبات العشرة على نفس الخط، وتملك نفس الحظوظ. وأتمنى أن يتفادى منتخبكم مواجهة منتخب عربي في صورة تونس أو مصر، لأن ذلك قد يضاعف الضغط على اللاعبين وقد يخرج المواجهتين ذهابا وإيابا عن إطارهما الرياضي. وفي حالة ثبوت احترازات مالي على البنين كيف ترى اللقاء الأخير مع الجزائر؟ قبل الإجابة على سؤالك، أود أن أؤكد بأن التصفيات الإفريقية لمونديال البرازيل طغت عليها معركة الأوراق، وهو أسلوب لا يرغب الأفارقة في التخلص منه بل يريدون في كل مرة اللجوء إليه لتحقيق اهدافهم بعد فشلهم على أرضية الميدان. احترازات مالي حتى وإن اعتبرها مبدئيا غير مؤسسة، لكن في حالة ثبوتها، ستزيد الضغط بكل تأكيد في المقابلة الأخيرة المقررة ضد الجزائر مطلع سبتمبر القادم. وأتصور أن المنتخب الجزائري سيكون محفزا أكثر للرد على المستطيل الأخضر، خاصة وأنه يتصدر مجموعته. كثيرا ما تحدثت عن تركيبة الطاقم الفني الوطني هل من كلمة في هذا الشأن؟ تمنيت لو كان موسى صايب ضمن الجهاز الفني للأفناك، لأنني أعرفه جيدا ودربته في أوكسير خلال فترتين الأولى من 1992 إلى 1997 أين لعب فيها بألوان أوكسير في 153 مباراة ووقع 25 هدفا، أما الثانية فكانت خلال موسم 2000/2001 وشارك أثناءها في 17 مقابلة. صراحة أجد فيه كل المواصفات التي تسمح له بأن يكون ضمن طاقم مساعدي حليلوزيتش. ما هي النصيحة التي توجهها للدوليين الجزائريين المقبلين على الاحتراف في الخارج؟ أن يحسنوا الاختيار وأن لا يتسرعوا. لقد فرحت لبلكلام الذي انتقل إلى أودينيزي الإيطالي، حتى وإن نصحته ذات مرة بالانضمام في بداية مشواره الاحترافي للدوري الفرنسي لكسب الخبرة قبل التنقل إلى إيطاليا. كما أنني لاحظت اختلاط الأوراق لدى سليماني، الذي لم يحسم في وجهته القادمة بفعل كثرة العروض. شخصيا انصحه بحمل ألوان نادي نانت الذي أبدى رغبة كبيرة في الاستفادة من خدماته، لأن بقية العروض أرى فيها نوعا من المجازفة.