عائلات توجهت في أيام العيد بكثافة إلى البحر اختارت مئات العائلات تكسير بعض التقاليد المرتبطة بالاحتفال بالعيد داخل جدران البيت و استقبال الضيوف و اختارت التوجه إلى شواطيء سطورة و العربي بن مهيدي و بلدية فليفلة لقضاء ثاني أيام العيد في الاستمتاع بنسائم البحر المنعشة و تبادل أطراف الأحاديث و تناول الحلويات و المرطبات و الأهم أخذ قسط من الراحة و الترفيه بعد شهر من الصيام في أعلى درجات الحرارة . كل المناطق المخصصة لركن السيارات بمحاذاة الشواطيء امتلأت تدريجيا بالقادمين من و لايات قسنطينة و قالمة و سوق أهراس على وجه الخصوص رفقة أفراد عائلاتهم أو مع أصدقائهم و كذا سكان ولاية سكيكدة و ضواحيها و كذا بعض الحافلات المخصصة للرحلات و شعارهم واحد وهو عدم تفويت أي يوم و أية فرصة بعد رمضان من أيام العطلة دون الانطلاق و الانعتاق بين أحضان البحر و الرمال الذهبية و المناظر الطبيعية الساحرة التي تزاوج الجبال بالشواطيء و الخضرة بالزرقة . و ما إن تركن سيارة و تفتح أبوابها إلا و يغادرها على جناح السرعة ،في أغلب الحالات، مراهقون و أطفال صغار يتسابقون و اللهفة تقفز من عيونهم البريئة لتطأ أقدامهم شواطىء سطورة على وجه الخصوص و كأنهم خرجوا للتو من زنزانة مغلقة مرهقة و شديدة الحرارة . و يجد أولياؤهم صعوبة في التحكم في تصرفاتهم بعد ذلك، فالبحر هائج و نفوسهم أكثر هيجانا و رغبة في معانقة المياه الزرقاء، لكن نجح الكثيرون في جمع شمل البراعم حول ألعاب على الشاطىء و صحون من الحلويات . رفع مصالح الحماية المدنية للرايات الحمراء على طول شواطىء العربي بلمهيدي و فليفلة بالجهة المقابلة و انتشار بعض عناصرها هنا و هناك لم يمنع الكثير من الشباب و المراهقين و عدد محدود من الأطفال من خوض مغامرة الغطس و السباحة و تحدي الأمواج الغاضبة التي أبت أن تواكب فرحهم و رغبتهم في احتضانها بهدوء بعد طول شوق و حرمان لنسيان متاعب الحر الشديد الذي ميز الفترة السابقة و الصوم و العطش. في حين استأجرت العائلات و معظمها قادمة من قسنطينة خيما صغيرة أو مظلات من قش أو قماش سميك لكي تخطف لحظات راحة و انتعاش و ترفيه قبل أن تعود في المساء إلى ديارها بمعنويات مرتفعة .احدى السيدات قالت لنا بأنها حضرت رفقة زوجها و ابنتيها و أختيها اللتين رحبتا بفكرة مرافقتها إلى الشاطىء عندما حضرتا لتهنئتها بالعيد.و قد فوجئت بقدوم عائلتين من جيرانها إلى شاطىء العربي بن مهيدي و قالت مازحة :"توارد خواطر غريب." و اعتبرت سيدة أخرى مغادرة جدران الاسمنت و حصار الحرارة الخانقة بعد شهر كامل من القبوع في بيت مغلق و الصوم أمرا منطقيا و بديهيا بل حيويا.و أسرت إلينا أخرى بأنها ستقنع زوجها بتأجير شقة لقضاء و لو أسبوع على شواطىء سكيكدة قبيل الدخول المدرسي فمصاريف الأعراس و رمضان و العيد في الفترة السابقة لن تمكن العائلة من قضاء عطلة مطولة على الشاطىء. في انتظار الحسم في كيفية قضاء ما تبقى من العطلة و ضعف ميزانية معظم العائلات هذه الفترة ،تبقى شواطىء سكيكدة قبلة للكثيرين في أيام العيد، مما جعل العديد من التجار و أصحاب المطاعم و الأكلات السريعة و المثلجات و الحلويات الذين تتواجد محلاتهم قرب الشواطىء يفتحون أبوابهم للضيوف و يتبادلون معهم تهاني العيد بحرارة في عودة جريئة للحركة و الحيوية و النشاط للمنطقة الساحلية التي تعتبر الأقرب لقسنطينة و المدن المجاورة لها.