الخضر يجردون الفيلة من أنيابها ويعبرون الى المربع الذهبي اقتطع المنتخب الوطني سهرة أمس تذكرة التأهل الى المربع الذهبي من الكان بعد عشرين سنة من الانتظار، تأهل تحقق بطريقة ولا أروع وفريق سيناريو مجنون تعذر على أصحاب القلوب الضعيفة، والأحاسيس الرهيفة مسايرته ومتابعته، لقد فعلها محاربو الصحراء في كابيندا وجردوا الفيلة من أنيابها ودفعوها الى بوابة الخروج بكيفية لم يكن يراهن عليها أشد المحبين للجزائر الواقفة، ا لخضر الذين تأهلوا الى ربع النهائي بهدف يتيم، تفجرت قريحتهم وفتحت شهيتهم في حظيرة أحد كبار القارة، الذي كتب له أن يتجرع مرارة الخسارة بعد 23 مباراة أمام كومندوس سعدان الذي وفى بوعده وأخرج الجزائريين إلى الشوارع والساحات فرحا واحتفاء بمنتخب بطولي يحق لكل جزائري أن يفتخر به.منتخبنا الوطني أثبت في الوقت والمكان المناسبين وأمام كوت ديفوار بأنه فريق المناسبات الكبيرة ومنتخب التحديات والرهانات وأن من قبروه مبكرا لم يكونوا ينظرون لأبعد من " أنفوهم" ولا يفقهون في شؤون كرة القدم التي يلعبها وينتهجها الفنان مغني والأنيق زياني والمتألق بوقرة وجميع أشبال الشيخ سعدان "ربان" الانتصارات والانجازات، مباراة أمس التي تلاعبت بالقلوب والأعصاب على مدار ساعتين من الندية والتنافس على مستوى عال، أنستنا جميع النكسات والخيبات وأطالت نشوة الفرح والاعتزاز عبر ربوع الجزائر وأينما تواجد من يحملون الجزائر في قلوبهم، لقد طالب الشيخ من لاعبيه أن يستمتعوا فأمتعوا وطرحوا الفيلة أرضا ليعبروا الى المربع الذهبي على طريقة الكبار. ورغم أن رفقاء دروغبا اعتمدوا منهجية الصدمة والترويع بهزهم شباك شاوشي في الدقيقة الثالثة وبحثوا عن القاضية طيلة ربع الساعة الأول، الا ان ما غاب عن الفيلة أن الجزائريين يكبرون ويبدعون في الأوقات الصعبة فبسطوا سيطرتهم على الكرة واللعب منذ الدقيقة العشرين أين أشعل زياني الشرارة بكرة ثابتة كانت كفيلة للرمي بالكرة والخطر في المعسكر المقابل الذي مر بلحظات ساخنة وحرجة ليتمكن مطمور من تعديل الكفة عند الدقيقة الاربعين بعد كرة في العمق من القائد منصوري استغلها مطمور ليهز الشباك من على بعد 18 مترا بكرة اصطدمت بالقائم وسكنت الشباك، هدف أحي الأمل وبعث الثقة في النفوس ولو أن الخضر كادوا يعودون الى غرف حفظ الملابس متقدمين في النتيجة لو أحسن مطمور انهاء هجمة قادها مغني وغزال لتأتي الراحة في وقتها ويستفيد الشيخ من فرصة اسداد التوجيهات والتعليمات الكفيلة بفك شفرة الدفاع الايفواري فاختفى دروغبا ، كالو، زوكورا وغيرهم وتسيد المستطيل الاخضر مغني وزياني وحليش ويبدة وكل محاربي الصحراء الذين تفوقوا على الفيلة ومروا في الدقائق 54و 58 و 63 و 67 جانبا حيث غابت الفعالية في كرات لم تكن تحتاج إلا لمن يلمسها لتدخل الشباك فكانت كل الاحصائيات في هذه المرحلة لفائدة الخضر من حيث امتلاك الكرة وصناعة اللعب والفرص السانحة ولو أن المباراة كانت تخبيء للأفناك مفاجأة غير سارة حيث تألق البديل عبد القادر كايتا بهز شباك شاوشي في وقت قاتل (د 89) في عرف المحللين والمتتبعين وليس في قاموس محاربي الصحراء الذين عادوا في الوقت بدل الضائع (90 + 1) عن طريق الماجيك الذي استقبل كرة بلحاج برأسية من وضعية قلب هجوم وبفعالية هداف بارع اسقطت الفيلة وجردتهم من أنيابهم فدخلوا الوقت الاضافي مجردين من سلاحهم بعد ان أفلح سعدان و"رجاله" في جعل الفيلة في صورة مسدس دون ذخيرة حية يخيف ولا يقتل وذلك في الدقيقة 92 أين سجل البديل بوعزة هدفا وزنه من ذهب رفع الجزائر الى المربع الذهبي وأخرج منتخبا كبيرا من البوابة الخلفية ولولا سوء الطالع وقلة تركيز مطمور وغزال لكانت فاتورة كوت ديفوار أثقل. فتحية للشيخ ولرجاله ومبروك للجزائر التأهل وهذا المنتخب الذي جعل من النصر والفرح ماركته المسجلة فالخضر لعبوا كما يجب أن يراهم الجزائريون وكل عشاق اللعب الجميل.