روراوة يسابق الزمن لإقناع بن طالب و قريشي يتابعه منذ شهور فجرت أمس صحيفة "دايلي مايل" الإنجليزية مفاجأة مدوية، بكشفها عن دخول الاتحاد الإنجليزي طرفا فاعلا في "معركة" الظفر بخدمات الموهبة الكروية الجزائرية نبيل بن طالب، فذكرت في عددها الصادر أمس أن الاتحاد الإنجليزي يسعى لضم نبيل بن طالب إلى منتخب الأسود الثلاث، في سيناريو مشابه لما حدث مع اللاعب مزدوج الجنسية عدنان جانيجاز (بلجيكي ألباني)، حيث يراهن الإنجليز على القانون الذي يتيح للاعب الحصول على جواز سفر بريطاني بعد 5 سنوات من الإقامة، وأشارت الصحيفة أن بن طالب يمكنه اللعب للمنتخب الإنجليزي بداية من سنة 2017، ومن ثمة قد يشارك مع منتخب الأسود الثلاث في نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا. بن طالب الرجل المطلوب من الاتحاد الإنجليزي والغريب أن محرر المقال في "دايلي مايل" تحت عنوان "بن طالب الرجل المطلوب من الاتحاد الإنجليزي" وصف بن طالب باللاعب الفرنسي الموهوب دون ذكر أصوله الجزائرية، يحدث هذا في الوقت الذي يسعى الرجل الأول في قصر دالي إبراهيم محمد روراوة (المتواجد حاليا في جنوب إفريقيا لحضور الشان)إلى قطع الطريق أمام فرنسا وانجلترا، وذلك بتكثيفه مساعيه لإقناع اللاعب وعائلته بحمل القميص الوطني، من خلال اتصاله مؤخرا بشقيق حسان يبدة الذي يعد مناجير بن طالب، وحسب مصادر مطلعة فإن روراوة يراهن على خبرته وحنكته لتكرار سيناريو ربح صفقة إسحاق بلفوضيل وسفير تايدر وفوزي غلام، آخر الملتحقين بالخضر، حيث يعمل الرجل في صمت وبمفرده حول هذا الملف، وكله عزم على عدم تضييع هذه الموهبة الكروية لفائدة الديكة، الذين يسعون عن طريق مدرب منتخب الآمال ويلي صانيول لخطف بن طالب، سيما والناخب الفرنسي قد تلقى مؤخرا تعليمات بضرورة تفادي "خسارة"موهبة أخرى، من ضمن المواهب الكروية الفرانكو – جزائرية خريجة المدرسة الفرنسية، وتفيد ذات المصادر بأن صانيول يفكر في توجيه الدعوة لبن طالب لحضور التربص القادم. صراع ثلاثي الأبعاد و الفاف في أفضل رواق وفي الوقت الذي كان الجميع على ضفتي البحر المتوسط يرتقب متابعة قبضة حديدية بين الاتحادين الجزائري والفرنسي، بخصوص خطف بن طالب الذي يعتبر اكتشاف مطلع العام 2014 في البريميير ليغ، بعد عروضه القوية أمام مانشستر يونايتد و أرسنال ثم كريستال بالاس مساء أول أمس، انتقل الحديث فجأة إلى إنجلترا، أين خطف بن طالب الأضواء من الجميع وتحول في ظرف أسبوعين إلى مادة دسمة لوسائل الإعلام هناك، حيث أن مهاراته وقدراته البدنية والفنية ونضجه التكتيكي جعل الاتحاد الإنجليزي للعبة يفكر بجد في تجنيسه، وسلك معه نفس الأسلوب الذي انتهجه مع اللاعب عدنان جانيزاج صاحب الجنسية المزدوجة (بلجيكي – ألباني)، حيث أن مسؤولي الكرة تمكنوا من إقناع لاعب مانشستر يونايتد بحمل قميص المنتخب الإنجليزي ولو بعد أربع سنوات (عام 2018). وليس غريبا أن يصنع الشاب الجزائري الحدث عبر مختلف وسائل الإعلام الإنجليزية والفرنسية، حيث أن تألقه اللافت بألوان نادي توتنهام في الدوري الإنجليزي الممتاز، جعله محط أنظار المتتبعين وهواة اصطياد العصافير الناذرة، حيث لم يقتصر الاهتمام بهذه الموهبة الكروية على الجانبين الجزائري والفرنسي، بل امتد إلى مسؤولي الكرة في المملكة المتحدة، على اعتبار أن الاتحاد الإنجليزي للعبة أبدى اهتمامه باللاعب وبدأ من الآن يفكر في تجنيسه وتحضيره لحمل قميص الأسود الثلاث في مونديال روسيا. الفصل في مصير بن طالب قبل 31 جانفي وفي خضم الصراع القائم وراء البحر في محاولة لخطف بن طالب صاحب التسعة عشر سنة وخريج مدرسة ليل الكروية ، وسبق له حمل قميص المنتخب الفرنسي لأقل من 19 سنة العام