المسرح و الموسيقى ساعداني على فرض نفسي في مجال التعليق كيف كانت بدايتك مع التعليق الرياضي؟ بدايتي لم تكن في مجال التعليق الرياضي، بل كانت في ميدان الصحافة المكتوبة بالضبط في القسم الثقافي، حيث أنني كنت أكتب مواضيع عن المسرح و الموسيقى، صراحة لم يكن هدفي أن أكون معلقا رياضيا، و تكويني كان في المسرح كما مارست تدريس هذه المهنة، و بحكم أن والدي كان حكما دوليا في كرة القدم زمن الستينات، ما يعني أنني لست بعيدا عن مجال الرياضة، عيب المعلقين الجزائريين عدم الاجتهاد من أجل تطوير قدراتهم إضافة إلى أنني عملت مع عدة صحف، و أتذكر جيدا أول مرة قمت فيها بتغطية مباراة في كرة القدم كان مع جريدة "لو سوار دالجيري"، وكان ذلك في التسعينات باقتراح من الزملاء، لأرتبط بعد ذلك بتغطية النشاطات الرياضية، لأنتقل إلى مجال التعليق الرياضي عبر بوابة الإذاعة الوطنية، حيث أنهم لم يجدوا يومها معلقا باللغة الفرنسية بقسنطينة، و التحقت مباشرة دون الخضوع إلى تجارب. وهل وجدت صعوبة في التحول من الصحافة المكتوبة إلى التعليق؟ صراحة لم أجد أية صعوبة، وهي مجرد قضية تأقلم مع الوضع الحالي، بل العكس تماما أجد متعة كبيرة عندما أعلق على مباراة، و أعتقد أن عملي ميدان المسرح و الموسيقى ساعداني كثيرا على التألق، حيث أن المسرح جردني من الضغط و الموسيقى جعلتني أعرف كيف أتحكم في التعليق على مباراة و الوقت الذي أرفع فيه صوتي و متى أخفضه، كما أنني اكتسبت الكثير من عملي في الإذاعة، و ممارسة الرياضة و الاحتكاك كذلك بالرياضيين، و أريد أن أؤكد لكم أن العمل في التلفزيون أصعب بكثير من الإذاعة و الصحافة المكتوبة، لأن صورة يشاهدها الجميع و هي سلاح دو حدين يمكن أن تكون صديقك و في الوقت ذاته يمكنها أن تكون عدوك. عصام الشوالي اقترح علي التعليق بالعربية في قناة "أي آر تي" وبماذا تفسر غياب معلقين جزائريين باللغة الفرنسية؟ لا أقول غياب، لان معلقينا عندما يبرزون يغادرون التلفزيون الجزائري و يلتحقون بقنوات أخرى تقدم لهم عروضا أفضل، كما أن هناك معلقين حاليا في الجزائر لكنهم لا يبذلون مجهودات من أجل تطوير قدراتهم، و يقعون في فخ السهولة، حيث أنهم بمجرد أن يتم ترسميه في منصبه يتراجع مستواهم، حيث أنهم يعتقدون أنهم ضمنوا مكانتهم، وينسون أن اسمه يوجد في المزاد. و لماذا لم يواكب معلقونا التطور الذي عرفته الكرة الجزائرية؟ أعتقد أن الأمر مزدوج، ويتحمله المعلقون من جهة بعدم مواكبتهم للتطور الرياضي، علاوة على عدم اهتمامهم بالمطالعة وتدعيم رصيدهم اللغوي وكذا عدم تحضيرهم للمباريات، كما أن بعض المؤسسات تتحمل جزءا من المسؤولية من خلال إهمالها عامل الرسكلة الذي يعد عنصرا هاما في مشوار المعلق الرياضي، صراحة أريد أن أفتح قوسا و أؤكد لكم أن الإمكانيات المتوفرة حاليا لم تكن لدينا في السابق، و هي تسهل العمل على المعلق الرياضي، خاصة الأنترنت الذي يمكنك من جمع أكبر عدد ممكن من المعلومات قبل الدخول إلى الأستوديو و التعليق على أي مباراة، كما أن المعلق يجب أن يأخذ بعين الإعتبار أن المشاهد أو المتفرج الجزائري أصبح يعرف جيدا كرة القدم و الأنترنت سهلت عليه المأمورية، و هنا راودتني حادثة وقعت للناخب الوطني وحيد حليلوزيتش في الجزائر العاصمة عندما دخل إلى أحد محلات بيع اللحوم و فاجأه صاحبه بمعرفته الجيدة للنظم التكتيكية، حيث أكد البونسي أنه استفاد كثيرا من حديثه إليه، و هذا إن دل على شيء إنما يدل على أن النصيحة لا تدري من أين يمكنك أن تتحصل عليها، والحال ذاته بالنسبة للصحفيين فيمكن لعامل بسيط أن يقدم لك معلومة قيمة. المعلقون القدامى لم يواكبوا التطور الإلكتروني و من هم المعلقون الذين تأثرت بهم؟ بداية أود الإشارة إلى أنني أود في كل مرة ترك بصمتي على أي مباراة أعلق عليها، لأنني أحبذ أن يستمع المشاهد لإسماعيل بلقايدية و ليس لمعلق أخر، و بالعودة إلى سؤالكم فهناك عدة معلقين تابعتهم منذ نعومة أظافري و تأثرت بهم، حيث تعلقت في الجزائر بكل من زروالة و بلاغة و الهامشي حنطاز، وشخصيا أعتبر فيصل حفاف أحسن معلق جزائري على مر الأوقات، وكان لي الشرف أن أعلق إلى جانبه على مباراة الخضر ومالي و صدقني لقد استمتعت كثيرا بالعمل إلى جانب هذا المعلق الذي أعتبره رمزا و مثال يقتدى به، و لن أذيع سرا إن قلت بأنني بعد نهاية المباراة ح(مدت الله على أن منحني فرصة التعليق رفقة معلقي المفضل، و من بين المعلقين الأجانب هناك ثلاثة معلقين تيري رولان و تيري جيلاردي وغيوم سيتروم. وهل يمكنك أن تتحول من التعليق بالفرنسية إلى العربية؟ صراحة لقد تلقيت عدة عروض للتعليق بالعربية، و أول من عرض علي الفكرة هو الزميل الصحفي عصام الشوالي عندما التقيت به في سطيف على هامش تغطيته لمباراة الوفاق في الكأس العربية، حيث أكد لي أن قناة "أي أر تي" بحاجة إلى معلق في الجزائر، لكنني قابلت عرضه بالرفض، خاصة و أنني أملك جماهيري بالفرنسية، و المعلق الناجح يجب أن يكون متحكم في اللغة بالدرجة الأولى. حاوره: بورصاص. ر