أجواء المنتخب ذكرتني بملحمة زامبيا والإقصاء لن يكون كارثة وطنية اعترف الناخب الوطني بصعوبة مأمورية " الخضر" عشية اليوم أمام منتخب البلد المضيف أنغولا، لكنه مع ذلك جدد التأكيد على أن العناصر الوطنية على دراية تامة بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقها، و أنها جاهزة بدنيا و نفسيا لرفع التحدي و الخروج من هذه المواجهة بانتصار يؤكد على العودة القوية للكرة الجزائرية إلى الواجهة، و بالمرة يكون أفضل رد لكل الذين شككوا في قدرات و كفاءات الطاقم الفني و كذا وطنية اللاعبين. سعدان و في اتصال هاتفي أجرته معه القناة الأولى للإذاعة الوطنية أمس الأحد، أشار إلى أن المنتخب الوطني يتواجد في حالة نفسية جيدة بعد الفوز المستحق على حساب مالي، كما أن مواجهة صاحب الأرض زادت من عزيمة اللاعبين و إصرارهم على ضرورة كسب الرهان، و اقتطاع تأشيرة التأهل إلى الدور الثاني، وذلك بدخول أرضية الميدان بنية رفع التحدي، لأن اللقاء مصيري و فاصل، و لا توجد فرص أخرى للتدارك، ما دامت 90 دقيقة ستحدد مستقبل كل منتخب في هذه المنافسة القارية، ولو أن سعدان اعتبر الحديث عن الحسابات الأولية للمجموعة مجرد تخمينات للتمسك ببصيص من الأمل في التأهل، ملحا على ضرورة تجنب الخوض في هذه الحسابات، لأن الخضر على حد قوله " مطالبون بضرورة تقرير مصيرهم بأيديهم، و ذلك بالفوز على أنغولا، وعدم انتظار هدية من المنتخب المالي بفوزه على مالاوي "... و في رده عن سؤال يتعلق بالظروف التي ستجري فيها مباراة اليوم، أوضح الناخب الوطني بأن مواجهة أنغولا ستكون فرصة سانحة لللاعبين الجزائريين على أنهم من طينة الكبار، و أنهم جديرون بتمثيل القارة السمراء في المونديال القادم، مضيفا في هذا الصدد بأنه يراهن على المعنويات العالية للمجموعة، و تسلح اللاعبين بالروح الوطنية و سعيهم للرد على المشككيين في وطنيتهم عقب الهزيمة أمام مالاوي، رغم أن منتخب أنغولا سيكون مدعما بأزيد من 50 ألف مناصر، كما أن نقطة التعادل تكفيه لضمان التواجد في الدور ربع النهائي، و قد ذهب سعدان إلى حد الجزم بأن الأجواء السائدة وسط المنتخب هذه الأيام ذكرتني بالتركيز الكبير الذي كانت عليه العناصر الوطنية عند استعدادها للمباراة الهامة ضد مصر، وكذا عند التنقل إلى زامبيا في شهر جوان الماضي، الأمر الذي دفعه إلى إبداء الكثير من التفاؤل بخصوص قدرة النخبة الوطنية على تحدي كل الصعاب، والخروج من هذه المواجهة بتذكرة المرور إلى الدور الثاني، ولو أن الشيخ كشف وعلى غير العادة عن تخوفه من التحكيم، حيث قال في هذا الشأن " المؤكد أن اللجنة المنظمة تأمل في تسهيل مهمة المنتخب الأنغولي لإبقائه في الدورة ، لأن الإقصاء من الدور الأول سينعكس بالسلب على السير الحسن للمنافسة، خاصة من ناحية الإقبال الجماهيري الذي يبقى إلى حد الآن محتشما، لكننا سنحتاط من هذا الجانب، و قد حضرنا اللاعبين لتفادي مناقشة قرارات طاقم التحكيم، كما أن تواجد راوراوة ضمن المكتب التنفيذي للكاف بدد نسبيا مخاوفنا من هذا العامل" ليخلص سعدان إلى القول بأن الظروف المناخية ستكون مواتية للعناصر الوطنية لتأدية مباراة كبيرة ، و الظهور بنفس المستوى الذي كانت عليه ضد مالي... المدرب الوطني أكد بأن منتخب أنغولا منافس عنيد قام بتحضير ممتاز تحسبا لهذا الموعد، كما أن لاعبيه يمتلكون مهارات فردية عالية قد تكون كافية لصنع الفارق في أية لحظة من عمر المقابلة، فضلا عن إستفادته من أفضلية الأرض والجمهور، لكن ذلك على حد تصريحه لا يعني بأن المنتخب الجزائري سيدخل أرضية الميدان مكتوف الأيدي، وإنما للدفاع عن حظوظه إلى غاية آخر لحظة من المقابلة، ليشير إثر ذلك إلى أنه عاين بعض أشرطة الفيديو الخاصة بالمنافس، و حدد نقاط القوة والضعف، وأنه ضبط الخطة التكتيكية وفق الطريقة التي إعتاد عليها الأنغوليون، وقد ذهب سعدان إلى حد التنويه بالعمل الكبير الذي قام به التقني البرتغالي مانويل جوزيه منذ توليه العارضة الفنية لهذا المنتخب، لأن جوزيه يعرف جيدا خبايا الكرة الإفريقية بعد التجربة الطويلة والناجحة التي كانت له مع النادي الأهلي المصري.. سعدان فضل أن يختم حديثه بالتأكيد على أن العناصر الوطنية مصممة على بذل قصارى الجهود لإسعاد الجماهير الجزائرية بالتأهل إلى الدور الثاني، وأن المنتخب لن يتأثر بالغيابات التي ستعرفها التشكيلة في هذه المباراة، لأن التعداد ثري، و إذا كان الإقصاء المصير الحتمي بعد هذه المواجهة فإن ذلك لن يكون حسب سعدان " كارثة ، لأن هذه الدروة تبقى درسا لا بد أن نستخلص منه العبر قبل المشاركة في العرس الكروي العالمي".