الماضي، في اللقاء الودي الذي جمع الديكة بالمنتخب الألماني، تجدر الإشارة إلى أن اللاعب يمكنه تغيير الجنسية الرياضية في أي لحظة، وفق قانون الباهاماس الذي استفادت منه العديد من المواهب الكروية خريجة المدرسة الفرنسية، في صورة مغني ويبدة وبلفوضيل و تايدر و غلام وإبراهيمي و فغولي، ما جعل مصادر مقربة من الفاف تفيد بأن متوسط ميدان نادي توتنهام يقترب من يوم لآخر من الانضمام إلى كتيبة وحيد حليلوزيتش، واعتبرت انضمام اللاعب إلى صفوف المنتخب الوطني قضية وقت ليس إلا، حيث أن رئيس الفاف يكون قد دخل في اتصالات مع عائلة ومحيط اللاعب، قصد جس النبض ومعرفة قراره بخصوص حمل القميص الوطني، ولو أن مناجير وشقيقه في آن واحد كان قد صرح قبل أيام بأن نبيل يمنح الأولوية للخضر، مستدلا في ذلك بأن اللاعب وجميع أفراد العائلة كانوا ينتظرون دعوة من الناخب الوطني السابق لمنتخب أقل من 20 سنة جون مارك نوبيلو، الذي تجاهل هذه الموهبة الكروية لأسباب مبهمة، رغم أن نبيل بن طالب صرح لموقع الميدان في نوفمبر 2012 بأنه يحلم بتقمص الألوان الوطنية : " حلمي هو اللعب لصالح الجزائر، وهذا الحلم يراودني منذ الصغر، خاصة أنني مناصر وفي للخضر، وكنت أذهب باستمرار إلى الجزائر وتحديدا إلى مدينة مستغانم، لقضاء عطلتي الصيفية رفقة العائلة، لذا من غير المعقول أن أرفض دعوة الناخب الوطني بالرغم من أنني لا أفكر كثيرا في المنتخب في الوقت الراهن". غير أن تألق لاعب موكرون البلجيكي بشكل لافت في أقوى الدوريات الأوروبية وصنعه أغلفة المجلات والصفحات الأولى للصحف المختصة، قد يجعل بن طالب يغير موقفه ويدرس العروض من عدة زوايا، وهو ما تدركه الفاف جيدا بدليل أن ذات المصادر أكدت بأن الرجل الأول في قصر دالي إبراهيم يسارع الزمن لربح صفقة بن طالب الذي يراهن عليه كثيرا ضمن إستراتيجيته لتكوين منتخب شاب ومستقبلي، حيث انتقل روراوة إلى مرحلة الجد منذ لقاء توتنهام وأرسنال، وهو ينتظر فقط رد اللاعب وإبداء رغبته في الدفاع عن القميص الوطني، ليباشر إجراءات تأهيله رسميا على مستوى الفيفا، قبل موعد الخامس مارس القادم، حيث يرتقب أن يدرج الطاقم الفني الوطني بقيادة "الكوتش وحيد" اسم بن طالب ضمن قائمة اللاعبين المدعوين للمشاركة في لقاء سلوفينيا، وذلك يوم 31 جانفي الجاري تاريخ اجتماع المكتب الفيدرالي بأعضاء الطاقم الفني الوطني، خصوصا وأن حليلوزيتش على موعد مع دورية أوروبية بداية من الجمعة المقبل لمعاينة عديد اللاعبين، وقد يكون بن طالب على رأس القائمة، أين يرتقب أن يكرر معه سيناريو تايدر في بولونيا. قريشي: " أتابع بن طالب منذ شهور وهو لاعب يهمنا كثيرا" وما يدعم هذا الطرح أن الناخب الوطني أوكل لمساعده نورالدين قريشي مهمة متابعة اللاعب عن كثب منذ عدة شهور، وهو ما جسده قريشي بمتابعته اللقاءات الأخيرة ودون عدة ملاحظات إيجابية عن اللاعب منها أنه يملك قدما يسرى ذهبية ويملك قدرة فائقة على التوغل والاحتكاك، وقد صرح قريشي أمس الأول لموقع "لاغازيت دي فيناك" في أعقاب لقاء البريميير ليغ:" أنا أتابعه منذ عدة شهور، إنه لاعب ممتاز وقادر في المستقبل على تقديم الإضافة للخضر، بفضل يسراه الرائعة وقدرته الفائقة على التوغل، كما أنه لاعب مهاري ويلعب بأريحية كبيرة من الناحية الفنية، وما يمكنني قوله في الظرف الراهن أنه يهمنا كثيرا". وفي أعقاب المباراة اختار موقع سكاي سبور بن طالب أفضل لاعب، من خلال تألقه في وسط ميدان توتنهام وصد العارضة والقائم معا كرته التي كانت في طريقها إلى الشباك، وكذا قيامه بما لا يقل عن 107 تمريرة، منها 97 تمريرة ناجحة وبنسبة نجاح قدرت ب 93 بالمائة، وهي جميعها أرقام ومعطيات تجعل من اللاعب نجما في التاسعة عشر.