قرب انطلاق أولى عمليات زراعة الكبد بالمستشفى العسكري بقسنطينة يشرع قريبا المستشفى العسكري بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، في أولى عمليات زراعة الكبد على مستوى الشرق، في وقت طالب أطباء و مختصون بضرورة تنظيم العملية بالمستشفيات العمومية لتشجيع الأهالي على التبرع بأعضاء المرضى المتوفين. و خلال الأيام الخامسة للجراحة التي نظمت بالمستشفى الجهوي العسكري أمس حول موضوع زراعة الكبد و البنكرياس و الأوعية الصفراوية، أكدت ل "النصر" الدكتورة خزري سهام أستاذ مساعد في الجراحة العامة بالمستشفى العسكري، بأن هذا الأخير أجرى خلال العامين الماضيين 20 عملية ناجحة في جراحة الكبد، و ذلك من طرف أطباء جزائريين لا تزال عمليات تكوينهم جارية في فرنسا و بلجيكا، من أجل الوصول إلى إخضاع المرضى لعمليات زراعة الكبد،التي سيتم بموجبها اقتناء تجهيزات حديثة من أجل البدء فيها قريبا، في وقت ينتظر أن تصل نسبة إدخال تقنية الجراحة بالمنظار إلى 100 بالمائة في غضون السنة المقبلة، حيث تسمح هذه التكنولوجيا الحديثة بإجراء الجراحات بوسائل دقيقة دون الحاجة لشق جسم المريض ،فضلا عن إمكانية مشاهدة صورة مكبرة بعشرة مرات للأعضاء الداخلية، ما سيجنّب الكثير من المرضى التنقل للعلاج خارج الوطن. و قد سجل الأطباء المختصون خلال الملتقى نقص ثقافة التبرع لدى الجزائريين عموما، خصوصا بالنسبة لأهالي المرضى المتوفين، و ذلك رغم إجازة الدين الإسلامي و القانون الجزائري لمثل هذه العمليات، و هو ما يفسّر التأخر الذي تعرفه بلادنا في هذا المجال، في وقت أكد للنصر البروفيسور بن حركات عبد العزيز الطبيب المسؤول بمصلحة الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي ابن باديس، بأن العائق الأساسي أمام تقدم عمليات زرع الأعضاء و الكبد خاصة، ليس المواطن أو نقص الكفاءات و عجز التشريعات القانونية، بل غياب تنظيم فعلي و تنفيذ صارم لهذه القوانين، ما جعل الكثير من المرضى و أهاليهم يعزفون عن التبرع بالأعضاء، مقدما مثالا عن المستشفى الجامعي ،الذي أجرى منذ سنة 1887، 200 عملية فقط لزرع الأعضاء و هو رقم يراه محدثنا ضئيلا جدا مقارنة مثلا بالأردن الذي أجري فيه نحو 10 آلاف عملية زراعة. يذكر أن الملتقى حضره أطباء جزائريون من مختلف التخصصات و قانونيون و علماء دين، بالإضافة إلى خبراء أجانب أبدوا استعدادهم لنقل خبراتهم و تجاربهم للمستشفى الجامعي من أجل تطوير عمليات زراعة الكبد و البنكرياس.