لا أتلقى الأوامر إلا من المدير العام لطاسيلي ولا أعرف رئيسا غير فرصادو خرج مدرب السنافر دييغو غارزيتو عن صمته عقب الحادثة التي شهدها اللقاء الأخير أمام شبيبة بجاية، بعد أن منع من الإشراف على الفريق من كرسي الاحتياط، حيث كشف من خلال هذا الحوار المطول الذي خص به النصر تفاصيل هذه الحادثة و حيثياتها. بعد أن حدثتنا عن قرار منعك من دخول أرضية الميدان، متى انطلقت الخلافات بينك و بين المسيرين؟ أعتقد أن المشاكل انطلقت منذ فترة التحضيرات الصيفية، بسبب المهاجم محمد دحمان، الذي التحق متأخرا بالتربص، حيث أنه التحق يوم 16 جويلية، إن لم تخن الذاكرة و كل شيء مدون لدي في جهاز الحاسوب، وأتذكر جيدا أنه عند وصوله إلى تونس، وشروعه في التدريبات معنا اكتشف تواجد 7 مهاجمين ( بناي، طيايبة، بولمدايس، بزاز، حديوش، دراق، سامر)، وكان يومها لم يوقع على أي وثيقة، و قدم إلى شباب قسنطينة من أجل إجراء التجارب مثلما أخبرني به المسيرون، (ليتدخل بعد ذلك ابنه طوني) و يؤكد:"دحمان تحدث معي في غرفتي، حيث قال لي بالحرف الواحد، هناك 7 مهاجمين في الفريق إذا كنتم في غنى عن خدماتي فاتركوني أرحل، فقلت له تحدث مع المدرب"، (ليتدخل من جديد المدرب غارزيتو )، بعد مرور بضعة أيام تحدث معي دحمان، و قلت له بالحرف الواحد، صحيح أنني أملك عدة لاعبين في الهجوم، لكن يمكنك أن تشارك كمهاجم أيمن. وماذا كان رد دحمان؟ دحمان فاجأني برده، حيث أكد لي أنه لا يستطيع أن يلعب في منصب مهاجم أيمن، مدعيا أنه هو من يسجل الأهداف، و ليس هو من يقدم الكرات للمهاجمين من أجل التسجيل، كما أكد لي أنه جاء إلى شباب قسنطينة من أجل اللعب أساسيا، و هو ما جعلني أؤكد له أنني لست بحاجة إلى خدماته، حيث أنه لا يوجد لاعب في العالم يوقع عقدا مع أي فريق يشترط فيه اللعب أساسيا، و أكثر من ذلك اكتشفت بعد ذلك أن دحمان كان قد وقع على عقد مع محمد بوالحبيب بعد نهاية مباراة إسبانيول الودية، و بعد أن رفضت دحمان انطلقت المشاكل، لأنني قطعت على "سوسو" البزنسة، و لا أريد أن أدخل في تفاصيل أكثر، لأنني اكتشفت بعد ذلك أن الإدارة روجت بأنني سرحت بناي و حديوش و طيايبة. * مشاكلي مع بوالحبيب بدأت بقدوم دحمان في الصائفة * نفهم من كلامك أنك لم تسرح بناي و طيايبة فماذا حدث بالضبط؟ أؤكد لكم أنني لم أسرح بناي، كيف أسرح بناي وهو لاعب ممتاز، بل على العكس من ذلك أنا كنت مع بقائه ضمن التعداد، لأنني كنت بحاجة إلى خدماته، صحيح أنني طلبت تسريح حديوش من الفريق، لأنه لاعب عادي جدا، و هناك من هو أفضل منه، و خير دليل على ذلك أنه لم يقدم أي شيء للفريق، ولم أكن مخطئا في حقه، لكن أحد المسيرين كان له رأي آخر و أصر على الاحتفاظ بحديوش و تسريح بناي، لأسباب أجهلها إلى غاية الآن. هناك قضية أسالت الكثير من الحبر، هي قضية إصرارك على إشراك المهاجم حنايني؟ حنايني مهاجم جيد، و لست بصدد الدفاع عنه، لأن أرضية الميدان هي الفيصل في كرة القدم ، صحيح أنني كنت وراء استقدام المهاجم حنايني، الذي قدم عدة مواسم رائعة في البطولة الفرنسية، حيث سبق و أن سجل 21 هدفا مع ارل أفنيون رفقة سامي حوري، حيث ساهما في صعود هذا الفريق إلى "الليغ 1"، لكن المشكلة أن هناك بعض المسيرين يفضلون لاعبين على لاعبين آخرين بسبب "البزنسة"، فكيف تنتظر رد فعل من لاعب شوه المسيرون صورته مع الأنصار، وأكثر من ذلك فقد اتصل بوالحبيب بوكيل أعماله و طالبه بفسخ العقد شهر أوت، دون مشاهدته يلعب مباراة ودية، وهو ما أفقد اللاعب ثقته في نفسه، رغم أنني أعرف جيدا إمكانات هذا اللاعب، لكن لا أستطيع أن أفرضه في التشكيلة الأساسية، و كل شيء متوقف على مردوده في التدريبات، اعتقد أنه لا يوجد مدرب في العالم لا يشرك لاعب جيد، قادر على تقديم الإضافة و صنع الفارق. رغم كل هذه المشاكل إلا أن انطلاقة الفريق كانت جيدة، و حققتم عدة نتائج إيجابية، أليس كذلك؟ بدايتنا كانت جيدة، ورغم تعثرنا في الجولة الأولى أمام أهلي البرج، إلا أننا تنقلنا بعد ذلك إلى الحراش و تمكنا من العودة بالزاد كاملا، و تواصلت بعد ذلك سلسلة النتائج الإيجابية، إلى غاية الجولة الخامسة أين كنا نحتل الصدارة رفقة بعض الأندية، و كل الأمور كانت تسير على أحسن ما يرام، قبل أن يقرر مدرب الحراس حكيم سبع الاستقالة من منصبه، هناك بدأت أكتشف بعض الأمور التي لم أكن على دراية بها. * رفضت بونعاس ولا زلت أرفضه والنتائج تراجعت بقدومه هو ولعور * وما هي الأمور التي اكتشفتها؟ مدرب الحراس الأسبق حكيم سبع كان يقوم بعمل جيد، و كنا نتواصل مع بعضنا البعض جيدا، خاصة و أنه كان يتحدث مع اللاعبين بالفرنسية مثلنا بالضبط، عكس ما هو الحال بالنسبة للمدرب المساعد نور الدين بونعاس ومدرب الحراس منير لعور، الذي أعتقد منذ قدومهما بدأت نتائجنا في التراجع، و الأرقام وحدها تتحدث، حيث أننا حصدنا في الخمس جولات الأولى 13 نقطة، أما الجولات السبع التي سجل خلالها الثنائي بونعاس و لعور حضورهما تحصلنا على 8 نقاط فقط، و إن دل ذلك على شيء إنما يدل على وجود مشكل ما. لكنك رفضت العمل إلى جانب بونعاس و لعور، هل لك أن تشرح لنا الأسباب؟ بعد استقالة مدرب الحراس حكيم سبع، اقترح علي المسيرون استقدام مدرب الحراس الأسبق للفريق (يقصد منير لعور)، حيث أكدوا لي أنه إنسان رائع و يقوم بعمل جيد، و سبق له العمل إلى جانب المدرب روجي لومير، ما جعلني أوافق على قدومه شريطة أن يتواصل معنا وأن تكون لديه رغبة في اكتساب الخبرة، أما بخصوص بونعاس فلم أوافق على قدومه في بادئ الأمر، لأنني كنت في غنى عن تدعيم العارضة الفنية بمدرب مساعد لتواجد ابني طوني، رغم ذلك وافقت على تواجده ضمن العارضة الفنية، و لكن بعد مرور بضعة جولات قرر الثنائي تجميد نشاطهما احتجاجا على عدم تلقيهما مستحقاتهما العالقة، كما أنهما لا يملكان عقد يربطهما مع "طاسيلي"، ما جعلني أستغل فرصة حديثي مع أحد المسؤولين في "طاسيلي" لأتطرق إلى قضيتهما، حيث أكد لي مسؤولو "طاسيلي" أنهما لا يملكان أي عقد موثق من طرف الشركة، و لكن بونعاس فاجأني خلال الأسبوع الذي سبق مباراة أمل الأربعاء، عندما قدم إلى إحدى الحصص التدريبية التي أجريناها بملعب عين سمارة، وأتذكر جيدا أنه قدم في حدود الساعة العاشرة و النصف عندما كنا على وشك إنهاء الحصة التدريبية، عندها طلبت منه البقاء على حافة الملعب، إلى غاية نهاية الحصة، إلا أن بوالحبيب تدخل و أعاده إلى الملعب، و هو ما جعلني أتأكد أن بونعاس لا يملك شخصية، حيث أنه عاد إلى العمل بطلب من بوالحبيب و دون الاستجابة إلى شروطه، و ما يدل على ذلك هو أنه فاجأ الجميع بتواجده في مطار قسنطينة يوم تنقلنا إلى الأربعاء، و أتذكر جيدا أن الركاب في الطائرة هم كذلك تفاجؤوا لتواجده و طرحوا علينا السؤال. ولكن حسب المعلومات التي بحوزتنا فإن مجلس الإدارة هو من قرر إعادة الثنائي خلال اجتماعه الأخير؟ لا..لا.. حسب المعلومات التي أكدها لي مسؤولو "طاسيلي" فإنهم لم يعيدوا الثنائي و خير دليل على ذلك أنهما لم يوقعا أي عقد مع الشركة، وأكثر من ذلك كل ما قيل عني من طرف محمد بوالحبيب كذب، فقط أريد أن أعرف صفة "سوسو" في الشركة و المنصب الذي يشغله، لأن الرئيس هو فرصادو، كما أنني أتواصل مباشرة مع المدير العام لطاسيلي ولا أتلقى الأوامر إلا منه، الذين طالبوني بمواصلة العمل، أنا لست بصدد افتعال المشاكل، و إذا كنت أنا هو المشكلة فعليهم أن يلتزموا ببنود العقد و سأرحل دون أي حرج، لكن ما قام به المسيرون، عيب و عار، فبعد أن حاولوا إثبات إهمالي لمنصبي و عدم تواجدي في مكاني يوم التدريبات، من خلال تقديم موعد حصة الاستئناف التي سبقت مباراة بجاية، و اتصلوا باللاعبين دون إخطاري، لكن هناك بعض اللاعبين من اتصلوا بي و أخبروني بالموعد الجديد للتدريبات، ما جعلني أرسل ابني طوني إلى قسنطينة، و من حسن حظنا أنه كان متواجدا في ملعب التدريبات. * شباب قسنطينة في غنى عن هذه المشاكل وأنا على استعداد لإعادته إلى سكة الانتصارات * ماذا تقصد بذلك؟ هناك مسير أراد التخلص مني بأي طريقة، من خلال محاولة تدبير مكيدة لي، و تقديم موعد حصة الاستئناف، ثم إحضار المحضر القضائي لإثبات ذلك، لكن نسي أن الإدارة هي من حجزت لي التذكرة، و هي من حددت موعد تنقلي وعودتي، إضافة إلى ذلك أنني منحت اللاعبين أربعة أيام راحة، من أجل نسيان كرة القدم بعد الخسارة أمام الأربعاء، و تزامن ذلك مع مباراة المنتخب الوطني الجزائري، حيث أنني أردت العودة بأكثر قوة و الشروع في التحضير لمباراة بجاية، لكن الغريب في الأمر، هو أن طوني اكتشف أن المناجير العام للفريق ضربان، و المدرب المساعد بونعاس أحضرا ورقة وطلبا من كل اللاعبين توقيعها و سحب الثقة مني، لكن اللاعبون رفضوا التوقيع، رغم أنني منحت بونعاس برنامج العمل، إلا أنه لم يطبقه و فضل إجراء الحصة التدريبية من إعداده، و هي الحصة التي تابعناها، وصدقوني أنها حصة تقام لفئة الأشبال، و هو ما أكده لي اللاعبون، ليس أن تكون لاعبا جيدا، معناه بالضرورة أن تكون مدربا جيدا، وصراحة بونعاس لا يستطيع العمل لأن لا تفكيره و لا طريقة عمله تتماشى معنا، و أكثر من ذلك أعتبره شريكا في القرار الذي اتخذه أحد المسيرين بعدم السماح لي بالدخول إلى أرضية الميدان . وماذا عن قضية المهاجم بحاري؟ لا توجد أي قضية اسمها بحاري، كيف لفريق يلعب الأدوار الأولى، يستقدم لاعب يزن أكثر من 100 كغ، وتحدثت مع بوالحبيب في هذه النقطة، حيث قال لي إنه " البزنس" الخاص بي، حيث أنني أريد أن أعيده إلى مستواه من أجل بيعه إلى أحد الأندية، و أريد أن أؤكد لكم أن بحاري فقد 5 كيلوغرامات الآن، رغم ذلك لسنا بحاجة إلى خدماته، و أنا قدمت إلى شباب قسنطينة، من أجل اللعب على احتلال إحدى المراتب الأولى، والقيام بمشوار إيجابي في كأس "الكاف". وماذا عن مستقبل غارزيتو؟ أنا باق على رأس العارضة الفنية لفريقي شباب قسنطينة، خاصة و أنني أحظى بثقة مسؤولي طاسيلي، و إذا كانوا يريدون العكس، فعليهم بتطبيق بنود العقد، أعتقد أن شباب قسنطينة في غنى عن كل هذه المشاكل و الأنصار و الفريق هم الخاسر الأكبر من كل هذا، و أريد أن أوجه نداء إلى الجميع، بما في ذلك المسيرين و الأنصار بضرورة الالتفاف حول الفريق في الوقت الراهن، و سأحاول رفقة طاقمي إعادة الفريق إلى السكة الصحيحة.