حذار من لقاء السد وعلى الخضر وضع الأرجل على الأرض * تايدر وبراهيمي قيمة فنية حقيقية وتمنيت لو احترف بلكلام بفرنسا - حذر المدرب الفرنسي المعروف كلود لوروا الخضر، من صعوبة المرحلة الأخيرة لتصفيات مونديال 2014، مستدلا في ذلك بالقفزة النوعية التي حققتها الكرة الإفريقية خلال العشرية الأخيرة، ما يجعل جميع المنتخبات- حسبه- تملك نفس الحظوظ في التأهل. وقال لوروا أو «ثعلب إفريقيا» كما يلقبه المختصون، في حوار هاتفي خص به النصر، أن الجزائر لن تجد الطريق مفروشا بالورود في لقاء السد، بغض النظر عن قيمة ووزن المنافس، معربا عن امله في أن لا يواجه الخضر منتخبا عربيا، سيما مصر، مضيفا بأن الخضر يملكون حظوظا كبيرة في التأهل، شريطة حسن استغلال الامكانيات والمهارات العالية للمحترفين. وفي هذا الصدد أشاد لوروا بتركيبة المنتخب الوطني وخبرة لاعبيه، وفي مقدمتهم الوجهين الجديدين تايدر وبراهيمي، اللذين يشكلان في نظره القوة الضاربة للأفناك، ويعتبران برأيه قيمة فنية حقيقية، وهو مكسب كبير كما قال للكرة الجزائرية. ما هي قراءتك للتأهل المبكر للخضر للمرحلة الأخيرة لتصفيات المونديال؟ دعني سيدي اقول لك بأنني سعيد جدا بتأهل منتخب بلادكم الذي اكن له احتراما كبيرا. شخصيا كنت متخوفا من مزاحمة مالي، الذي كان يملك على الورق حظوظا اوفر للتربع على المجموعة الثامنة، نظرا لاستقباله مرتين عكس الجزائر التي شاءت الرزنامة أن تجعلها في موقع حرج، من خلال تنقلها في مناسبتين إلى ادغال إفريقيا. أنت تدرك جيدا ما معنى اللعب في إفريقيا، ووسط عوامل وظروف من الصعب تجاوزها. أعتقد بان رواندا والبنين فتحا الطريق للأفناك للمرور إلى المحطة الأخيرة في صمت، ويعود هذا في نظري إلى سببين اثنين، أولهما رحيل مدرب النسور في مرحلة حساسة، وما أفرزه من آثار سلبية على نفوس اللاعبين، وضرب لاستقرار المجموعة، ثم توقيت مقابلتي مالي أمام رواندا والبنين، حيث كان من العدل إقامة كل اللقاءات في نفس التوقيت، لأن فوز الجزائر في كيغالي ساهم في مضاعفة الضغط على الماليين، تماما كما كان الشأن في اللقاء الأول امام رواندا. تقصد بهذا أن سيناريو تصفيات مونديال 2010 قد يتكرر بالنسبة للجزائر؟ في تصوري الأمور ستكون أصعب، لأن جميع المنتخبات تحمل نفس الطموحات والتحفيز. شخصيا آمل في ان لا تضع القرعة منتخبات عربية وجها لوجه، وأكثر من ذلك، لا أحبذ مواجهة جزائرية- مصرية أو جزائرية- تونسية لعدة معطيات. ما هو أكيد أن الجزائر التي تبقى على بعد 180 دقيقة من نهائيات مونديال البرازيل، ينتظرها تحد كبير، وعليها الإعداد بالشكل المطلوب للمحطة الأخيرة، بغض النظر عن هوية منافسها، وهذا بالنظر كما قلت سابقا للتغييرات التي عرفتها الخارطة الكروية بإفريقيا. ألا ترى بأن الروح المعنوية للخضر قد تضعهم في رواق جيد؟ أكيد هذا عامل مهم لكن على الجزائر وضع انجازاتها جانبا، والتركيز بشكل جدي على الرهانات التي تنتظرها، لأن الكرة الإفريقية لا تعترف بالمنطق وليس بالضرورة الأقوى والأحسن والمرشح على الورق هو الذي يكسب الرهان. لذلك أرى بأن الأفناك مطالبون بالتسلح بالإرادة والروح القتالية وتوظيف كل الطاقات، لأن المهمة ستكون في غاية التعقيد. كما أن حليلوزيتش سيكون امام حتمية إعداد كومندوس بل محاربين للتطلع إلى بلوغ أهدافه. صراحة هل تعتقد بأن للخضر القدرة على التأهل إلى المونديال؟ (بعد لحظة تفكير) سأكون معك صريحا. لقاءات السد خصوصا بالقارة السمراء، عادة ما تحددها جزئيات وعوامل أخرى، كما تكون غالبا قمة في الإثارة والتنافس الشديد. بالنسبة للجزائر ارى بأنها قادرة على تخطي عقبة المرحلة الأخيرة، بالنظر إلى تعدادها الثري والنوعي، وخبرة لاعبيها والتجنيد الواسع وراء الأفناك. على ذكر التعداد هل ترى بأنه الأحسن مقارنة بالجيل السابق؟ من هذا الجانب لا يمكن مناقشة خيارات حليلوزيتش، كونه أدرى بقدرات كل لاعب. لكن وفي تصوري المنتخب الحالي بإمكانه ان يفي بالحاجة، باعتباره يحوز فرديات لامعة، وطاقات تسيل لعاب اقوى الأندية الأوروبية. وما يزيد من قناعتي انضمام تايدر وبراهيمي اللذين سيمنحان الإضافة المرجوة للمجموعة، لأنهما ببساطة قيمة فنية حقيقية، ولهما شخصية كبيرة فوق أرضية الميدان. ومع ذلك أقول بأن حليلوزيتش ينتظره عمل كبير، خصوصا من حيث اللعب الجماعي والانسجام. المنتخب الحالي يذكرني بجيل الثمانينات الذي يعد في نظري مفخرة الكرة الجزائرية، وأنا متأكد بأن رياح كتيبة الكوتش «فاهيد»، ستعصف بقوة في المستقبل على مختلف المنافسات الدولية، شريطة المراهنة على عامل الاستقرار وتوفير المناخ الملائم وعدم التدخل في صلاحيات المدرب. لو كنت مكان حليلوزيتش هل تحدث تغييرات اخرى على تعداد الخضر؟ سر نجاح أي مدرب يكمن في اعتماده على الاستقرار والثقة بين مختلف الأطراف، والإيمان بقدرات لاعبيه وخياراته. ففي اعتقادي يجب العمل مع التعداد الحالي، ولو أن وسائل الإعلام تحدثت عن إمكانية استدعاء بعض الوجوه الجديدة على غرار بلفوضيل. هذا شيء مهم وأتمنى أن تعود هذه التدعيمات بالفائدة على الخضر. هل السيد لوروا مقتنع بعمل حليلوزيتش؟ مبدئيا حليلوزيتش حقق اهدافه الأولية لو نتحدث بلغة الأرقام في انتظار التأهل للمونديال. صحيح أن منتخب الجزائر استعاد روحه وقوته وهيبته، وخاصة استرجاع عناصر خط الهجوم لحسهم التهديفي، لكن ما ينقصه الروح الجماعية وقليل من التنسيق بين الخطوط الثلاثة، بمعنى آخر أن الطاقم الفني لم يحسن لحد الآن استغلال الفرديات والقدرات الفنية العالية لكل المحترفين. من منطلق احتكاكك بالكرة الإفريقية من تراهم ممثلين للقارة السمراء في مونديال البرازيل؟ آمل في أن تكون المنتخبات الأكثر جاهزية في الموعد، منها الجزائر التي تملك رصيدا واسعا من الخبرة والقدرة على مجابهة أقوياء المونديال في البرازيل. ومن خلال تجربتي الإفريقية أقول دون أية ديماغوجية، بأن الكرة الجزائرية حققت خطوات عملاقة، وما تصنيفها الدائم من قبل الفيفا ضمن الخمسة الأوائل في إفريقيا، إلا دليل على المكانة المحترمة التي باتت تحتلها في المشهد الكروي العالمي. هل لنا أن نعرف اسباب مغادرتك منتخب الكونغو؟ كل ما في الأمر انني قررت الانسحاب بعد خروجنا من تصفيات مونديال 2014. ولحد الساعة لم أحسم في وجهتي القادمة ولا حتى البلد الذي سأعمل به، حتى وإن يبقى اللقب القاري الذي حققته مع الكاميرون عام 1988، الإنجاز الوحيد في رصيدي الشخصي بإفريقيا، رغم إشرافي على منتخبات أخرى في صورة السينغال وغانا. هل من كلمة حول انتقال قلب دفاع الخضر بلكلام إلى أودينيزي الإيطالي؟ أنا جد مرتاح بهذه الصفقة، لأن بلكلام لاعب كبير يملك من الامكانات ما يمكنه من حمل ألوان اقوى الفرق بأوروبا. وقد تمنيت لو انطلق في مشواره الاحترافي من الدوري الفرنسي، وهذا لتعزيز رصيده الشخصي وكسب المزيد من الخبرة والاحتكاك. لكن أبارك التحاقه بالكالتشيو، وهي فرصة لتطوير قدراته والتألق أكثر، لتعود بالفائدة عليه وعلى المنتخب الجزائري، الذي أصبح يشكل احد أوراقه الرابحة على مستوى الخط الخلفي.